ملاحظات هامة حول وقف إطلاق النار بين أنصار الله والولايات المتحدة:

بغض النظر عن مدة وقف إطلاق النار أو شكله، أو ما إذا كان مجرد محاولة مؤقتة لخفض التصعيد قبل زيارة ترامب للمنطقة أو عبور الولايات المتحدة لعتبة حرب التجارة الجمركية، فإن هذا إنجاز كبير لليمن ولدماء جديدة في محور المقاومة.

مايو 12, 2025 - 04:57
مايو 12, 2025 - 07:25
 48
ملاحظات هامة حول وقف إطلاق النار بين أنصار الله والولايات المتحدة:

1. بغض النظر عن مدة وقف إطلاق النار أو شكله، أو ما إذا كان مجرد محاولة مؤقتة لخفض التصعيد قبل زيارة ترامب للمنطقة أو عبور الولايات المتحدة لعتبة حرب التجارة الجمركية، فإن هذا إنجاز كبير لليمن ولدماء جديدة في محور المقاومة.

2. من خلال خطواتها الأخيرة، رسمت حركة أنصار الله في اليمن خطاً فاصلاً حول تصور "الإضعاف التاريخي لإيران ومحور المقاومة" الذي تبناه المحافظون الجدد واللوبي الإسرائيلي في مراكز الدراسات الغربية. فهي تعتبر أن هذه النظرية، التي تتهم إيران بمحاولة تقويض محور المقاومة لصالحها قد مضى عليها الزمن، وتظهر أن إيران أصبحت أكثر نفوذاً في المفاوضات حيث أثبتت أن تكلفة الحرب العسكرية مع إيران مرتفعة للغاية، وأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على استخدام أدوات الحرب لتحقيق أهدافها بسهولة على طاولة التفاوض.

3. يبدو أن هذا التطور حدث دون علم إسرائيل، وكان مفاجأً لمسؤولي النظام الإسرائيلي، ما يعكس مدى تأثير ارتفاع تكلفة الحرب في خلق انقسامات داخل واشنطن ويفتح المجال أمام الحركات المناهضة للحرب لضرب مصالح اللوبي الإسرائيلي بشكل أكبر.

4. أثبت اليمن أنه حقاً زعيم محور المقاومة الحقيقي، وقادر على كسر التوازن وتوجيه ضربات موجعة لإسرائيل وأمريكا، ومنعهم من تحقيق أهدافهم. ومن المؤكد أنه لو أن إيران استثمرت بشكل أفضل في التعامل مع هذا "الزعيم"، لكانت حرب غزة قد انتهت منذ الأشهر الأولى.

5. على الرغم من أن هذه التطورات قلَّلت من احتمالية اندلاع نزاع عسكري مباشر بين اليمن من جهة، وإيران والولايات المتحدة من جهة أخرى إلا أن الاحتمال لا يزال قائماً. إذ من المحتمل أن تردّ واشنطن عسكرياً عبر عمليات استهداف سرية، أو تتخذ تدابير أمنية وستخباراتية أو تستخدم قوات بالوكالة ضد الطرفين. لذلك يتعين على طهران وصنعاء أن يكونا في حالة يقظة قصوى.

6. بالرغم من انتهاء المواجهة بين صنعاء وواشنطن إلا أن الصراع بين أنصار الله وإسرائيل ما زال مستمراً. وما زلنا في انتظار تطور موقف أنصار الله في مواجهة إسرائيل وما إذا كانت واشنطن ستتمسك بإكمال الصراع خاصة إذا تصاعدت الحرب بشكل كبير. وفي ظل حالة عدم اليقين هذه فإن "مصير هذه الحرب لن يُحسم في غزة، بل في الممرات المائية الدولية". إذ أن مستقبل هذه القضية مرهون بفهم طهران وصنعاء لمعادلات القوة في النظام الاقتصادي والسياسي العالمي وخاصة في واشنطن.