شهيد القدس.. الجنرال سليماني؛ رعب يلاحق الكيان الصهيوني
تلازم ذكر اسم الشهيد الجنرال قاسم سليماني مع النضال ضد الاستكبار العالمي، وهو رجل الحرب الكبرى ضد أمريكا والكيان الإسرائيلي وأدواتهما في المنطقة.
تلازم ذكر اسم الشهيد الجنرال قاسم سليماني مع النضال ضد الاستكبار العالمي، وهو رجل الحرب الكبرى ضد أمريكا والكيان الإسرائيلي وأدواتهما في المنطقة.
دأب الشهيد سليماني على العمل العسكري الميداني، متنقلاً من جبهة إلى أخرى طوال 40 عاما، فقد استطاع أن يؤسّس محور مقاومة ممتد من طهران إلى فلسطين، في وجه محور الكيان الصهيوني وأمريكا، إذ لم يكن هذا المحور بهذه القوة والصلابة والتماسك قبل أن يتصدى الشهيد لإدارة دفته.
وبعد الدور الرئيسي للشهيد سليماني في القضاء على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وإسقاط الخطط الأميركية التي كانت معدة للبلدين، وضعته الولايات المتحدة على قائمة أهدافها وفرضت عليه عقوبات، لكن واشنطن اتخذت القرار بالتدخل المباشر لإزاحة هذا الرجل الذي أصبح كابوساً مرعبا لأمريكا وعملائها في المنطقة، ففي بداية عام 2020 استهدفت طائرات أمريكية القائد سليماني على بعد أمتار من مطار بغداد الدولي، ليستشهد برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
فلسطين في وجدان الشهيد سليماني
فلسطين والمقاومة والصراع مع كيان الاحتلال هي جوهر أجندة سليماني، إذ كان يعمل وفق رؤية ثورية خالصة، انطلاقاً من أنها قضية أخلاقية، بل قضية الشرفاء في هذه الأمة.
فلسطين، موقعها القلب، وهي الغاية والوسيلة، وتختصر رسائل الشهيد سليماني إلى الشعب الفلسطيني وقادة الفصائل الفلسطينية رؤيته لفلسطين المحتلّة، إذ يراها "القلب النابض الذي يضخ الدماء في شرايين البشرية ليهب الإنسانية حياة جديدة في كل حين،.. وفلسطين في هذا الزمن هي الحد الفاصل بين الحق والباطل وبين الجور والعدالة وبين الظالم والمظلوم.. إن فلسطين هي البركان الإلهي الذي لا يمكن إخماده إلا بدحر الغاصب المحتل،.. والدفاع عن فلسطين شرف وعزّة لنا، ولن نتخلى عن هذا الواجب الديني مقابل أي شيء.. وليعلم القتلة والمرتزقة بأننا لن نتوارى للحظة عن الدفاع عن المقاومة ودعمها ودعم الشعب الفلسطيني ولن نتردد في هذا،.. إن أصدقاء فلسطين وداعميها أصدقاؤنا، وأعداءها أعداؤنا، هذه كانت سياستنا السابقة وستبقى".
فإيمان سليماني بالحق الفلسطيني وبمركزية فلسطين في الصراع ضد قوى الظلم والعدوان جعله ينتقل من القول إلى الفعل، ويؤسس لحالة دعمٍ للعمل المقاوم في الأراضي المحتلة على الصعد كافة، فقد آمن بالمقاومة الفلسطينية وقدرتها على تحقيق الانتصارات.
المقاومة على نهج شهيد القدس
بعد تسلّم سليماني قيادة قوّة القدس في حرس الثورة الإسلامية عام 1998، زار دمشق والتقى قادة الفصائل الفلسطينية، وأكّد أنه لا يفرّق بين فصيل وآخر إلا بقدر قتاله للكيان الغاصب، وقد ساهمت قيادته لقوة القدس بتطوير قدرات المقاومة الفلسطينية على مختلف المستويات، وأدت الجهود والتدابير التي اتخذها إلى حدوث تغيير في الاستراتيجية العسكرية التي يتبعها المقاومون الفلسطينيون في المواجهة مع الكيان الصهيوني المحتل، وأبرز آثار هذه الجهود هي الهجمات المدمرة التي يشنها المقاومون ضد الصهاينة اليوم.
