تغييرات جوهرية في سياسة موسكو تجاه تل أبيب
مضى ما يقارب العام على الحرب بين أوكرانيا وروسيا حيث كانت العلاقات المتوترة بين روسيا والنظام الصهيوني واحدة من أهم النتائج المباشرة للأزمة الأوكرانية والتي أثرت عواقبها السلبية في الغالب على الإسرائيليين و أثرت على مكانة هذا النظام في المنطقة، خصوصاً أن غاراته الجوية على المواقع السورية كان لها أثر الكبير على الرغم من أن تل أبيب حاولت في البداية عدم إثارة غضب روسيا خلال الأزمة الأوكرانية واتخذت موقفًا شبه محايد في هذه الحرب، إلا أنها اضطرت أخيرًا إلى الوقوف في الجبهة ضد موسكو بالإضافة إلى إدانة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا و إرسال معدات عسكرية إلى الأوكرانيين لاستخدامها ضد موسكو. [1]
وبحسب ما أورده موقع "نيويورك تايمز" الإلكتروني فإن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تأخذ من المخزون الضخم للذخيرة الأمريكية في إسرائيل ؛ الذخيرة التي يستخدمها البنتاغون للصراعات في الشرق الأوسط. لكنه قرر الآن استخدام هذه الذخائر والأسلحة لإرسالها إلى أوكرانيا. [2]
وفي هذا الشأن صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث لقناة "سي إن إن" التلفزيونية: إن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت جزءًا من ذخيرتها المخزنة من إسرائيل إلى أوكرانيا.
بالإضافة إلى دعم إسرائيل لأوكرانيا في مجال نقل الأسلحة حيث زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أوكرانيا في الأيام القليلة الماضية و وعد خلال اللقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإرسال مساعدات وإعادة إحياء قوة أوكرانيا. كما كتب إيلي كوهين على تويتر: لقد أكدت لزيلينسكي أن إسرائيل تدعم بلا شك سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا.
وأضاف بدون ذكر روسيا أو المساعدات العسكرية: لقد وعدت زيلينسكي بأن تزيد إسرائيل مساعدتها وستكون أيضاً جزءًا من عملية إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.
كما قال وزير خارجية الكيان الصهيوني في لقاء مع نظيره الأوكراني دميترو كولبا: إن إسرائيل تدعم مبادرة السلام الأوكرانية في الأمم المتحدة، والتي ستطرح في الأيام المقبلة وستقدم مبلغ 200 مليون دولار للطب والعلاج وإعمار مشاريع البنية التحتية في أوكرانيا. كما أنها ستساعد أوكرانيا في تطوير نظام ذكي للإنذار المبكر بالهجوم الجوي. [3]
جاءت تصرفات إسرائيل في مجال دعم أوكرانيا في أعقاب رد فعل روسيا لدرجة أن المتحدث باسم الخارجية الروسية حذر من أن خطة إسرائيل لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا ستزيد من التوتر. حذرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي في موسكو ردا على سؤال صحفي حول خطة إسرائيل لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا من أن هذا الإجراء سيزيد من التوتر.
صرحت زاخاروفا في هذا الاجتماع: على جميع الدول التي ترسل أسلحة أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافًا مشروعة للقوات المسلحة الروسية.
وأضافت: موقفنا واضح تماما، يجب الاعتراف بأن أي محاولة لشراء أسلحة إضافية أو جديدة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة ويجب أن يكون الجميع على علم بذلك. [4]