الكيان الصهيوني على مفترق طرق الزوال أو البقاء

بعد عملية طوفان الأقصى في الأراضي المحتلة وظهور علائم الهزيمة المشينة التي مني بها النظام الصهيوني أمام المقاومة الفلسطينية، يبحث الصهاينة الآن عن طرق لحفظ ماء وجهم واستعادة سمعتهم الملطخة.

نوفمبر 2, 2023 - 07:08
الكيان الصهيوني على مفترق طرق الزوال أو البقاء
الكيان الصهيوني على مفترق طرق الزوال أو البقاء

بعد عملية طوفان الأقصى في الأراضي المحتلة وظهور علائم الهزيمة المشينة التي مني بها النظام الصهيوني أمام المقاومة الفلسطينية، يبحث الصهاينة الآن عن طرق لحفظ ماء وجهم واستعادة سمعتهم الملطخة.

لقد كان الصهاينة يبحثون منذ سنوات عن سبل تدمير قوى المقاومة في غزة، والآن يعتبرون الوضع الحالي أفضل فرصة لذلك. لأنه قد لا تكون هناك فرصة كهذه لشن هجوم شامل ومدمر على غزة.

والمسألة الأخرى هي حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وشخص نتنياهو نفسه. فبحسب العديد من الخبراء، بعد انتهاء هذه الحرب، لن تكون لدى نتنياهو فرصة لمواصلة الاستمرار في ظل هذه الهزيمة النكراء التي ألحقها بالكيان الصهيوني وكان سبب فيها، لذلك سيحاول تدمير حماس، ليعوض جزء من خسارته التي ألحقت به العار. لكنه في الوقت نفسه بقي متردداً في إعطاء الأمر النهائي ببدء الهجوم البري على غزة، لأنه حتى الآن لم يتكبد الصهاينة خسائر بشرية كبيرة، وليس معلوماً ما الذي ينتظرهم بعد دخولهم غزة براً. عندما لم تتمكن المؤسسات العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني من التنبؤ بالهجوم المفاجئ لحماس، فكيف يمكنها التنبؤ بما ينتظرها في غزة؟

وتمتلك حماس عدة آلاف من القوات العسكرية المدربة، التي شاهد الصهاينة قدراتها ومهاراتها في 7 تشرين الأول (أكتوبر). حماس لديها أنفاق وسراديب تحت مدينة غزة لا أحد يعرفها بشكل كامل. بمجرد دخول القوات البرية للكيان الصهيوني إلى غزة، يجب أن نتوقع أنه بعد الهزيمة الأولى في صباح السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، سيعاني الصهاينة أيضًا من هزيمة ثانية. ولا أحد يعرف ما الذي تملكه حماس، وتركته خلفها لمفاجأة الجيش الصهيوني. والمسألة الأخرى هي قلق الأميركيين بشأن بدء العمليات البرية للنظام الصهيوني في غزة. وتشعر إدارة بايدن بالقلق إزاء العمليات البرية التي يقوم بها النظام الصهيوني وعواقبها المحتملة، بما في ذلك توسيع الصراع الحالي وفتح جبهات حرب أخرى.

ففي الوقت الحالي، ليس لدى أمريكا أي نية للدخول في توتر وصراع جديد في المنطقة. يريد الأميركيون التركيز على الشرق، أي الصين، لكن وجود صراع في غرب آسيا سيمنع هذه الاستراتيجية الأميركية، لذا تضغط حكومة بايدن على الحكومة الصهيونية حتى لاتنفذ عملية برية واسعة في غزة.

ومن المخاوف الأخرى دخول قوى جديدة من قوى المقاومة في الصراع واتساع ساحة الحرب. وفي الوقت الحالي، يشعر النظام الصهيوني بالقلق بشأن حدوده الشمالية. ومنذ بداية معركة الأقصى تشهد الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة والحدود الجنوبية للبنان اشتباكات خطيرة بين حزب الله وقوات النظام الصهيوني، قُتل خلالها عدد من جنود النظام الصهيوني وأصيب عدد آخر من القواعد وتم تدمير المعدات العسكرية للكيان الصهيوني فيها. وفي الوقت الحالي، أخلى مستوطنو النظام الصهيوني العديد من المناطق الحدودية مع لبنان بسبب الصراع والتوتر مع حزب الله.

