الصهاينة وشهوة الاغتيالات.. هل تجرؤ تل أبيب؟
يدرك الصهاينة جيداً مدى صلابة واندفاع أبطال المقاومة الفلسطينيّة الذين لا يأبهون من منهج التهديدات والاغتيالات، وإنّ حصل ذلك –رغم ضعف الاحتمال-فإنّ المعارك السابقة ستكون حدثًا عاديًا مقارنة بما سيشاهده العدو المزلزل أساساً
في الفترة الماضية، دعا وزير الأمن الداخلي المتطرف في الكيان الصهيوني إلى اغتيال قادة المقاومة في إطار استمرار عدوان هذا العدو على الفلسطينيين، وجاءت دعوة الوزير الصهيوني المعروف بفاشيّته “إيتمار بن غفير” لاستهداف قادة الفصائل الفلسطينية في اجتماع حزب اليمين الصهيوني المتطرف “القوة اليهودية” في مستوطنة “أفتار” شمال الضفة الغربية، وعادة لا يكف الإسرائيليون عن إطلاق الدعوات والتهديدات باغتيال قادة المقاومة الفلسطينيّة، في وقت يدركون فيه أن أي مساس بتلك الشخصيات سيؤدي إلى “حرب فورية وكبيرة”، وفي ظل المنهج الصهيونيّ المتطاول على حقوق ومقدسات الشعب الفلسطينيّ وخاصة في الفترة الماضية، تصاعدت الرغبة الصهيونيّة في الفترة الأخيرة باغتيال شخصيات لم تأبه يوماً من مواجهة احتلال “إسرائيل”، فيما تتناسى القيادة الصهيونيّة أنّ أيّ مساس بأي رمز مهم سيفتح بالفعل أبواب جهنم على الاحتلال الإسرائيلي الذي أمعن في قتل وتشريد وتعذيب أبناء الشعب الفلسطينيّ.
“حان الوقت لإبعاد قادة الفصائل الفلسطينيّة الاستفزازية “، عبارة صدرت عن وزير الأمن التابع للاحتلال الفاشيّ، وأثارت ضجة كبيرة ، رغم علم العدو الإسرائيليّ وقيادته المتهورة بأن المساس بأي شخصية من قادة المقاومة هو إيذان بزلزال في المنطقة وبردٍّ غير مسبوق وقد جربوا في الفترة الماضيّة أمطار الصواريخ التي ردّت على جرائم الصهاينة، وذلك بالتزامن مع التهديدات الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة باغتيال قادة الفصائل الفلسطينيّة التي تفعل المستحيل لرفع مستوى التغيرات الجذرية على الساحتين الفلسطينية والإقليمية أكثر قأكثر، حيث خلقوا معادلات جديدة أضرت بشكل كبير بمصلحة الكيان السرطانيّ في فلسطين، وقد تناسى الإسرائيليون أنّ حملة التهديدات القذرة تلك ضد القياديين لن تخيف حركات المقاومة ولا تخيف أيضاً أصغر شبل فيها فمن وضع “روحه على كفه” لإنقاذ فلسطين من الشبح الإسرائيليّ لن يبالي من تصريحات الجبناء، كما يقولون.
وبالتأكيد، يدرك الصهاينة جيداً مدى صلابة واندفاع أبطال المقاومة الفلسطينيّة الذين لا يأبهون من منهج التهديدات والاغتيالات، وإنّ حصل ذلك –رغم ضعف الاحتمال-فإنّ المعارك السابقة ستكون حدثًا عاديًا مقارنة بما سيشاهده العدو المزلزل أساساً، وسيكون من يأخذ هذا القرار قد كتب فصلًا كارثيًا في تاريخ الكيان وارتكب حماقة سيدفع ثمنها غاليًا بالدم والدمار، في وقت تؤكّد فيه فصائل المقاومة الفلسطينيّة أنّ محاولة فرض أيّ معادلات جديدة من قِبَل الاحتلال على الفلسطينيين باتت وراء ظهور الفلسطينيين، ليبقى المجاهدون الكُثر أبرز عناوين القلق والارتِباك والرّعب والهزائم للعصابات الصهيونيّة الإجراميّة، وعنوانهم العريض “المقاومة أقوى.. ومستمرة”.
