السعودية تقود الجهود العربية لإيجاد بديل من خطة ترامب بشأن غزة
رويترز تتحدّث عن قيام السعودية بقيادة الجهود العربية الهادفة إلى إيجاد بديل من خطة ترامب بشأن غزة، وتوضح أنّ المقترح المصري يشكّل "عنصراً محورياً في الدفع العربي نحو ذلك".
![السعودية تقود الجهود العربية لإيجاد بديل من خطة ترامب بشأن غزة](https://ar.iuvmpress.co/uploads/images/202502/image_870x_67af4e0290c2e.jpg)
تحدّثت وكالة "رويترز" عن قيام السعودية بقيادة الجهود العربية الهادفة إلى إيجاد بديل من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة.
ونقلت الوكالة عن عشرة مصادر قولها إنّ السعودية "تقود جهوداً عربيةً عاجلةً من أجل وضع خطة لمستقبل قطاع غزة، ومواجهة خطة ترامب بإنشاء ريفييرا في الشرق الأوسط، خالية من سكانها الفلسطينيين".
وبحسب ما تابعت، فمن المقرّر أن تُناقَش مسوّدة الأفكار في اجتماع في الرياض هذا الشهر، يضمّ دولاً بينها السعودية، مصر، الأردن والإمارات.
كما نقلت "رويترز" عن 5 أشخاص قولهم إنّ المقترحات "قد تشمل إنشاء صندوق لإعادة الإعمار، بقيادة دول الخليج، واتفاقاً لتهميش حركة حماس".
إضافةً إلى ذلك، تحدّثت "رويترز" إلى 15 مصدراً، من السعودية ومصر والأردن ودول أخرى، عن "رسم صورة للجهود التي تبذلها الدول العربية في هذا الإطار".
ونقلت الوكالة عن مسؤول أردني قوله إنّ الملك الأردني، عبد الله الثاني، أكد للرئيس الأميركي، خلال لقائهما في البيت الأبيض، أنّه "يعمل مع السعودية ومصر على خطة ناجحة بشأن غزة".
ورأت أنّ دور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، "سيصبح محورياً على ما يبدو"، بحيث قال مسؤول أردني: "نقول للأميركيين إنّ لدينا خطةً ناجحة. واجتماعنا مع محمد بن سلمان سيكون حاسماً، وهو يتولّى زمام المبادرة".
وقال مصدر حكومي عربي إنّ 4 مقترحات على الأقل تمت صياغتها بشأن مستقبل قطاع غزة، لكنّ المقترح المصري أصبح الآن يشكّل "عنصراً محورياً في الدفع العربي نحو إيجاد بديل من فكرة ترامب".
الاقتراح المصري
ثلاثة مصادر أمنية مصرية أوضحت لـ"رويترز" أنّ الاقتراح المصري الأخير يتضمّن "تشكيل لجنة وطنية فلسطينية لحكم غزة، من دون مشاركة حماس، ومشاركة دولية في إعادة الإعمار، من دون تهجير الفلسطينيين في الخارج، والتحرك نحو حلّ الدولتين".
وبحسب المصدر الحكومي العربي، فإنّ ممثّلين عن السعودية ومصر والأردن والإمارات والفلسطينيين "سيراجعون الخطة ويناقشونها في الرياض، قبل تقديمها إلى القمة العربية، المقرّر عقدها في 27 شباط/فبراير".
وتابعت الوكالة مشيرةً إلى أنّ المقترحات الأولية، التي تحدّثت عنها المصادر الأمنية المصرية الثلاثة، فيما يتصل بإعادة الإعمار والتمويل، "تبدو متقدّمة".
وفي التفاصيل التي أوردتها "رويترز" عن الخطة، سوف يتمّ إنشاء منطقة عازلة وحاجز مادي، بهدف "منع بناء الأنفاق عبر حدود غزة مع مصر".
وبمجرّد إزالة الأنقاض، سيتمّ إنشاء 20 منطقةً، كمناطق سكنية مؤقتة. كما سيتمّ جلب نحو 50 شركةً مصريةً وأجنبيةً أخرى، من أجل تنفيذ العمل.
في السياق نفسه، قال مصدر إقليمي مطّلع إنّ "التمويل سيشمل أموالاً دوليةً وخليجيةً". أما صندوق التمويل، فمن المحتمل أن يُطلق عليه اسم "صندوق ترامب لإعادة الإعمار"، بحسب المسؤول الحكومي العربي.
ومع ذلك، فإنّ القضايا "الأكثر صعوبةً، فيما يتعلّق بحكم غزة والأمن الداخلي، لا تزال بحاجة إلى حسم"، وفقاً للمسؤول. وأضاف، هو والمصادر المصرية الثلاثة، أنّ "إجبار حماس على الانسحاب من أي دور في القطاع سيكون أمراً حاسماً".
وقالت المصادر المصرية الثلاثة إنّه "على الرغم من عدم وجود شيء جديد في الخطة، إلا أنّهم يعتقدون أنّها جيدة بما يكفي لتغيير رأي ترامب، ويمكن فرضها على حماس والسلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس".
يُذكر أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تحدّثت أيضاً عن الخطة المصرية، مشيرةً إلى أنّها "تتلخّص في إبقاء الفلسطينيين في أماكنهم، وتشكيل لجنة من الخبراء الفنيين من مختلف أنحاء غزة لإدارة القطاع".
ووفقاً لهذه الخطة، "سيعمل الفلسطينيون، المدرّبون على يد قوات عربية، على توفير الأمن". وبحسب ما تابعت الصحيفة، فإنّ المسؤولين المصريين "يسعون حالياً لإيجاد مصادر تمويل عامّة وخاصّة، في مختلف أنحاء المنطقة، ويأملون عقد مؤتمر للمانحين لتأمين الالتزامات".
إحباط سعودي
فيما يتعلّق بموقف الرياض، قالت الوكالة إنّ الانزعاج السعودي بشأن غزة "بدأ يتزايد قبل إعلان ترامب". وفي هذا الإطار، أكد مصدران استخباريان إقليميان أنّ "حالةً من الإحباط تتزايد في المملكة بسبب الحرب".
و"سرعان ما تحوّل الإحباط السعودي إلى مفاجأة، ثم غضب، عندما أعلن ترامب فكرته بشأن غزة"، كما تابعت "رويترز". وقال مصدر مقرّب من الديوان الملكي السعودي عن ردّ فعل محمد بن سلمان: "إنّه غير سعيد".
بدوره، قال عزيز الغشيان، وهو محلّل سعودي مطّلع على التفكير الرسمي، في وصفه المزاج السائد بين كبار المسؤولين السعوديين: "إنّهم غاضبون. هذا أمر شائن. إنّه أكثر من مجرّد إحباط، إنّه على مستوى آخر".
في غضون ذلك، يقول العديد من الخبراء إنّ ترامب "ربما يستخدم حيلة مساومة قديمة من كتابه الدبلوماسي، حيث يضع موقفاً متطرّفاً، كخطوة أولى للمفاوضات"، وفقاً لما أوردته الوكالة.
وذكّرت "رويترز" بأنّ ترامب، خلال فترة ولايته الأولى، "كان يصدر في كثير من الأحيان ما عُدّ على نطاق واسع تصريحات مبالغ فيها في السياسة الخارجية، وكثير منها لم يتحقّق قط".