السيد حسن نصر الله أسطورة العالم العربي التي لا مثيل لها

 كان السيد حسن نصر الله أحد علماء الدين المعاصرين و المجاهدين في لبنان، وبعد استشهاد السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله في لبنان آنذاك عام 1992 تم الاعتراف به أميناً عاماً جديداً للحزب بإجماع مجلس قيادة حزب الله. 
 وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني شخصية محبوبة في لبنان ودول عربية أخرى.  لعب دوراً أساسياً في دخول حزب الله إلى الساحة السياسية وصعوده إلى السلطة في بنية الحكومة اللبنانية. وكان مهدداً باستمرار من قبل النظام الصهيوني بسبب معارضته للنظام الإسرائيلي ودعمه للشعب الفلسطيني المضطهد، وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى. وأخيراً عندما كان نتنياهو حاضراً في الأمم المتحدة أمر باغتياله. استخدم النظام الإسرائيلي من 8 إلى 12 طائرة مقاتلة لمهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت واستخدم قنابل أميركية خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل لقتل هذه الشخصية البارزة وعدد من رفاقه. 

 إن حجم الهجمات التي نفذت ليلة استشهاد السيد حسن نصر الله والأسلحة المستخدمة لهذا الغرض تشير إلى أن النظام قرر اغتياله بشكل حاسم ودون مخاطرة، بل إن إسرائيل سعت إلى تمهيد الطريق لنفسها من خلال تصفية الأمين العام لحزب الله في لبنان وهذا يوضح مدى منعه للكيان الصهيوني من تحقيق أهدافه خاصة وأن الشهيد السيد حسن نصر الله أصبح بفضل أفعاله شخصية مؤثرة وشعبية في العالم العربي، وهذا خلق عقبات خطيرة أمام الأهداف الإقليمية للكيان الإسرائيلي.  وعليه سنحاول في هذا المقال أن نتناول أبعاد شخصيته وشعبيته في العالم العربي.

شن حزب الله اللبناني بقيادة نصر الله عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل.  وبلغت هذه العمليات ذروتها في عام 2000 عندما طُردت إسرائيل من جنوب لبنان بعد احتلال دام 18 عاما.  كما لعب الشهيدا الأمين العام لحزب الله دوراً رئيسياً في صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل عام 2004.  في عملية تبادل وصفت بأنها من أكبر عمليات تبادل الأسرى والجثث، بما في ذلك أسرى من دول عربية أخرى.  وارتفعت شهرة نصر الله بشكل كبير خلال الحرب التي استمرت 33 يوماً مع إسرائيل في عام 2006؛  حرب انتهت بانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بعد أن تكبدت خسائر فادحة.  

خلال الحرب الأخيرة على غزة وبينما كان زعماء الدول العربية يتصرفون بشكل حيادي في مواجهة جرائم الكيان الصهيوني فتح الشهيد نصر الله في 8 أكتوبر/تشرين الأول جبهة في جنوب لبنان ضد الكيان الصهيوني تضامناً مع غزة، مما وضع الكيان الصهيوني أمام تحديات خطيرة.  ونتيجة لهذه التطورات أصبح نصر الله رمزاً للمقاومة ضد إسرائيل وشخصية بارزة في معارضة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط، وحقق شعبية غير عادية بين الدول العربية.
وفي هذا الشأن نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها عام 2006 تحت عنوان "العالم العربي وجد أسطورته في زعيم حزب الله"، عن نائب رئيس وزراء دولة عربية لم تسمها وصفه للشهيد نصر الله بأنه "الشخص الأقوى في الشرق الأوسط"، وكتب:  "إنه الزعيم العربي الوحيد الذي يفعل ما يقوله فعلاً". 

لقد لعب الشهيد نصر الله باعتباره بطلاً عربياًچ دوراً مهماً في تعزيز الهوية العربية والإسلامية في المنطقة.  وأكد دائماً على وحدة العالم العربي في مواجهة التهديدات الخارجية ودعم حركات المقاومة في فلسطين وسورية واليمن ودول عربية أخرى.  في الواقع لا بد من القول إن الشهيد نصر الله من خلال اعتماده على خطاب المقاومة استطاع أن يحيي الشعور بالفخر والثقة بالنفس لدى الشعوب العربية، وأن يُظهِر أن المقاومة ضد الاحتلال والظلم ليست ممكنة فحسب، بل إنها قد تؤدي إلى النصر أيضاً. ولهذا السبب يُعرف الشهيد نصر الله بأنه نموذج للمقاومة ليس في لبنان فحسب بل في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي.  وقد استلهمت العديد من حركات المقاومة في فلسطين واليمن والعراق ودول أخرى في المنطقة استراتيجيات وتكتيكات حزب الله تحت قيادته وأثبت الشهيد نصر الله أن المقاومة الشعبية والمنظمة يمكن أن تنتصر حتى ضد أقوى الأعداء. 

مرضية شريفي