زيارة نتنياهو للصين عمل تكتيكي أو غباء سياسي؟
زيارة نتنياهو للصين عمل تكتيكي أو غباء سياسي؟
في الآونة الأخيرة، انتشر خبر زيارة بنيامين نتنياهو للصين، و أثار ذلك الكثير من التساؤلات و ردود الفعل المتعددة. إن قضية علاقات النظام الصهيوني مع الصين بصرف النظر عن تحققها أو عدم تحققها، هي قضية نوقشت لسنوات عديدة مع العديد من التحفظات. ومع انتشار أنباء عن نية نتنياهو السفر إلى الصين احتدمت هذه المناقشات مرة أخرى.
لم يكن الكيان الصهيوني في الأشهر الأخيرة في وضع مناسب في المنطقة، وبالتالي فهو يحاول الخروج من الوضع الحالي. إن تقييم الصهاينة للوضع هو على الشكل التالي؛ أن أحد أهم أهداف السياسة الخارجية في غرب آسيا حاليًا هو متابعة وتحقيق التطبيع مع المملكة العربية السعودية. في السنوات القليلة الماضية، بُذلت جهود كثيرة لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، لكن حتى الآن لم تنجح هذه الجهود.
من ناحية أخرى، مع إقامة حكومة نتنياهو المتطرفة في الأراضي المحتلة والخطط المتطرفة وأعمال هذه الحكومة، تدهورت العلاقة بين الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، وفي الأيام الأخيرة ظهرت تقارير كثيرة حول هذا الموضوع تم نشرها في مختلف وسائل الإعلام العبرية والغربية.
في غضون ذلك، ومع طرح فكرة سفر نتنياهو إلى الصين، يحذر خبراء ومحللون من أن هذا الإجراء يمكن أن يؤثر بشدة على العلاقات بين الولايات المتحدة والنظام الصهيوني. بما أن الصين والولايات المتحدة في حالة حرب باردة مع بعضهما البعض، فإن رحلة نتنياهو إلى الصين ستكون لها عواقب وخيمة على النظام الصهيوني، على الرغم من التحذيرات الأمريكية للصهاينة بشأن توسيع العلاقات مع الحكومة الصينية. لذلك ، أدى نشر هذا الخبر إلى انتقادات كثيرة لنتنياهو.
وكتب موقع إسرائيل تايمز الصهيوني في تقريره: "ذكرت مصادر دبلوماسية إسرائيلية أن هذه الزيارة ، التي لم يتم تحديد موعد لها بعد، تهدف بإشارة لواشنطن أن لدى نتنياهو خيارات دبلوماسية أخرى. طلب نتنياهو زيارة البيت الأبيض، ولكن بسبب الخلافات بين واشنطن وإسرائيل حول الإصلاحات القضائية لإدارة نتنياهو ، وسياساتها في الضفة الغربية والاتفاق النووي المؤقت المحتمل بين إيران والولايات المتحدة، تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب نتنياهو و وضعه على الرف ".
وقال عاموس يادلين، الرئيس السابق لمنظمة أمان التابعة للنظام الصهيوني، ردًا على هذه القضية: "يبدو أن نية نتنياهو بهذا الإجراء تقليد تحرك السعودية في موضوع الوساطة الصينية للتوصل إلى اتفاق مع إيران ". ويبدو أن ما يعنيه يدلين بهذا هو أن بنيامين نتنياهو يخطط على الأرجح لمطالبة الصين بالوساطة بين النظام الصهيوني والسعودية، على غرار الوساطة بين إيران والسعودية، من أجل دفع مشروع التطبيع مع السعودية للأمام.
في هذا الصدد ، كتب موقع Y.net الناطق بالعبرية في تقريره: عدد من كبار المسؤولين العسكريين كانوا قلقين بعد سماع قرار نتنياهو السفر إلى الصين. وفي هذا الشأن، قال تامير هايمان، رئيس معهد دراسات الأمن القومي التابع للنظام الصهيوني: من وجهة نظر تكتيكية، إنه توقيت سيء لهذه الرحلة.
لكن هذه القضية ليست سوى خطأ كبير وسيكون لها عواقب وخيمة على الكيان الصهيوني. يتلقى الكيان الصهيوني مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة كل عام، وتعتبر الولايات المتحدة أهم حليف للصهاينة في العالم. كما يستفيد الكيان الصهيوني من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد حصل الكيان الصهيوني على أحدث الأسلحة العسكرية من الأمريكيين. أيضًا ، قدمت الولايات المتحدة ولا تزال تقدم مساعدات مالية كبيرة للصهاينة.
ولكن فيما يخص العلاقة مع الصين، يجب القول إن النظام الصهيوني لا يمكنه أبدًا أن يحقق أرباحاً مميزة في علاقته بالصين على غرار ما لديه فيما يتعلق بأمريكا. الصين كقطب كبير في شرق العالم، تعد أكبر منافس لأمريكا وحليفة لإيران وروسيا. كذلك لا يمكن للنظام الصهيوني أن يقيم تعاونًا عسكريًا وأمنيًا مع الصين على مستوى وحجم الولايات المتحدة.
إن أمريكا قلقة للغاية بشأن وصول الصين إلى تقنياتها العسكرية، وزيادة العلاقة بين النظام الصهيوني والصين طوّر هذا القلق عند رجال الدولة الأمريكيين، و مع توسع العلاقات بين النظام الصهيوني والصين، سيكون الصينيون قادرين على الحصول على التقنيات العسكرية المتقدمة للولايات المتحدة.
النقطة الأهم في هذا الصدد التي يشير إليها الصهاينة هي قضية إيران. على عكس أمريكا، لن تكون الصين مستعدة أبدًا للتعاون مع النظام الصهيوني ضد إيران. تعتبر الصين إيران حليفًا استراتيجيًا ولديها الآن علاقة واسعة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الناحية التجارية والسياسة. لذلك فإن النظام الصهيوني بحاجة ماسة إلى أمريكا لمواجهة إيران، ولا ينبغي لنتنياهو أن يُغضِبَ الأمريكيين بمثل هذه الأعمال.
https://www.ynet.co.il/news/article/bkqfgbf003
https://www.timesofisrael.com/strategic-mistake-netanyahu-panned-for-planning-china-visit-as-signal-to-biden