النظام الإسرائيلي عاجز عن كبح اليمنيين
تمكن اليمنيون الذين يشكلون اليوم أحد حلقات محور المقاومة الراسخة من تقديم شكل جديد من أشكال المقاومة العظيمة، ومع توجيه ضربات قاسية للمحتلين من النظام الصهيوني في أثناء عملية " طوفان الأقصى" أصبحوا يشكلون تهديدًا جديًا يسعى لإنهاء الاحتلال.
تمكن اليمنيون الذين يشكلون اليوم أحد حلقات محور المقاومة الراسخة من تقديم شكل جديد من أشكال المقاومة العظيمة، ومع توجيه ضربات قاسية للمحتلين من النظام الصهيوني في أثناء عملية " طوفان الأقصى" أصبحوا يشكلون تهديدًا جديًا يسعى لإنهاء الاحتلال.
لقد تحولت محاولة الائتلاف العبري-العربي-الغربي للسيطرة على دور جبهة اليمن في عمليات "طوفان الأقصى" إلى عنصر مهم في معادلات الصراع الراهنة، حيث أصبحت القوات المسلحة اليمنية من خلال مجموعة من العمليات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لاعبًا أساسيًا وهذا يعني أن ذلك الائتلاف لم يتمكن من إضعاف إرادة المقاومة في تلك الجبهة.(1)
في الواقع أدت العمليات العسكرية الناجحة للجيش اليمني في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة إلى عدم قدرة الائتلاف الأمريكي وحلفاء إسرائيل على التحمل مما دفعهم للبحث عن استراتيجية مختلفة لوقف القوة المتزايدة لليمنيين.
مع ذلك يقوم مسؤولو أنصار الله بانتقاد شديد لأهداف الولايات المتحدة ونظام الاحتلال الإسرائيلي ويواصلون دون اكتراث بالتهديدات القيام بعملياتهم وتهديداتهم بشكل متتابع.
تحاول إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا دائمًا مواجهة عمليات اليمن العسكرية لذا تستهدف بنية هذا البلد التحتية في هجمات مختلفة. ومع ذلك يجب الإشارة إلى أن استهداف البنية التحتية الحيوية يعد جزءًا من سياسة التدمير المستمر لبنية اليمن التي تنتهجها الولايات المتحدة ونظام الاحتلال في هذا البلد.
ففي الهجوم الأخير لطائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت محطة رأس الكثيب المركزية في شمال محافظة الحديدة في اليمن بخمس غارات جوية مما ألحق الأذى بمطار البلاد ومحطة الكهرباء.
بعد ذلك أدان محمد عبد السلام وهو المتحدث الرسمي لأنصار الله استهداف مطار صنعاء الدولي وبقية البنى التحتية المدنية، معتبرًا هذا الفعل جريمة الصهاينة ضد جميع أبناء اليمن. وأشار إلى أنه إذا كان العدو الصهيوني يظن أن جريمته ستمنع اليمن من دعم غزة فهو واهم، ولن تتخلى اليمن عن مبادئها الدينية والإنسانية.(2)
بعد ساعات قليلة من الهجوم الصهيوني على البنية التحتية في اليمن رد اليمنيون في عملية عسكرية عبر استهداف مطار بن غوريون في المنطقة المحتلة بـ "يافا" بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين2. وأعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان لها: "إن اعتداء الاحتلال على المرافق المدنية في صنعاء والحديدة سيزيد من عزم وإرادة الشعب اليمني لدعم الفلسطينيين. لدينا القدرة على توسيع بنك الأهداف في فلسطين المحتلة ليشمل المزيد من المنشآت الحيوية العائدة للعدو. عملياتنا لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة ويتم رفع الحصار."
يجب القول إن النظام الصهيوني ليس لديه القدرة الحقيقية على وقف جبهة الدعم اليمني لغزة، حيث تشير هجمات هذا النظام والولايات المتحدة ضد اليمن والبنية التحتية والمرافق المدنية فيه على الرغم من شدتها وتكرارها إلى عجز إسرائيل عن إيقاف الدعم المستمر لليمن تجاه قطاع غزة. أصبحت الصواريخ فرط الصوت والطائرات المسيّرة اليمنية اليوم تشكل أهم نقطة ضعف في الحرب الاستنزافية للنظام الصهيوني منذ بداية عدوانه على غزة، خاصةً بعد توسيع نطاق العمليات الجغرافية في عمق فلسطين المحتلة.
حاليًا وبعد نجاح جبهة الدعم اليمني في فرض حصار بحري أدى إلى إغلاق ميناء "إيلات" في جنوب فلسطين المحتلة أثرت تلك الجبهة بشكل كبير على الاقتصاد الكلي لهذا النظام في ظل استمرار هجماتها وتزايد عدم الاستقرار الاقتصادي داخل الكيان الصهيوني.(3)
لذلك من المحتمل أن يدفع عجزهم عن كبح قوة اليمن في النهاية المسؤولين الغربيين والنظام الصهيوني إلى استنتاج أن سياستهم المعتادة وهي "الاغتيال" يجب أن تُطبق أيضًا على اليمن، وأن يُعلن عنها بشكل علني. وقد تم طرح هذه القضية من قبل مسؤولين في النظام الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية وفي هذا السياق قد يلجأ الغرب والنظام الصهيوني كما في حالات مماثلة إلى عمليات اغتيال رمزية وتعتبر شخصية مثل "يحيى سريع" الذي أصبح رمزًا للعمليات العسكرية للحكومة بصنعاء واحدة من الخيارات الرئيسية. كما قد تكون بعض الشخصيات الإيرانية المشهورة في ملف اليمن من بين أهداف الاغتيال وفي النهاية قد يكون القضاء على قائد أنصار الله على جدول الأعمال العسكرية عند النظام الصهيوني.
من الضروري الإشارة إلى أن التحدي الذي يواجهه النظام في هذا المسار هو عدم المعرفة الكاملة بهيكل أنصار الله ودرجات القيادة والشخصيات الرئيسية فيه (على عكس حزب الله)، مما سيؤدي إلى أن تنفيذ سياسة الاغتيال لن يؤثر بشكل خاص على أداء أنصار الله بل بالعكس قد يبرر الاغتيالات اتخاذ إجراءات أكثر جدية من جانب المقاومين في اليمن.
من الواضح أن عوامل مثل بُعد المسافة والافتقار للمعلومات وعدم وجود بنك أهداف محدد ومتاح وانعدام المعرفة ببنية أنصار الله، وتعقيد الجغرافيا في مناطق سيطرة حكومة صنعاء قد سببت حيرة للنظام وداعميه، مما أدى إلى اعتراف الصهاينة بهذه الحقيقة: إن الردع ضد اليمنيين لا معنى له. وفي هذا السياق يقول "عيران أورتال"، جنرال في قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي: "لا يمكن هزيمة اليمنيين من خلال الهجمات الجوية وهذا يتطلب عمليات برية وهو ما لا تستطيع إسرائيل القيام به".(4)
1- https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/219975
2- https://fa.alalam.ir/news/712336
3- Palestine News
4- https://institutetehran.com/art/143