هل الكيان الصهيوني يجاري إيران؟
تم طرح هذا الادعاء من تل أبيب بأن نظام إسرائيل ليس فقط في مواجهة حماس بل هو خصم إيران في هذه الحرب واعتُبرت إيران اللاعب الرئيسي في التخطيط لعملية "طوفان الأقصى

بعد مرور 466 يوماً على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، انتهت هذه الحرب أخيراً دون تحقيق الأهداف المُعلنة للصهاينة، وتعرضت خطط وبرامج الجيش الصهيوني في غزة للفشل العملي. خلال 15 شهراً من الحرب لم يتمكن الصهاينة من تسجيل أي إنجاز فمنذ بداية الحرب وبدء عملية "طوفان الأقصى" تم طرح هذا الادعاء من تل أبيب بأن نظام إسرائيل ليس فقط في مواجهة حماس بل هو خصم إيران في هذه الحرب واعتُبرت إيران اللاعب الرئيسي في التخطيط لعملية "طوفان الأقصى".
يأتي هذا الادعاء بينما كان تخطيط وابتكار عملية "طوفان الأقصى" من قبل حركة حماس لوحدها، وبالرغم من أن الجمهورية الإسلامية كانت دائماً من حلفاء ومناصري المقاومة في فلسطين إلا أنه لم يكن لها دور في تنفيذ هذه العملية الناجحة. وهذا يظهر أن النظام الإسرائيلي يسعى لتغطية فشله المذل الذي تعرض له في 7 أكتوبر من خلال الإشارة إلى إيران كطرفٍ مشارك وكأنهم لم يُهزموا أمام مجموعة صغيرة مثل حماس بل إن الجمهورية الإسلامية هي التي أعدت لهذا الهجوم. والسبب الرئيس لطرح مثل هذا الادعاء هو أن النظام الصهيوني وداعميه حاولوا التقليل من وقع هذا الفشل وإظهار أنهم انهزموا أمام جيش كبير مثل القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية وليس أمام مقاتلي مجموعة تسمى حماس.
في هذا السياق أعرب قائد الثورة الإسلامية قبل عدة أيام من تنفيذ عملية " طوفان الأقصى" عن أن "داعمَي النظام الصهيوني وبعض الأشخاص من هذا النظام الغاصب أطلقوا تصريحاتٍ سخيفة في اليومين أو الثلاثة الأخيرة من بينها أنهم يقدمون إيران الإسلامية كخلف لهذا التحرك وهذا خطأ. نحن بالطبع ندافع عن فلسطين ومقاومتها ونحن نبجل ونعزّز المدبرين والمخططين والأذكياء والشجعان الفلسطينيين، لكن الذين يقولون إن عمل الفلسطينيين ناشئ من غير تدبير الفلسطينيين أنفسهم، لم يدركوا الشعب الفلسطيني بعد ولم يعطوه حقه وقد تجاوزوا حجمه. وهنا يكمن خطأهم وهكذا كعادتهم أيضاً يرتكبون الأخطاء في حساباتهم".
طوال الحرب الأخيرة في غزة أثبتت حركة حماس أنها قادرة بمفردها على إركاع النظام الصهيوني خصوصاً أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير ألغى جميع الأهداف المُعلنة لإسرائيل وقلل من هيبتها بشكل أكبر لدرجة أنه يمكن القول بثقة إن النظام الصهيوني لم يظهر بمستوى يمكنه من أن يُطلق على نفسه لقب ندّ للجمهورية الإسلامية الإيرانية أو حتى يجاريها بالقوة.
وفي هذا الصدد أشار آية الله خامنئي في لقائه الأخير مع أعضاء المجلس القيادي لحماس إلى أن "الله سبحانه وتعالى منحكم وشعب غزة العزة والنصر وجعل غزة مصداقاً للآية الكريمة: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله}". مضيفاً "أنتم انتصرتم على النظام الصهيوني وفي الواقع على أمريكا أيضاً وبفضل الله منعتهم من تحقيق أي من أهدافهم".
باختصار يمكن القول إنه خلال الأشهر الـ15 الماضية لم يستطع النظام الصهيوني رغم ادعاءاته الأسطورية حول عدم الهزيمة وامتلاكه معدات متقدمة ودعم كامل من الدول المتحالفة أن يحقق أي إنجاز ضد حماس. وانتهى به المطاف بالتفاوض مع حماس حول وقف إطلاق النار، دون أن يحقق أهدافه المُعلنة في الحرب على غزة. وقد أثبتت هذه الظروف مرةً أخرى أن النظام الإسرائيلي قادر فقط على إخفاء فشله من خلال إلقاء القنابل على المدنيين لكن في الواقع تبين أنه لا يستطيع مواجهة مجموعة مثل حماس. كما أُثيرت ادعاءات مشاركة إيران في " عملية طوفان الأقصى" بهذا السبب لتضليل الآراء العامة للمعارضين وليظهر نفسه كندٍ لإيران، لكن في الحقيقة أثبتت حماس أنها تمتلك القدرة اللازمة لمواجهة النظام الإسرائيلي وإذا كان هناك ندٌّ للجمهورية الإسلامية فهو الولايات المتحدة وليس النظام الصهيوني الذي لا يستطيع حتى مواجهة مجموعة عسكرية في منطقة محدودة وصغيرة مثل قطاع غزة.