وإنّ التهديد الذي أطلقته وزير الأمن العنصريّ ليس الأول من نوعه فما من قياديّ فلسطينيّ إلا واسمه على لائحة الاغتيال الصهيونيّة، فكيف يستمر السفاح في الحياة إن لم يكن دوماً متعطشاً للدماء والضحايا، سواء كان طفلاً في الخامسة من العمر أو قياديّاً طاعناً في التجربة مع الصهاينة، لكن في الوقت ذاته إنّ أيّ هجوم على القيادات الفلسطينية سيؤدي بلا شك إلى “حرب مباشرة وممتدة” لا تحمد عقباها ومن غير المنطقي تنسى أنّ “إسرائيل” صدماتها مع فصائل المقاومة ونتائج معاركها الفاشلة على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة وإن كانت ترى في كل قيادات فصائل المقاومة أعداء لدودين.
ومن ناحية أبناء فلسطين، تؤكّد الفصائل الفلسطينيّة دوماً في مثل هذه التهديدات أنّها لا تزيدهم إلا إصراراً في الدفاع عن فلسطين، حتى زوال الاحتلال عن آخر شبر من أرضهم، وهي رسالة واضحة ومختصرة للكيان الإسرائيليّ وعصاباته وليست بجديدة أبداً، فيما يعتبر آخرون أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ذات دلالات ضعف كبيرة، فكلما حاول العدو إخفاء هزائمه في فلسطين أكّد بشكل أكبر حجم ضعفه وانهياره، لأنّه يعتقد أنّه في حال استطاع أن يقضي على بعض القيادات البارزة يمكنه أن ينهي منهجاً مقاوماً لا يمكن أن يميل قيد أنملة عن أهدافه في القضاء على الاحتلال البغيض والعنصريّ، وإنّ المقاومة كما تقول الحقائق لن تأبه أبداً من أيّ خطوة إسرائيليّة لأنّها وباعتراف العدو باتت تملك مفاتيح اللعبة وأصبحت في قوة رادعة للغاية، وقد شهدت السنوات الماضية.
وبالمقابل، في حال تجرأت “إسرائيل” وارتكبت غلطة تاريخيّة كبرى في محاولة اغتيال أيّ من قادة المقاومة، لا شك أنّها ستدفع ثمن فعلتها بأضعاف، وستذوق أمر من طعم الهزيمة التي ذاقتها في المعارك الأخيرة على كل المستويات وفقا للفلسطينيين، لذلك من المستبعد جداً أن تقدم القيادة الصهيونيّة على هذه المُقامرة الخطيرة، ويجب أن تضع في بالها مسألة “الفرق بين صاحب الأرض والمحتل”، وأن تذكر نفسها بأنها هي من تحتل الأرض وتغتصبها، وهي من تصنع المكائد في واشنطن وتطبقها، لأن الغباء الأعمى أن يرتدي الوحش المضرج بدماء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، ثوب الضحيّة، وإن أبناء هذا الشعب بالشراكة التامة مع الفصائل الفلسطينية سيفعل كل ما بوسعه لإنهاء وحشيّة الاحتلال وعدوانه المتزايد والمنقطع النظير.
نهاية القول، وصلت الوقاحة الإسرائيلية إلى “إعلان إرهاب الاستعمار” في ظل الإجرام والاستخفاف الصهيوني بأرواح الفلسطينيين، حيث تعود “الدولة الزائلة” في خطأ لا يغتفر لمعاودة “تجريب المُجرب”، متناسية أن هذا الشعب لم يأل ولن يألو جهداً في الدفاع عن بلاده واستعادتها، وكلما غيب الكيان الصهيوني القاتل كل القرارات الدولية بفرضه سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحته للدم الفلسطيني والعربي وخرقه الفاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى مخطط الضم امتداداً لعملية التوسع على حساب الأرض والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الأعزل، كلما ازدادت همة أبناء فلسطين في تحريرها من السرطان العسكريّ.