هل تسعى أوروبا للهدنة أم لكسب الوقت؟
عقد اجتماع أعضاء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الإثنين وخلال الإعلان الذي أدلى به جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حيث طالبت الدول الأوروبية بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي المحتلة وتطلب من النظام الصهيوني تسهيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني كما حذر أعضاء الاتحاد الأوروبي أيضا من أنه في حالة وقوع هجوم على منطقة رفح، فإن محنة 1.5 مليون لاجئ فلسطيني سيضطروا جميعا إلى البحث عن ملجأ في هذه المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي من غزة وستتفاقم أوضاعهم بشكل كبير.
عقد اجتماع أعضاء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الإثنين وخلال الإعلان الذي أدلى به جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حيث طالبت الدول الأوروبية بوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي المحتلة وتطلب من النظام الصهيوني تسهيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني كما حذر أعضاء الاتحاد الأوروبي أيضا من أنه في حالة وقوع هجوم على منطقة رفح، فإن محنة 1.5 مليون لاجئ فلسطيني سيضطروا جميعا إلى البحث عن ملجأ في هذه المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي من غزة وستتفاقم أوضاعهم بشكل كبير.
وفي الشهر الماضي، كانت مفاوضات وقف إطلاق النار من بين الأمور التي قامت بها الحكومات الغربية لخلق هامش آمن من أجل تخفيف الضغط على النظام الإسرائيلي الذي لم يصل إلى نتيجة بسبب تجاوزات إسرائيل. إن تعامل الدول الغربية مع القضية الفلسطينية بات له أبعاد مختلفة، سنتناولها من خلال هذا المقال.
شراء الوقت لصالح إسرائيل، في الأشهر القليلة الماضية، أنفق الجيش الصهيوني كمية هائلة من معداته العسكرية على قتل الشعب الفلسطيني، وفي الأسابيع الماضية، أغلقت هذه الفجوة من خلال الإمدادات العسكرية التي تذخر بها الجيش الإسرائيلي للمستقبل من أجل القيام بالتحركات العسكرية اللازمة في الأراضي المحتلة. ويبدو أن إعادة نشر موضوع وقف إطلاق النار في وسائل الإعلام الغربية هو فقط لكسب الوقت حتى يتمكن الجيش الأمريكي من سد الثغرات العسكرية الإسرائيلية. ولم ينس الخبراء الأمنيون للحروب العربية الإسرائيلية هذه القضية التاريخية، وهي أنه في زمن التفوق العربي، أثيرت مناقشة وقف إطلاق النار من قبل الولايات المتحدة، وبعد وقف إطلاق النار تم تجهيز القوات الإسرائيلية من قبل الغرب وأدى ذلك إلى هزيمة العرب هزيمة ثقيلة.
لإقناع الرأي العام في الغرب، خلال الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل ضد فلسطين، كانت مجموعات كبيرة من الشعب الأوروبي تحتج وتسير بشكل مستمر ضد أعمال العنف التي تقوم بها حكومة نتنياهو في هذه الحرب، وبهذه الطريقة مارسوا الكثير من الضغط على حكوماتهم لوقف أعمال الحرب في فلسطين، قوبل هذا المطلب من شعوب أوروبا بلامبالاة عند الحكومات الغربية، لكن المشكلة هنا هي أن الاهتمام بقضية حقوق الإنسان هو أحد الأعراف المقبولة لدى المجتمعات الغربية وهذه الحكومات لا يمكن تجاهل هذه القضايا لفترة طويلة، لذلك كان إقناع شعوب هذه الدول الأوروبية هو أحد الأهداف الأساسية لخطط وقف إطلاق النار وإطلاق البيانات والتصريحات غير الفعالة للدول الأوروبية لإيهام الشعب فقط.
تخفيف الضغط عليهم من قبل محور المقاومة، تمكن محور المقاومة في منطقة غرب آسيا من ممارسة ضغوط إضافية على الجيشين الإسرائيلي والأمريكي في الشهر الماضي من خلال هجماتهما الموسعة. واستطاع اليمن في مضيق باب المندب، بتحقيق حصار بحري أعدته للسفن اللوجستية لإسرائيل وداعميها، وتمنت المقاومة في اليمن أن توجه ضربات موجعة للمحور الغربي ولكل داعميه، وتضاعف وتكشف ضعف وخلافات اسرائيل داخل الأراضي المحتلة؛ إن تصرفات الحكومات الغربية ضد إسرائيل، والتي ترافقها مناقشة وقف إطلاق النار، يمكن أن تقلل من ضغط محور المقاومة على إسرائيل، لأنه من خلال مناقشة وقف الحرب، يمكن للغربيين إظهار محور المقاومة على أنه عدواني ويخلق ضغوطا معنوية ثقيلة لمحور المقاومة. كما أن وقف هجمات اليمن على محور باب المندب يعني إنقاذ أوروبا من التضخم والمشاكل الاقتصادية لأن خط الاتصال هذا يعد من الممرات المهمة للتجارة الأوروبية.(3)
وبشكل عام، تجدر الإشارة إلى أن خطط الغرب وأوروبا تجاه حرب إسرائيل تقوم على إقناع الرأي العام لشعوب قارتهم، وهذا يمهد إلى جانب خطط الولايات المتحدة لوقف الحرب. وربما قيام حكومتين في الأراضي المحتلة، فمنذ بداية حرب 7 أكتوبر كانوا دائمًا مع النظام الإسرائيلي، وحتى الرؤساء الأوروبيون وعدوا بتقديم مساعدة كبيرة لنتنياهو من خلال زيارة الأراضي المحتلة شخصيًا لإظهار حسن نيتهم. لقد خلقت هذه المشكلة مفارقة أخلاقية للحكومات الأوروبية[4]، كما أن شعوب أوروبا غاضبة من هذه المشكلة وتريد وقف الحرب والسيطرة على الجيش الإسرائيلي ووضع حد له. إن المثل الأعلى للحكومات الأوروبية هو السيطرة على الرأي العام بوسائل غير خطيرة وجوفاء ليكونوا قادرين على السيطرة على شعبهم من ناحية ولعب دور في الخطة الأكبر للولايات المتحدة من ناحية أخرى.
1. https://www.france24.com/en/middle-east/20240219-%F0%9F%94%B4-live-israel-vows-to-finish-the-job-in-gaza-sets-ramadan-deadline-for-rafah
2. https://www.aljazeera.com/news/2023/1/26/why-israeli-raids-killed-many-palestinians-this-year-explainer
3. https://manaramagazine.org/2023/05/europe-trade-in-the-red-sea/
4. https://www.thecairoreview.com/essays/the-eus-response-to-the-gaza-war-is-a-tale-of-contradiction-and-division/