الشهيد سليماني و دوره في تعزيز المقاومة في سورية
عشية الذكرى الرابعة لاستشهاد ابطال المقاومة الحاج القائد قاسم سليماني ورفاقه الشجعان تمر المقاومة بمرحلة جديدة خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي لم يكن نجاحها وتفوق المقاومة في فلسطين بعيداً عن ما يحدث من تطورات للوضع في سورية وانتصار محور المقاومة فيها على جبهاته المختلفة من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب والجميع يعلم أن صمود المقاومة اللبنانية كان بدعم من سورية وكذلك صمود الأبطال في فلسطين.
عشية الذكرى الرابعة لاستشهاد ابطال المقاومة الحاج القائد قاسم سليماني ورفاقه الشجعان تمر المقاومة بمرحلة جديدة خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي لم يكن نجاحها وتفوق المقاومة في فلسطين بعيداً عن ما يحدث من تطورات للوضع في سورية وانتصار محور المقاومة فيها على جبهاته المختلفة من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب والجميع يعلم أن صمود المقاومة اللبنانية كان بدعم من سورية وكذلك صمود الأبطال في فلسطين. وهنا لابد من أن نشير إلى حكمة الدولة السورية بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد و دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة في سورية لتأسيس جبهة صمودٍ قوية استطاعت أن تكسر المشروع الكبير للشرق الأوسط الذي تريده أمريكا وإسرائيل وإعادة تقسيم ماهو مقسم إلى دويلات أصغر، وبفضل رجال المقاومة ورجال الجيش العربي السوري ودماء الأبطال الشهداء وعلى رأسهم القائد الشهيد قاسم سليماني أصبح الصمود الأسطوري لسورية وشعبها ومن وقف إلى جانبها مثالاً يدرس ويحتذى به في تاريخ الصراعات الحديثة.
بداية الحرب في سورية وأهمية التنسيق مع القائد الشهيد سليماني
كيف صمدت سورية وكيف قاومت وكيف انتصرت اسئلة لايعرف إجاباتها إلا من عاش في سورية وقاوم الإرهاب وصمد صمود الأبطال في المعارك العنيفة التي لم يبقى فرد في سورية ولم يسمع بها، فمنذ بداية الحرب الكونية الظالمة على سورية وشعبها كان الهدف الأكبر هو كسر شوكة المقاومة وانتزاع أهم حلقة في هذه السلسة الممتدة من طهران إلى بغداد فدمشق ومنها الى بيروت وثم القدس الشريف، وكان القائد سليماني يعلم جيداً هو والقادة الكبار في سورية أن مايحدث على الأرض من محاولة لإضعاف سورية وجيشها وهزيمة شعبها هو الهف الأساسي من أجل إيجاد خرق أمني كبير في جسم المقاومة لذلك بدأت خطة تشكيل قوات الدفاع الوطني أو المحلي في كل محافظة لمساندة الجيش في معاركه ضد التنظيمات الإرهابية التي بدأت تتدفق من جنوب سورية ومن ثم من غربها (الحدود مع لبنان) وبعدها ظهرت في الشمال بعد أن فتح أردوغان حدوده أمام ارهابي العالم و كانت قوى الإرهاب تركز على المناطق الحدودية لإشعال المعارك فيها والبدء بضخ السلاح والعتاد والمجموعات الإرهابية إلى الداخل السوري.