إن العمل المقاوم والدعم والإسناد، والتحضيرات العسكرية لقتال العدو حتماً لن تكون معلنة، لكن بعد استشهاد القائد سليماني، بدأت فرق المقاومة تبث في تصريحاتها بعضاً من الجهود التي قدمها الشهيد عبر عقدين من الزمن أمضاهما في دعم المقاومة وتحضيرها لمعركة كبرى مع الصهاينة، ومدها بما أمكن من التحضيرات والتكتيكات والأسلحة لضمان النصر للفلسطينيين، إذ يؤكد بعض قادة كتائب الشهيد عزالدين القسام وقادة سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي) وكذلك مسؤولو حركة حماس أنه كان للحاج قاسم سليماني دور مؤثر في نصرة المقاومة الفلسطينية في المواجهة مع الصهاينة.
ففي سياق دعم المقاومة الفلسطينية ساهم الشهيد سليماني في بناء قدراتها وحفر أنفاقها التي شكّلت أرضية العمل العسكري والأمني لها، ومدّها بمختلف أنواع السلاح، الخفيف والثقيل، وبذلك استطاعت المقاومة أن تخوض الحروب وتفرض المعادلات التي لم تكن قادرة على فرضها، وتحقق انتصارات استراتيجية على الكيان الصهيوني، والتي نرى آثارها جلية اليوم في معركة طوفان الأقصى.
وذكر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة "أن المقاومة قصفت "تل أبيب" لأول مرّة بصواريخ وصلت الى قطاع غزّة بإشراف مباشر من الشهيد سليماني. حيث" كان له الدور الرئيس في الدعم والإسناد، في إيصال الأسلحة المتطورة إلى فلسطين، كصواريخ كورنيت والصواريخ بعيدة المدى، التي خاضت عبرها المقاومة صولات وجولات ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حروب أربع خاضتها على مدى الأعوام الماضية، إضافة إلى خبراته في الأنفاق الهجومية والطائرات المسيّرة، والتي أصبحت سلاحاً استراتيجياً في يد المقاومة، وغيرها كثير من التقنيات العسكرية التي أحدثت توازناً في ميزان الردع أمام عنجهية كيان الاحتلال.
ويؤكد ممثل حركة "حماس" في طهران الدكتور خالد القدومي، أن الشهيد سليماني كان له السبق في إبداع فكرة نقل التجربة للمقاومة الفلسطينية بعد أن توقفت خطوط الإمداد الفيزيائية خلال العشر سنوات الماضية، فكان إلى جانب إخوانه المقاومين المجاهدين وخاصةً بعد معركة "سيف القدس".
تطور هائل في القدرات
أظهرت المعارك التي خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية تطورا هائلا في القدرات، وتمكّنت المقاومة، خلال السنوات الماضية، من تصنيع مخزونها الصاروخي في داخل القطاع. وبحسب "سرايا القدس"، فإن التطوّر الذي شهده التصنيع العسكري المحلي في مجال الصواريخ، جاء بعد الدور الكبير الذي لعبه محور المقاومة، ولا سيما الشهيد الحاج قاسم سليماني، في هذا الصدد.
وقال أبو الوليد، وهو أحد القادة الإعلاميين في سرايا القدس: "دخلت المقاومة في برامج تدريب مكثّفة احتضنها بعض دول محور المقاومة، وساهم ذلك في رفع كفاءة المقاومة في تصنيع الصواريخ والقذائف على النحو الذي ظهر في المعارك التي خاضتها المقاومة خلال السنوات الماضية".
وأضاف، حصلت المقاومة في قطاع غزة على سلاحها وتقنية تصنيع سلاحها والمال اللازم لتصنيع سلاحها من محور المقاومة الممتدّ من غزة إلى طهران، وكلمة السرّ في كلّ هذا الإنجاز هي الحاج الشهيد قاسم سليماني، وهذا الصاروخ ذو الرأس الثقيل (القاسم) جاءت تسميته لتُخلّد بصمة الحاج قاسم، وتحيي ذكره، وتنسب الفضل إلى أهله".
وما زالت المقاومة في فلسطين تترسم خطى هذا المقاوم الكبير، الذي أسس قاعدة صلبة للمقاومة، ومدها بعوامل القوة على الصعد كافة، لتكون جداراً منيعاً بوحه الصهاينة ومشاريعهم في سرقة الحق الفلسطيني، وإثارة الأزمات في المنطقة.
المصادر:
1- https://cutt.us/A8x9F
2- https://cutt.us/J6CQc
3- https://cutt.us/9FxgZ
4- https://cutt.us/EmE8w
5- https://cutt.us/18qJa
6- https://cutt.us/HbG4P
7- https://cutt.us/wACV4