التجسس ضد إسرائيل؛ يرعبُ الصهاينة

أدى تسريب معلومات سرية من مكتب نتنياهو والذي اعترف به راديو وتلفزيون الكيان الصهيوني، إلى نشوب أزمة غير مسبوقة بين المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، مما استدعى إجراء تحقيقات واسعة لكشف الجاني الأساسي وراء هذه الأزمة في الأراضي المحتلة. لكن يبدو أن المسألة أبعد من ذلك إذ يسود الخوف والذعر الشديدان بين المسؤولين في الكيان الإسرائيلي إزاء عمليات الاغتيال التي وقعت.

نوفمبر 14, 2024 - 07:16
التجسس ضد إسرائيل؛ يرعبُ الصهاينة
التجسس ضد إسرائيل؛ يرعبُ الصهاينة

أدى تسريب معلومات سرية من مكتب نتنياهو والذي اعترف به راديو وتلفزيون الكيان الصهيوني، إلى نشوب أزمة غير مسبوقة بين المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، مما استدعى إجراء تحقيقات واسعة لكشف الجاني الأساسي وراء هذه الأزمة في الأراضي المحتلة. لكن يبدو أن المسألة أبعد من ذلك إذ يسود الخوف والذعر الشديدان بين المسؤولين في الكيان الإسرائيلي إزاء عمليات الاغتيال التي وقعت.

على إثر تسرب المعلومات أُفيد بأن البيانات السرية سُرقت من قسم المعلومات العسكرية، ووجدت في نهاية المطاف بيد أحد المقربين من نتنياهو، ومن هناك انتقلت إلى وسائل الإعلام الأجنبية. وقد أفادت مصادر إعلامية عبرية سابقًا باعتقال أحد مستشاري رئيس وزراء الكيان الصهيوني كالمشتبه الرئيسي به في نشر المعلومات السرية من مكتب نتنياهو، وحتى الآن تم اعتقال خمسة من المسؤولين الكبار في الكيان الإسرائيلي على خلفية هذه التهمة وجرى التحقيق معهم.[1]

الحقيقة هي أن الكيان الصهيوني الآن يواجه أزمة تدفعه حتى إلى البحث عن قادة جدد من خارج الجيش وقواته المخلصة السابقة. وقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن هرتزي هليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يبحث عن شخص من خارج الجيش لتولي قيادة وحدة التجسس 8200. وقد استقال يوسي شريئيل، القائد السابق لهذه الوحدة بسبب انتهاء التحقيقات الداخلية المتعلقة بدوره في الفشل الأمني الذي وقع في 7 أكتوبر. وفي الوقت الحالي بسبب الخلافات الداخلية بين القادة العسكريين في الكيان الصهيوني لم يتم اختيار أحد بعد لتولي هذا المنصب.[2]

كما يدعي الكيان الإسرائيلي أن إيران تمكنت من التسلل إلى أعلى المستويات الأمنية في النظام، ولذلك نشرت وسائل الإعلام العبرية أن رئيس مصلحة السجون الإسرائيلية أمر بتخصيص حيز ذو تدابير أمنية عالية جدًا للاحتفاظ بالسجناء الأمنيين وخصوصًا الجواسيس الإيرانيين. وقد اتُخذ هذا القرار في ظل زيادة المخاوف بشأن نفوذ شبكات التجسس الإيرانية في إسرائيل. يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه الإبلاغ عن عدة حالات من اعتقال المواطنين الإسرائيليين بتهمة التعاون مع إيران وتنفيذ عمليات تخريبية في الأشهر الأخيرة.[3]

رغم أن المسؤولين الإيرانيين لم يؤكدوا هذه المسألة، يجب التأكيد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأجهزة الأمنية الإيرانية حذرت مرارًا الكيان الصهيوني والمعتدين من أن أي شخص تلطخت يده بدماء الإيرانيين، ولعب دورًا في التعدي على وحدة الأراضي الإيرانية، سيتعرض دون شك للهلاك والدمار. وقد شهد الصهيونيون ذلك في عمليتي "الوعد الصادق 1" و"والعد الصادق 2".

 في الواقع يعرف المسؤولون في الكيان الإسرائيلي جيدًا أن الأوضاع المتردية والفقر الذي يعاني منه المستوطنون جعلهم قادرين على التجسس ضد الكيان بسهولة مقابل مبلغ يصل حتى 10 آلاف دولار شهريًا. وحتى بعض العسكريين في الكيان وضباط رفيعي المستوى كانوا يتجسسون على الكيان منذ سنوات طويلة، بل كانوا من قدموا العناوين لبعض المراكز السرية جدًا في الكيان مقابل بضعة بيتكوينات.

بالإضافة إلى ذلك كان لعمليات المقاومة السيبرانية تأثير كبير على تسرب المعلومات من النظام. في الآونة الأخيرة أفادت شبكة 12 التابعة للكيان الإسرائيلي أن الجنود الإسرائيليين تعرضوا لهجوم سيبراني قبل عامين من عملية "طوفان الأقصى"، حيث قامت المقاومة الإسلامية الفلسطينية في ذلك الوقت بالهجوم على الهواتف المحمولة للجنود الصهاينة وجمعت معلومات حساسة منهم. يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حماس استخدمت هذه المعلومات المهمة لتنفيذ عملية "طوفان الأقصى". وأفادت شبكة 12 الإسرائيلية أن تحقيقات الجيش أظهرت أن عدة جنود قاموا بنشر صور من داخل المعسكرات؛ لذا يجب إعادة النظر بشكل جذري في المبادئ المتعلقة بحماية المعلومات الأمنية في المعسكرات.

في النهاية يجب القول إنه بعد الهجوم الفاشل للكيان الإسرائيلي على المنشآت العسكرية والأمنية في إيران، زادت المخاوف والرعب لدى النظام الصهيوني من إيران، لأنه يدرك أن الإيرانيين لن يتركوا أي اعتداء على أراضيهم بلا رد. إنهم قلقون من مستوى نفوذ إيران داخل الأراضي المحتلة، لأنهم يعلمون أن إيران لا تتوانى عن العمل ولو لحظة واحدة. جميع الضباط والطيارين الذين شاركوا في الهجوم على الأراضي الإيرانية سيتعين عليهم دفع ثمن هذا الاعتداء. وبالتالي يشعر العديد منهم بالقلق وقد تم وضع بعض القادة رفيعي المستوى في النظام تحت حماية أمنية مشددة بسبب خوفهم من الاغتيالات.

حکیمه زعیم باشی


[1] https://www.hamshahrionline.ir/news/897422/

[2] https://www.mashreghnews.ir/news/165954

[3] https://www.tabnak.ir/fa/news/1269128/