منتدى أنطاليا الدبلوماسي

منذ أن تولى رجب طيب أردوغان السلطة في تركيا، تسعى هذه الدولة إلى زيادة ثقلها وقوتها على الساحة الإقليمية. ولهذا السبب اتخذ العديد من الإجراءات من أجل لعب دور القيادة والاقتدار، وكان أحدها عقد الاجتماع السنوي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي.

مارس 16, 2024 - 16:05
منتدى أنطاليا الدبلوماسي
منتدى أنطاليا الدبلوماسي

منذ أن تولى رجب طيب أردوغان السلطة في تركيا، تسعى هذه الدولة إلى زيادة ثقلها وقوتها على الساحة الإقليمية. ولهذا السبب اتخذ العديد من الإجراءات من أجل لعب دور القيادة والاقتدار، وكان أحدها عقد الاجتماع السنوي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي.

منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث

مؤخرا، انعقد منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحسب تقارير إعلامية تركية، شارك في اجتماع هذا العام نحو 4500 ممثل، من بينهم 19 رئيس دولة و73 وزيرا و57 ممثلا دوليا.

وكان الموضوع الرئيسي لهذا الاجتماع هو "تسليط الضوء على الدبلوماسية في أوقات الأزمات" ودار النقاش حول القضايا والأزمات العالمية بالإضافة إلى العديد من القضايا الأخرى بما في ذلك تغير المناخ والهجرة ومعاداة الإسلام والحروب التجارية والذكاء الاصطناعي. [1]

غزة هي المحور الرئيسي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي

كانت قضية قتل الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة وجرائم النظام الصهيوني أحد المواضيع الرئيسية للمنتدى الدبلوماسي الثالث في أنطاليا بتركيا، ويمكن القول أن معظم المتحدثين في هذا الاجتماع عبروا عن آرائهم بإدانة إسرائيل والإبادة الجماعية في غزة ودعم فلسطين. [2] 

إصلاح علاقات تركيا مع دول المنطقة

واجهت تركيا في السنوات الأخيرة العديد من المشاكل الاقتصادية، ودفعت هذه القضية السلطات في البلاد إلى استنتاج مفاده أنه يجب عليها إعادة النظر في سياسات تركيا الإقليمية. كما أن السعي للقيام بدور فعال في تطورات المنطقة كان أيضاً سبباً في وضع سياسة إعادة العلاقات مع دول المنطقة على جدول أعمال حكومة أنقرة، ولذلك كان اجتماع أنطاليا الأخير، لقد خلق المنتدى الدبلوماسي فرصة مناسبة لتنفيذ هذه السياسة، وقد شهدنا على هامش هذا المنتدى لقاءات ثنائية لتركيا مع بعض الدول.

تطبيع العلاقات مع أرمينيا

ولعل أهم هامش لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي هو المناقشات المتعلقة بتطبيع علاقات تركيا مع بعض الدول. إحدى الدول التي واجهت تركيا مشاكل خطيرة معها هي أرمينيا. وتسبب الصراع بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا على منطقة ناجورنو كاراباخ في قيام تركيا بإغلاق حدودها مع أرمينيا عام 1993، إلا أن وزارة خارجية أرمينيا أعلنت مؤخرًا أن أرارات ميرزويان وزير خارجية هذا البلد، وهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، أكدوا في الاجتماع الدبلوماسي في أنطاليا استعدادهم للتطبيع الكامل للعلاقات. [3]

وتعد هذه الحدود المغلقة منذ عام 1993 رمزا للخلافات بين أرمينيا وتركيا. وقد تم تقديم مقترحات لإعادة فتح الحدود أمام مواطني الدول الثلاث، مما يدل على خطوة ملموسة نحو تخفيف التوتر. ولا يمكن لمثل هذا الإجراء أن يعزز العلاقات الاقتصادية فحسب، بل يمهد الطريق أيضا لحوار جديد حول القضايا الأكثر تعقيدا ويعزز مناخ الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين. [4]

مشروع "طريق التنمية" ومكافحة حزب العمال الكردستاني

ومن القضايا المهمة الأخرى التي تمت مناقشتها على هامش منتدى أنطاليا مشروع "طريق التنمية" ومكافحة حزب العمال الكردستاني. وأعلن رجب طيب أردوغان، في كلمته في افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث، أن مشروع الطريق التنموي مهم لدول المنطقة، وخاصة العراق وتركيا، وأن تركيا ستواصل دعم هذا المشروع بشكل كامل. كما التقى رجب طيب أردوغان وناقش مع نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، على هامش الاجتماع الدبلوماسي الثالث في أنطاليا، وكانت المواضيع الرئيسية لهذا الاجتماع هي المشروع المسمى "طريق التنمية" والنضال المشترك مع حزب العمال الكردستاني PKK)) و وحدات الحماية الشعبية (YPG). [5]

أهمية منتدى أنطاليا الدبلوماسي

عقد هذا العام منتدى أنطاليا الدبلوماسي للمرة الثالثة بمشاركة 147 دولة، وتحاول الحكومة التركية إعطاء هذا المنتدى المصداقية والأهمية اللازمة. وفي مثل هذا الوضع، يبدو أن أردوغان ينوي وضع خطة جديدة بمثل هذه الإجراءات للتغلب على المشاكل التي لا تعد ولا تحصى التي يواجهها والمضي قدماً بسياسة جديدة من أجل تمهيد الطريق لتحقيق أحلامه.

  مرضية شريفي

 

 [1] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4762363

[2] https://www.iribnews.ir/fa/news/4170085

[3] https://www.isna.ir/news/1402121107972

[4] https://www.mizanonline.ir/fa/news/4762497

[5] https://www.kurdpress.com/news/276767