قضية السلام في أوكرانيا تحدٍّ لأوروبا مع أمريكا
خلال الأيام الماضية حدثت ثلاثة أحداث مهمة تتعلق بمسألة أوكرانيا.
خلال الأيام الماضية حدثت ثلاثة أحداث مهمة تتعلق بمسألة أوكرانيا.
أولاً، فلاديمير زيلينسكي الذي كان في طريقه إلى البيت الأبيض لتوقيع اتفاق مع دونالد ترامب بشأن استثمار المعادن النادرة في أوكرانيا، غادر البيت الأبيض دون تحقيق أي إنجاز، على الرغم من أن معظم وسائل الإعلام بما في ذلك فوكس نيوز ونيويورك تايمز اعتبرت ذلك أمرًا محتملًا وقريب الحدوث.
ثانيًا، اجتمع رئيس الوزراء البريطاني يوم السبت 1 مارس مع فلاديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا بعد يوم واحد من مشاجرة لفظية حادة بين ترامب وزيلينسكي. عقب هذا الاجتماع أعلنت بريطانيا أنها ستقدم قرضًا بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2.6 مليار يورو) لتأمين المشتريات العسكرية إلى كييف.
ثالثًا، اجتمع أكثر من عشرة من قادة الدول الغربية بالإضافة إلى قادة الاتحاد الأوروبي والناتو يوم الأحد 2 مارس في لندن للتشاور بشأن أوكرانيا. وقد تم طرح خطة مكونة من أربع مراحل لإنهاء الحرب في أوكرانيا وشملت النقاط التالية:
1. استمرار إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا حتى يستمر النزاع وزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا.
2. يجب أن تضمن أي سلام مستدام سيادة وأمن أوكرانيا ويجب أن تكون أوكرانيا حاضرة في أي مفاوضات للسلام.
3. في حال التوصل إلى اتفاق للسلام سيكون هدف القادة الأوروبيين هو منع أي اعتداء روسي جديد على أوكرانيا.
4. سيتم تشكيل "تحالف من المتطوعين" للدفاع عن أوكرانيا وضمان السلام في البلاد.(1)
تُظهر هذه الأحداث وخاصة بعد عقد اجتماع السلام حول أوكرانيا في لندن، والاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء البريطاني وترامب، مع التأكيد على ضرورة تحقيق سلام مستدام وضمان أمن أوكرانيا، أن إدارة ترامب اتخذت قرارها النهائي بقطع الدعم عن زيلينسكي. وفي هذه الظروف تسعى بريطانيا إلى أخذ زمام القيادة في الناتو لدعم أوكرانيا. ومع ذلك تحتاج بريطانيا إلى دعم الولايات المتحدة لأنه على الرغم من نقاط الضعف العسكرية والضغوط الاقتصادية لا تستطيع دعم أوكرانيا بشكل كامل بمفردها.
في الوقت الحالي يجري النقاش حول أمرين:
الأول بشأن تمويل إعادة الإعمار الاقتصادي والثاني بشأن ضمان الأمن الخارجي لأوكرانيا. لكن المشكلة تكمن في أن هذه المناقشات تسير بشكل منفصل على الرغم من أن هذه المسائل ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها. إن الضمانات الأمنية ضرورية بقدر ما هي حيوية لأمن الشعب الأوكراني فهي أيضًا حاسمة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.(2) لأن المساعدات الرسمية لا يمكن أن تمول الاقتصاد إلى الأبد وستكون الاستثمارات الخاصة ضرورية. ولكن إذا كان الأمن غير مضمون فلن يتم جذب الاستثمارات الأجنبية بل إن الأوكرانيين أنفسهم لن يستثمروا.
وبناءً على ذلك يبدو أن بريطانيا تسعى في هذا الاتجاه لإقناع الولايات المتحدة بضمان الأمن لأوكرانيا. وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب مؤتمر لندن حول أوكرانيا أشار ستارمر إلى هذه المسألة قائلاً: "إن خطة قوات التحالف من أجل سلام أوكرانيا معتمدة على دعم الولايات المتحدة. وفي هذا السياق تحدثت البارحة مع الرئيس الأمريكي حول هذه الخطة."
