يوم القدس العالمي والقضية الفلسطينية بعد حرب غزة الأخيرة
بعد ستة أشهر من إذلال الصهاينة في عملية طوفان الأقصى الظافرة، وفي زمن يقتلُ فيه البرابرة الصهاينة شعب غزة المضطهد والمظلوم، تأتي ذكرى يوم القدس مرة أخرى لتعلن شعوب البلدان المختلفة عن تضامنها ودعمها لشعب غزة المظلوم ولكل الفلسطينيون، لكن يوم القدس هذا العام مختلف عن السنوات السابقة.
بعد ستة أشهر من إذلال الصهاينة في عملية طوفان الأقصى الظافرة، وفي زمن يقتلُ فيه البرابرة الصهاينة شعب غزة المضطهد والمظلوم، تأتي ذكرى يوم القدس مرة أخرى لتعلن شعوب البلدان المختلفة عن تضامنها ودعمها لشعب غزة المظلوم ولكل الفلسطينيون، لكن يوم القدس هذا العام مختلف عن السنوات السابقة.
إن يوم القدس العالمي، الذي تم إيجاده بمبادرة من الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من أجل الاهتمام الجدي والمسؤول من قبل العالم أجمع بالقضية الفلسطينية، وقد أصبح فرصة مهمة للغاية لإعلان التضامن الموحد والعالمي مع فلسطين وشعب فلسطين المظلوم والتعبير عن الكراهية والبغض للنظام الصهيوني الغاصب وإدانة كل من يدعم هذا النظام المجرم.
تعتبر قضية القدس من أهم القضايا في العالم، سواء من الناحية الدينية والمذهبية، أو من الناحية الإقليمية والعالمية، ومنذ سنوات وفي الجمعة الأخيرة من كل عام من شهر رمضان المبارك تجتمع أحرار العالم لتعلن تضامنها ورفضها لتشريد هذا الشعب المظلوم وإن هذا الظلم لن ينسى أبدا ومستمرون في هذا الدعم، و أنهم يخطوون خطوات أكثر حزما حتى يأتي اليوم الذي تتحرر فيه القدس ويرى العالم أن القمع والاحتلال لا يمكن أن يدوما، ولكننا نستقبل هذا العام يوم القدس العالمي في ظل وضع يشهد فيه العالم واحدة من أكبر الجرائم والإبادة الجماعية في التاريخ.
إن المأساة الإنسانية العميقة التي حدثت في فلسطين، وخاصة في غزة، خلال الأشهر الستة الماضية، هي مظهر مؤسف آخر للانتهاك التاريخي لحقوق الأمة الفلسطينية المضطهدة، وانتهاك القوانين والأنظمة الدولية ضد أصحاب الأرض الفلسطينية الأصليين من قبل النظام الصهيوني.
وفي هذه الأيام، لا يُقتل رجال ونساء فلسطينيون أبرياء وأطفال فلسطينيون أبرياء على يد هؤلاء المجرمين فحسب، بل إن المستشفيات والمراكز الطبية والإغاثية والمساجد والكنائس ليست في مأمن من شر سلطات وجنود هذا النظام المحتل.
إن جرائم الصهاينة المنتشرة في غزة آذت قلوب العالم، وجعلت القضية الفلسطينية القضية الأولى ليس في العالم الإسلامي فحسب، بل في العالم أيضاً. إن وجود أشخاص من مختلف أنحاء العالم في مسيرة يوم القدس العالمي هو رسالة واضحة إلى سلطات النظام الصهيوني وداعمه الرئيسي، الولايات المتحدة، بأن العالم لن يتسامح مع الإبادة الجماعية في غزة، وأن الحكومات والمنظمات الدولية يجب أن تتخذ إجراءات فعالة لمنع هذه المأساة.
سبب آخر للأهمية الخاصة لمسيرة يوم القدس لهذا العام هو إدانة المؤسسات والمنظمات الدولية لجرائم إسرائيل المتزايدة. وخلال الأشهر الأخيرة، شهدنا دائما أن بعض الهيئات الدولية التزمت الصمت إزاء تزايد جرائم النظام الصهيوني، أو اكتفت بإدانة هذه الأعمال لفظيا ولم تتخذ أي إجراء فعال وهذا أمر يظهر ارتباطها ضمنيا مع الصهاينة.
إن المشاركة الشعبية الكبيرة في مسيرة يوم القدس، وفي أنحاء مختلفة من العالم أيضًا، تحمل هذه الرسالة الواضحة؛ بأن إصلاح الإجراءات الحالية في المؤسسات والمحافل الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هو مطلب مهم للرأي العام العالمي.
وبالنظر إلى التطورات الراهنة في الأراضي المحتلة، يمكن اعتبار مسيرة يوم القدس ساحة لإظهار وحدة المسلمين في مواجهة قضية فلسطين. إن وحدة المسلمين اليوم هي أهم أداة لتدمير النظام الصهيوني، ويجب على جميع حكام ورجال الدولة في الدول الإسلامية أن يتلقوا هذه الرسالة.
ومن المؤكد أن مسيرة يوم القدس ستقدم صورة واضحة لمطالب المسلمين من حكوماتهم لنصرة شعب فلسطين المظلوم، وستدفع بعض الحكومات الإسلامية إلى تغيير سلوكها، التي انتهجت استراتيجية الصمت في وجه العدوان والتطورات الراهنة في الأراضي المحتلة.
وينبغي اعتبار جريمة النظام الصهيوني الأخيرة في الهجوم على مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، والتي أدت إلى استشهاد مجموعة من المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، أحد الأسباب المهمة للإيرانيين في إحياء هذه المسيرة في يوم القدس لهذا العام.
وكما شهدنا في الأيام الأخيرة أن الناس في أنحاء مختلفة من البلاد بدأوا تجمعات مختلفة احتجاجًا على الجريمة الإرهابية في تل أبيب، فإن يوم القدس سيصبح أيضًا ساحة أخرى لتعبير عن غضب الشعب الإيراني من فظائع هذا النظام الصهيوني وسيتضمن هذا الحضور رسالة واضحة مفادها أن الرد القاسي على الكيان الصهيوني هو مطلب شعبي يريده أبناء هذه الأمة.
لقد مر الشعب الفلسطيني، وخاصة غزة، بأوقات عصيبة خلال الأشهر الستة الماضية وتكبدوا خسائر فادحة وفقدوا العديد من أحبائهم. وفي مثل هذا الوضع فإن المشاركة الأوسع في مسيرة يوم القدس، مع كل ما حققته من نتائج إيجابية، تعتبر بمثابة رفع معنويات وقوة قلب لأهل غزة المظلومين ليتأكدوا أن كل المسلمين وأحرار العالم داعمين لهم ولمقاومتهم حتى الوصول إلى يوم التحرير وهم يدعمونهم حتى ينال القدس الشريف حريته.
كلما كانت مسيرة يوم القدس هذا العام عظيمة وكبيرة، كلما زاد الدعم الذي ستقدمه للشعب الفلسطيني المظلوم وهي رسالة للغطرسة العالمية مفادها أن القمع والاغتصاب والغطرسة والقتل محكوم عليها دائما بالفشل.