القائد الشهيد في ميدان المعركة
تشهد كل الجبهات في سورية وخاصة في معارك الغوطة في دمشق وريف حمص و حلب الكثير من قصص الصمود لأبطال الجيش العربي السوري وابطال المقاومة والقوات الحليفة والصديقة على جبهات حلب الشمالية والغربية لمدينة حلب وحتى المناطق الشرقية منها، فقد كانت حلب هي أم المعارك وكان الشهيد سليماني يعلم جيداً ماهي أهمية الأنتصار في هذه المعركة، ومنذ العمليات الأولى للقوات في شمال حلب باتجاه تحرير مدينتي نبل والزهراء وفتح طريق حلب المحاصر ومعارك خان طومان وغيرها قاد الشهيد سليماني وأشرف على تلك المعارك بنفسه وكان حضوره فيها بين الجنود المقاتلين في الصفوف الامامية رغم خطورتها الكبيرة، والجدير بالذكر أن جميع الروايات والأحاديث المتداولة على لسان من كان يرافقه أو قريب منه في القتال أو العمليات المختلفة كانت تشير إلى بطولته وقيادته الحكيمة والعقبرية للمعركة حتى تحقيق النصر وتكبيد العدو أكبر الخسائر ، في الحقيقة عندما نقول أن الشهيد قاسم سليماني مدرسة في النضال والجهاد ضد الظلم والاستكبار فإن هذا واقع رأيناه في أعيننا ورآه كل السوريين وعرفوه بطلاً مقاوماً معلماً حكيماً متواضعاً في محبته للناس جميعاً.
مدرسة الشهيد سليماني والجيل المقاوم
ليس من السهل الكتابة عن شخصيّة الحاج قاسم أو التعريف بإنجازاته؛ فهذا يحتاج إلى الجرأة والإحاطة؛ شخصيةٌ تعدّدت خصائصها ومعالمها فظهرت في أعمالها إذ قدمت خدمات للمسلمين والمستضعفين في أصعب الظروف؛ شخصيّة عدّها الإمام الخامنئي مدرسة إذ مزجت العلم بالعمل وأظهرت في سلوكها مختلف جوانب القيم والأخلاق الإسلامية؛ ومثلت سماحة الإسلام وشدة بأسه في آن واحد وكانت النموذج المتألق للتتلمذ في مدرسة الإسلام الأصيل التي بين معالمها الإمام الخميني؛ شخصية واجهت العالم المستكبر وأفشلت خططه وأرعبت عملاءه، وساهمت في رسم بداية خريطة جديدة لمستقبل شرق آسيا. فقد بث الشهيد سليماني روح العزة في قلوب المستضعفين وخاصة في سورية والعراق، وعقدت عليه آمالها عندما وفّر لها عدة الدفاع عن وجودها وفتح لها آفاق الثقة بالنفس.
إن عمق قوة هذه الشخصية القيادية نابع من عمق فكره وأصالته، ومن قوة عقيدته وإيمانه بالغيب، ومن طاعته لقادته، وثقته بفريق عمله المنتشر في البلدان. ومن مظاهر ذلك وآثاره البارزة: معرفته العدو، وتخطيطه البعيد واستقطابه لعناصر القوة، والعمل على الوحدة بين جماعات المسلمين من السنة والشيعة، والتأليف بين الآراء. فقد حضرت في أعماله العقيدة والسياسة والمعنوية والعقلانية ومعرفة المجتمع وحراسة القيم والرؤية العالمية وروحية «طلب الشهادة»، إذ برزت بقوة في شخصيته، ولا نختم الحديث بمحبته للقراءة والكتاب فذلك بعد آخر له دلالات هامة، وقد كتب المؤلف شهادات لافتة حول ذلك لا تدع مجالًا للشك بأن أحد أبعاد الشخصية القيادية: العلاقة بالكتاب والمطالعة..
إننا عندما نقرأ ونعي تماماً من هو الحاج قاسم سليماني، وما هي مدرسة الحاج قاسم سليماني، سيعلم العالم اجمع بأننا ما نزال بخير. ومن واجبنا كشباب مقاوم أن نتعلم من هذه المدرسة ومن هذا الفكر المقاوم حتى نثبت للعالم اجمع بأن الحاج قاسم ومدرسة الحاج قاسم سيتخرج منها اجيال وأجيال وسيسير على نهجه كل مقاوم شريف في هذا العالم وهذا ما تلمسه الجيل المقاوم في سورية وسيبقى له الأثر الكبير في قلب كل المقاومين.