الكاريزما سلاح السيد حسن نصرالله في مواجهة الأعداء
ي خطاب سيد حسن نصرالله يتضح أن كشف الوضع الحقيقي للأعداء يعد أمرًا ضروريًا لتقليل أهمية خطاب التيارات الباطلة. من بين القضايا التي كان يتناولها نصرالله في خطاباته عدم اعتماد نظام إسرائيل على قواه الداخلية واتباعه للغرب

تتسم الدراسات حول الأعداء في خطاب سيد حسن نصرالله بالتعددية حيث تتناول الأعداء الخارجيين والداخليين على حد سواء. وتشمل الأعداء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى بعض الدول الإقليمية التي تساند أية أساليب خادعة سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية وسبرانية ضد حزب الله والمقاومة .
لقد استغل السيد نصرالله مهاراته السياسية في مواجهة خصومه من خلال تذكيرهم بشكل متكرر بهزائمهم، مما ساعده على تقليل إمكانية قيامهم بخطوات عملية جديدة أو تصعيد العنف العسكري من جانب نظام إسرائيل. من جهة أخرى عمل على الحفاظ على وضع حزب الله المتفوق أمام الجهات الداخلية والخارجية، بدءًا من يوم الاحتفال بتحرير جنوب لبنان عام 2000 وحتى آخر يوم في حياته حيث كان يفاوض بشأن سلاح المقاومة ويذكر مبررات عدم التخلي عنه.
وفي إطار استخدامه للقوة الناعمة في مواجهة خصومه، استخدم حسن نصرالله مهارات الذكاء العاطفي والتواصل والرؤية الاستشرافية ومن بين هذه الأساليب يمكن الإشارة إلى ما يلي:
- تدمير الصور الذهنية للأعداء والمخالفين الداخليين
- اختيار أماكن الاحتفالات على طول الحدود لإظهار هزائم الأعداء والمخالفين
- تدمير الأوهام لدى العدو (نظام إسرائيل) حول عدم هزيمته
- تصوير مستقبل مظلم ومليء بالخوف من الهزيمة الدائمة لأعداء لبنان
في خطاب سيد حسن نصرالله يتضح أن كشف الوضع الحقيقي للأعداء يعد أمرًا ضروريًا لتقليل أهمية خطاب التيارات الباطلة. من بين القضايا التي كان يتناولها نصرالله في خطاباته عدم اعتماد نظام إسرائيل على قواه الداخلية واتباعه للغرب. وكان يستخدم ذكاءه المعرفي من خلال معرفته الدقيقة بالتاريخ السياسي والتحالفات المعادية والأحداث الجارية في المنطقة. إن تحقق توقعاته بشأن خصومه وأعداء المقاومة أضفى عليه كاريزما متزايدة خلال تعامله مع هؤلاء الأعداء، كما جعلت من تصريحاته موضع رقابة جدية من قِبَل خصوم حزب الله.
وباستخدام مهارات الذكاء العاطفي استطاع السيد حسن نصرالله خلق كاريزما تعزز من تأثيره الكلامي، مما أدى إلى بث الخوف في نفوس أعدائه. وبهذا الشكل وبالاستفادة من قدراته العاطفية زاد من فعالية مهاراته السياسية والتنظيمية في مواجهة خصومه.
إن دراسة خطاب الأمين العام لحزب الله لبنان في احتفال تحرير جنوب لبنان عام 2000 تُظهر أنه عمل على خلق كاريزما خاصة به منذ السنة الأولى للانتصار. في هذا الاحتفال أشار السيد إلى تصريحات إيهود باراك التي تفيد بأن اللبنانيين يجب أن يعتبروا انسحاب إسرائيل علامة على السلام، وذكر التهديدات والمخاوف التي أطلقها باراك ضد لبنان بعد هذه التصريحات، قائلاً: "أقول لكم أيها الأخوة والأخوات وخاصة لشخصيات مثل الشيخ عبد الكريم عبيد أبو علي ديراني وسميح القنطار وجميع الأسرى في سجون إسرائيل، إن شاء الله سيعودون إليكم قريباً. ومزارع شبعا إن شاء الله ستعود إلى لبنان قريباً. ليس لدى باراك وحكومته أي خيار آخر." وبعد أربع سنوات من ذلك ومع تحقيق هذا الوعد أظهر السيد حسن قوته أمام خصومه وزاد من تأثير شخصيته في أعينهم.
من عام 2000 إلى عام 2008، وعد السيد مرات عديدة بتحرير الأسرى اللبنانيين وقد تحقق وعده. كما أشار السيد بعد حرب 33 يوماً إلى عدد المناورات التي جرت على الجبهة الداخلية الإسرائيلية قائلاً: إن إسرائيل بسبب الخوف والقلق العام مضطرة لتكرار هذه المناورات للبحث عن نقاط ضعفها. وأكد أن "نتنياهو يتحدث دائماً بطريقة وكأنه منتصر ولكن العديد من الإسرائيليين يضحكون على أقواله..." ومن خلال هذا الخطاب حول إسرائيل ونتنياهو تمكن السيد حسن من تحقيرهم وتعزيز كاريزماه الشخصية في نظر الرأي العام الإسرائيلي.
في الواقع كان السيد حسن نصرالله يسلط الضوء على نقاط ضعف العدو، وبذكاء يحقره باستخدام عبارات مثل: "أنتم الذين تخافون من ظلكم كيف تريدون القتال معنا؟" و"جيشكم مثل بيت العنكبوت ينهار مع هبة ريح." كان يسعى من خلال هذه العبارات إلى إبراز نقاط ضعف النظام وفي الوقت نفسه إبراز نقاط قوة المقاومة.