وفي إجابة على سؤال حول المشاجرة اللفظية بين ترامب وزيلنسكي في البيت الأبيض و"عدم قدرة أمريكا على أن تكون شريكًا موثوقًا"، واحتمال أن تكون أوروبا وحدها قال: "أمريكا ليست شريكًا غير موثوق. لقد كانت أمريكا دائمًا شريكًا موثوقًا لبريطانيا. لا يوجد بلد يمكن أن يقترب من العلاقة التي تربط بريطانيا وأمريكا."
لكن الحقيقة أن التعاملات بين ترامب وزيلنسكي وتصاعد التوترات في هذا السياق قد قضت فعلياً على إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية دعم أوكرانيا بين أوروبا وأمريكا. تهدف الولايات المتحدة إلى منع التقارب الزائد بين الصين وروسيا من خلال دبلوماسية قريبة مع الروس وبتكلفة زيلنسكي، ونظرًا لأن ترامب شخص يتعامل بالمنافع فإن هناك قلقاً ملموساً بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا من أن ترامب قد يمهد الطريق لحرب أسوأ في المستقبل من خلال أي صفقة مع الزعيم الروسي وقد يغري بوتين لتوسيع نفوذه في أجزاء أخرى من أوروبا - ربما في دول البلطيق.(3)
أيضًا يبدو أنه إذا استمرت الخلافات بشأن دعم أوكرانيا بين أمريكا وبريطانيا دون حل وعدم توافق ستارمر مع مطالب ترامب المتعلقة بأوكرانيا، فقد يتعرض الوضع الاقتصادي في بريطانيا لتطورات سلبية عديدة وقد يفرض ترامب رسومًا جمركية على المنتجات البريطانية. وهناك احتمال آخر بأن يقوم ترامب بتكرار تعامل مشابه مع المسؤولين البريطانيين كما فعل مع زيلنسكي نظرًا لاستمرار الخلافات حول دعم أوكرانيا.
حكيمة زعيم باشي
1- https://www.bbc.com/persian/articles/cd920jx78l4o
أولاً، فلاديمير زيلينسكي الذي كان في طريقه إلى البيت الأبيض لتوقيع اتفاق مع دونالد ترامب بشأن استثمار المعادن النادرة في أوكرانيا، غادر البيت الأبيض دون تحقيق أي إنجاز، على الرغم من أن معظم وسائل الإعلام بما في ذلك فوكس نيوز ونيويورك تايمز اعتبرت ذلك أمرًا محتملًا وقريب الحدوث.
ثانيًا، اجتمع رئيس الوزراء البريطاني يوم السبت 1 مارس مع فلاديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا بعد يوم واحد من مشاجرة لفظية حادة بين ترامب وزيلينسكي. عقب هذا الاجتماع أعلنت بريطانيا أنها ستقدم قرضًا بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2.6 مليار يورو) لتأمين المشتريات العسكرية إلى كييف.
ثالثًا، اجتمع أكثر من عشرة من قادة الدول الغربية بالإضافة إلى قادة الاتحاد الأوروبي والناتو يوم الأحد 2 مارس في لندن للتشاور بشأن أوكرانيا. وقد تم طرح خطة مكونة من أربع مراحل لإنهاء الحرب في أوكرانيا وشملت النقاط التالية:
1. استمرار إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا حتى يستمر النزاع وزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا.
2. يجب أن تضمن أي سلام مستدام سيادة وأمن أوكرانيا ويجب أن تكون أوكرانيا حاضرة في أي مفاوضات للسلام.
3. في حال التوصل إلى اتفاق للسلام سيكون هدف القادة الأوروبيين هو منع أي اعتداء روسي جديد على أوكرانيا.
