لماذا 7 أكتوبر؟

ينايِر 26, 2025 - 16:00

عشية تنفيذ وقف إطلاق النار، يطرح هذا السؤال المهم، هل يستحق تنفيذ عملية 7 أكتوبر كل هذا الأضرار؟
للإجابة على هذا السؤال لا بد من النظر إلى فلسطين وغزة قبل 7 من تشرين الأول (أكتوبر).
لقد أصبحت غزة قطاعاً منسياً يعيش سكانه في أقصى الظروف الأمنية و تم القبض على العديد من مواطني هذا القطاع بذرائع كاذبة.

فهم حرموا من الحياة الطبيعية، ولم يتم توفير الغذاء والسلع الأساسية إلا بصعوبة، وتم تلويث مياه الشرب في هذه المنطقة عمداً بسموم خفيفة وكان ذلك سبباً في وفاة العديد من المواطنين في هذه المنطقة و الطب والعلاج أيضا في ظروف رهيبة هذه الموصفات هي حياة أهل غزة في ظروف غير حربية، وهي حالة لا تشبه إلى حد ما ظروف الحرب.

من ناحية أخرى، فإن حكام الدول العربية، الذين يعتبرون أنفسهم دائما مسؤولين عن القضية الفلسطينية في المنطقة، كانوا يخونون الشعب الفلسطيني. وكانت إسرائيل على وشك التوصل إلى اتفاق مشين مع العرب.
اتفاقية تسمى معاهدة إبراهيم. ومع تنفيذ ميثاق إبراهيم، أصبح الطريق إلى تدمير فلسطين أكثر سلاسة من أي وقت مضى. وكان من المفترض أن يتم تهجير السكان الحقيقيين للأرض الفلسطينية قسراً، وبد إسرائيل ببناء مستوطنات جديدة في غزة أن تغلق قضية فلسطين إلى الأبد وتزيل هذا البلد من جغرافية العالم.

لهذا السبب، من خلال دراسة سلسلة التصرفات الإسرائيلية قبل 7 أكتوبر، يعتقد العديد من المحللين أن الهجوم على غزة كان على جدول أعمال الكيان الصهيوني بعد إبرام ميثاق إبراهيم. 

إضافة إلى ذلك، قصدت إسرائيل الحصول على مكانة جيوسياسية مهمة في العالم من خلال تنفيذ مشروع الممر "العربي المتوسط" وربط المصالح الاقتصادية لغرب آسيا وآسيا الوسطى بأمنها الخاص، وهو ما يتطلب التدمير الكامل لفصائل المقاومة في فلسطين وإخلاء الفلسطينيين من أراضيهم بشكل كامل.

يجب تحليل التنفيذ الأولي لطوفان الأقصى من قبل الفلسطينيين من أجل تعطيل هذه اللعبة الكبرى.
حيث كانت عملية طوفان الأقصى بمثابة محاولة للنجاة، وهي محاولة رغم أنها تسببت في الكثير من الأضرار وكلفت الأمة الفلسطينية، إلا أنها دمرت العديد من مخططات ومشاريع الكيان الصهيوني وتسببت في إحياء اسم فلسطين في العالم. وتدهور الوضع الداخلي في إسرائيل بعد زلزال 7 أكتوبر  وتم تدمير العديد من الاستثمارات المالية والتكنولوجية والاجتماعية لهذا الكيان المجرم.

بالنظر إلى هذه القضايا، يمكن اعتبار السابع من أكتوبر، بكل ما فيه من صعود وهبوط، انتصارا.