اجتماع أوبك للغاز
في الأيام الأخيرة، استضافت الجزائر أحد أهم اجتماعات زعماء منظمة الدول المصدرة للغاز (أوبك). وتعتبر الجزائر من أهم الدول الإفريقية التي بالإضافة إلى قوتها الثقافية في المنطقة تحظى بقبول عالي في الدول الإفريقية وتعرف كأحد زعماء الدول الإفريقية.
في الأيام الأخيرة، استضافت الجزائر أحد أهم اجتماعات زعماء منظمة الدول المصدرة للغاز (أوبك)1. وتعتبر الجزائر من أهم الدول الإفريقية التي بالإضافة إلى قوتها الثقافية في المنطقة تحظى بقبول عالي في الدول الإفريقية وتعرف كأحد زعماء الدول الإفريقية. وزاد حضور كبار مسؤولي الدول الأعضاء في أوبك في الجزائر من حساسية وأهمية هذا الحدث. وتضم منظمة أوبك للغاز، التي أنشئت باقتراح من إيران، كبرى الدول المنتجة للطاقة الغازية في العالم، والتي ولدت بفلسفة إدارة سوق الطاقة وتحديد تسعير هذا المنتج الاستراتيجي. لكن هذا الاجتماع لم يكن مهمًا فقط بسبب هذا الحدث المهم في مجال الطاقة، بل ألقت جوانب أخرى بظلالها أيضًا على حساسية هذا الاجتماع وأهميته؛
قضية أزمة غزة؛ شكل اللقاء في الجزائر، الذي عقد بحضور كبار المسؤولين من مختلف دول العالم، فرصة كبيرة للحكومة الإيرانية للإشارة مرة أخرى إلى مواقفها المبدئية فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية في غزة وحث الدول الإسلامية على تقديم المزيد من المساعدات. للفلسطينيين. والاستفادة من سلاح الطاقة التي تمتلكها هذه الدول2، تستطيع الدول الإسلامية الضغط على الأطراف الدولية لوقف الهجمات الوحشية التي يشنها النظام الصهيوني في أقرب وقت ممكن، فإنها تستطيع أن تستخدم حظر الطاقة للتأثير على الأسواق الدولية. وأشارت إلى أن الدول العربية والإسلامية، لم تستخدم ما لديها من أسلحة الطاقة لهذا الغرض، وتبحث فقط عن الوساطة في هذه القضية. وأصبحت الأزمة الفلسطينية أكثر خطورة في الأيام الأخيرة مع الهجوم المشتبه به للجيش الصهيوني على منطقة رفح التي تعتبر ملجأ للاجئين الفلسطينيين.
مشاركة إيران؛ في اللقاء الأخير، وإلى جانب المواقف الأخلاقية التي اتخذتها لحل الأزمة الفلسطينية، سعت إيران إلى التأثير بشكل أكبر على أسواق الطاقة العالمية، التي كانت تبحث عن أسواق جديدة لغازها في ظل مواردها الهائلة من الطاقة، وهو اقتراح الحكومة الإيرانية في هذا الاجتماع بحيث يتم تحويل إيران إلى مركز غاز رئيسي في منطقة غرب آسيا واختيار طريق إيران باعتباره الطريق الأكثر منطقية وفعالية من حيث التكلفة لتصدير ونقل الغاز إلى بلدان مختلفة3، وتنفيذ استثمار الغاز في الدول الأعضاء في أوبك في هذه الخطة. وتعتبر هذه الفكرة من أهم القضايا بالنسبة لإيران ويمكن أن تعزز الاقتصاد الإيراني بشكل كبير وتعتبر حلاً لتحييد العقوبات الأمريكية. وبالإضافة إلى قضية الطاقة، هناك قضية أخرى يمكن لإيران أن تجد بسهولة سوقاً مناسبة لنفسها من خلال التشاور معها الدول في اجتماع الجزائر، وهي قضية الصادرات العسكرية. إن وجود كبار المسؤولين من الدول الأعضاء في منظمة أوبك للغاز في الجزائر يمكن أن يسهل المحادثات التجارية والعسكرية للحكومة الإيرانية.
قوة إيران الناعمة؛ إن أحد أدوات قوة إيران في منطقة غرب آسيا هو توسيع القوة الناعمة والثقافية في مختلف البلدان، الأمر الذي استطاع أن يوفر ذراعاً قوية لإيران. الجزائر هي إحدى الدول التي تربطها علاقة جيدة بالحكومة الإيرانية منذ فترة طويلة، وفي هذا الوقت، فإن تعزيز العلاقات بين البلدين يمكن أن يقرب إيران من إحدى المناطق الدولية المهمة مثل (مضيق جبل طارق). إن قرب اليمن وأنصار الله من مضيق باب المندب وقرب إيران من طريق تجاري وعسكري مهم آخر (مضيق جبل طارق) يضاعف قوة طهران البحرية والجيوسياسية. ويعتبر التواجد وإظهار القوة في الطرق الدولية المهمة بمثابة ورقة رابحة لطهران ويزيد من قدرة البلاد على المساومة ضد القوى الغربية.
وبشكل عام، لا بد من القول إن من أهم الأحداث الدولية هذه الأيام كان اجتماع أوبك للغاز الذي انعقد في الجزائر، وكانت إيران حاضرة في هذا الاجتماع بأهداف متعددة. الجزائر تسهل طريق إيران ليكون لها حضور بارز في شمال أفريقيا4. وفي السنوات المقبلة ستصبح أفريقيا واحدة من أهم نقاط الصراع في العالم، ويخطط المحور الشرقي ليكون له حضور قوي في هذه المنطقة. وينبغي أيضا أن نذكر دور روسيا وقرب هذا البلد من الجزائر. إن التعاون بين إيران وروسيا في الجزائر يمكن أن يسهل مشاريع الجبهة الشرقية في الجزائر وإفريقيا.
1. https://www.agenzianova.com/en/news/entra-nel-vivo-in-algeria-il-forum-dei-paesi-esportatori-di-gas/
2. https://www.tehrantimes.com/news/495630/Gaza-a-moral-compass-for-humanity
3. https://montelnews.com/news/2e7ef5e8-e366-42ce-875a-b1f373f00909/iran-could-become-global-gas-hub-president
4. https://www.al-monitor.com/originals/2024/02/irans-raisi-make-first-visit-algeria-14-years-africa-ties-grow