4. سيتم تشكيل "تحالف من المتطوعين" للدفاع عن أوكرانيا وضمان السلام في البلاد.(1)
تُظهر هذه الأحداث وخاصة بعد عقد اجتماع السلام حول أوكرانيا في لندن، والاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء البريطاني وترامب، مع التأكيد على ضرورة تحقيق سلام مستدام وضمان أمن أوكرانيا، أن إدارة ترامب اتخذت قرارها النهائي بقطع الدعم عن زيلينسكي. وفي هذه الظروف تسعى بريطانيا إلى أخذ زمام القيادة في الناتو لدعم أوكرانيا. ومع ذلك تحتاج بريطانيا إلى دعم الولايات المتحدة لأنه على الرغم من نقاط الضعف العسكرية والضغوط الاقتصادية لا تستطيع دعم أوكرانيا بشكل كامل بمفردها.
في الوقت الحالي يجري النقاش حول أمرين:
الأول بشأن تمويل إعادة الإعمار الاقتصادي والثاني بشأن ضمان الأمن الخارجي لأوكرانيا. لكن المشكلة تكمن في أن هذه المناقشات تسير بشكل منفصل على الرغم من أن هذه المسائل ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها. إن الضمانات الأمنية ضرورية بقدر ما هي حيوية لأمن الشعب الأوكراني فهي أيضًا حاسمة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.(2) لأن المساعدات الرسمية لا يمكن أن تمول الاقتصاد إلى الأبد وستكون الاستثمارات الخاصة ضرورية. ولكن إذا كان الأمن غير مضمون فلن يتم جذب الاستثمارات الأجنبية بل إن الأوكرانيين أنفسهم لن يستثمروا.
وبناءً على ذلك يبدو أن بريطانيا تسعى في هذا الاتجاه لإقناع الولايات المتحدة بضمان الأمن لأوكرانيا. وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب مؤتمر لندن حول أوكرانيا أشار ستارمر إلى هذه المسألة قائلاً: "إن خطة قوات التحالف من أجل سلام أوكرانيا معتمدة على دعم الولايات المتحدة. وفي هذا السياق تحدثت البارحة مع الرئيس الأمريكي حول هذه الخطة."
وفي إجابة على سؤال حول المشاجرة اللفظية بين ترامب وزيلنسكي في البيت الأبيض و"عدم قدرة أمريكا على أن تكون شريكًا موثوقًا"، واحتمال أن تكون أوروبا وحدها قال: "أمريكا ليست شريكًا غير موثوق. لقد كانت أمريكا دائمًا شريكًا موثوقًا لبريطانيا. لا يوجد بلد يمكن أن يقترب من العلاقة التي تربط بريطانيا وأمريكا."
لكن الحقيقة أن التعاملات بين ترامب وزيلنسكي وتصاعد التوترات في هذا السياق قد قضت فعلياً على إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية دعم أوكرانيا بين أوروبا وأمريكا. تهدف الولايات المتحدة إلى منع التقارب الزائد بين الصين وروسيا من خلال دبلوماسية قريبة مع الروس وبتكلفة زيلنسكي، ونظرًا لأن ترامب شخص يتعامل بالمنافع فإن هناك قلقاً ملموساً بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا من أن ترامب قد يمهد الطريق لحرب أسوأ في المستقبل من خلال أي صفقة مع الزعيم الروسي وقد يغري بوتين لتوسيع نفوذه في أجزاء أخرى من أوروبا - ربما في دول البلطيق.(3)
أيضًا يبدو أنه إذا استمرت الخلافات بشأن دعم أوكرانيا بين أمريكا وبريطانيا دون حل وعدم توافق ستارمر مع مطالب ترامب المتعلقة بأوكرانيا، فقد يتعرض الوضع الاقتصادي في بريطانيا لتطورات سلبية عديدة وقد يفرض ترامب رسومًا جمركية على المنتجات البريطانية. وهناك احتمال آخر بأن يقوم ترامب بتكرار تعامل مشابه مع المسؤولين البريطانيين كما فعل مع زيلنسكي نظرًا لاستمرار الخلافات حول دعم أوكرانيا.
حكيمة زعيم باشي
1- https://www.bbc.com/persian/articles/cd920jx78l4o