يشعر النظام الصهيوني حاليًا بالقلق الكبير من دخول حزب الله اللبناني في هذه الحرب، والصهاينة يعرفون أن القوة العسكرية وقوة النيران لحزب الله اللبناني لا يمكن مقارنتها بقوة حماس والجهاد الإسلامي، وفي حالة حدوث توتر وصراع واسع النطاق مع حزب الله، فإن النظام الصهيوني سيشعر بالقلق والخطر من دخوله في هذه الحرب. وسوف تتغير الظروف الميدانية لتكون تبعاتها كبيرة جداً.

والوجه الآخر لهذه القضية هو دول محور المقاومة ومنها سورية والعراق واليمن وإيران. وفي الأيام الماضية، حذرت الدول المذكورة بوضوح النظام الصهيوني والولايات المتحدة من أنه إذا استمرت الهجمات على غزة وأراد الصهاينة بدء عمليات برية، فإن توسع جبهات الصراع والحرب سيكون لا مفر منه.

وفي الأيام الأخيرة، أطلقت الحكومة اليمنية، كعلامة تحذير، صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة. وأعلن رئيس وزراء اليمن في رسالة تحذيرية للكيان الصهيوني أنه إذا استمر عدوان النظام الصهيوني الغاشم على غزة فإنه سيهاجم سفن النظام الصهيوني.

وهددت قوات المقاومة العراقية بمهاجمة القواعد الأمريكية إذا لم تتوقف هجمات النظام الصهيوني على أهل غزة، كما حدث في الأيام الأخيرة وتعرض عدد من القواعد الأمريكية في سورية والعراق لهجوم من فصائل المقاومة.

وفي سورية، هناك احتمال لتصعيد التوتر بدءاً من الجولان المحتل إذا زادت الصراعات. وفي حال تصاعدت حدة الصراع على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، فمن المتوقع أن تشهد الجولان جبهة أخرى ضد الجيش الصهيوني.

وكما هو واضح، فإن النظام الصهيوني يواجه معضلة توسيع الحرب أو إنهائها. وهم يعلمون أن البدء بهجوم بري ستكون له عواقب وخيمة للغاية عليهم ويمكن أن يزيد خسائر النظام الصهيوني أكثر بكثير مما هي عليه الآن. كما أن هذه القضية يمكن أن تدخل النظام الصهيوني في صراع إقليمي واسع النطاق لن يكون للصهاينة أي فرصة للنجاة فيه. تجدر الإشارة إلى أنه منذ حرب الـ 33 يومًا في لبنان، لم يشهد الجيش الصهيوني حربًا واسعة النطاق، وهذا ما يجعل جيشه أكثر عرضة للخطر الآن.

والطريقة الأخرى الموجودة أمام النظام الصهيوني هي قبول الهزيمة وإنقاذ النفس من الدمار المؤكد. ويجب على الصهاينة أن يتقبلوا أنهم لم يعودوا قادرين على تعويض هزيمتهم، وأن استمرار هذه الحرب، التي تزيد من احتمالات توسعها، لن يؤدي إلا إلى التعجيل بالسقوط النهائي للحكومة الصهيونية.

 الیاس مهدوی

 

https://farsi.palinfo.com/news/2023/10/19/%D9%86-%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%AF-%D8%AF-%D8%A7%D9%85%D8%B1-%D8%A7-%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%AC%D9%86-%D8%AF%D8%B1-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3-%D8%A7%D8%B2-%D8%AD%D9%85%D9%84%D9%87-%D8%B2%D9%85-%D9%86-%D8%A8%D9%87-%D8%BA%D8%B2%D9%87

 

https://www.mashreghnews.ir/news/1538295/%D9%86%DA%AF%D8%B1%D8%A7%D9%86%DB%8C-%D8%A7%D8%B2-%D8%AA%D9%87%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%DB%8C%D9%84-%D8%AF%D8%B1-%D8%AD%D9%85%D9%84%D9%87-%D8%B2%D9%85%DB%8C%D9%86%DB%8C

 

https://www.irna.ir/news/85267184/%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7-%D8%B1%DA%98%DB%8C%D9%85-%D8%B5%D9%87%DB%8C%D9%88%D9%86%DB%8C%D8%B3%D8%AA%DB%8C-%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D9%87%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%DA%A9%D8%B1%D8%AF