مصر  محط اهتمام الشرق والغرب

تعد دولة مصر من أهم دول المنطقة في شمال أفريقيا، والتي تعتبر ذات شهرةٍ واسعة على مستوى العالم  بميزاتها الجغرافية الفريدة من نوعها و خلفيتها الحضارية، وتسعى القوى الإقليمية والدولية إلى التقرب من هذا البلد. حيث تعد مصر بوابة القارة الأفريقية وتلعب دورًا مهمًا في البحر الأحمر وهذه الميزة جذابة للغاية للقوى الإقليمية والعالمية.

سبتمبر 11, 2023 - 08:20
مصر  محط اهتمام الشرق والغرب
مصر  محط اهتمام الشرق والغرب

تعد دولة مصر من أهم دول المنطقة في شمال أفريقيا، والتي تعتبر ذات شهرةٍ واسعة على مستوى العالم  بميزاتها الجغرافية الفريدة من نوعها و خلفيتها الحضارية، وتسعى القوى الإقليمية والدولية إلى التقرب من هذا البلد. حيث تعد مصر بوابة القارة الأفريقية وتلعب دورًا مهمًا في البحر الأحمر وهذه الميزة جذابة للغاية للقوى الإقليمية والعالمية. (1)

وقد أصبحت العلاقة بين البلدين، إيران ومصر، متوترة بسبب توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت (مصر أقوى دولة ضد النظام الإسرائيلي من ساحة المعركة)، وأيضا بعد زيارة شاه إيران المخلوع إلى مصر في كانون الثاني (يناير) 1979م، وفي ذلك الحين أُطلق السهم على مستقبل العلاقات بين البلدين. وقد أجبر هذا الإجراء إيران الثورية على قطع علاقاتها مع هذا البلد المهم. 2 وفي هذه السنوات، واجه البلدان صعودا وهبوطا فيما يتعلق بالتعاون المتبادل. ومع انتصار الثورة المصرية التي قادها الإخوان المسلمون شهدنا تحسن العلاقة بين البلدين، ولكن بسبب تهور قيادات هذا التيار ابتعدت مصر عن إيران و وقعت في مأزق انقلاب داخلي بقيادة الجيش في البلاد.

وفيما يتعلق بحل المشاكل بين إيران والسعودية، يرى بعض الخبراء أن مصر هي أحد أهداف إيران بعد تطبيع العلاقات مع العرب، وبمساعدة السعودية و وساطة بعض الدول المجاورة لإيران، تتم حالياً متابعة موضوع تطبيع العلاقات بين إيران ومصر. 3بعد حرب أوكرانيا والاصطفافات الجديدة التي ظهرت في العلاقات الدولية بين الدول المختلفة، يقترب محورا الشرق والغرب من الدول القوية في العالم حتى يتمكن كل من تلك الدول من تحقيق أهدافها. وفي أفريقيا وأمريكا اللاتينية، تستمر هذه المنافسة بقوة.

انطلاقًا من تاريخها وحضارتها وموقعها الاستراتيجي، تعد مصر إحدى الدول التي يريد محوران عالميان مؤثران أن تكون القاهرة جزءًا من فريقهما.

وتسعى الولايات المتحدة بقوة إلى التقرب من هذا البلد، وتظهر زيارة مسؤولي الكونجرس في البلاد إلى القاهرة إرادة الولايات المتحدة على التواجد في هذا البلد. ونظراً للوجود الأميركي في مصر، يمكن لواشنطن أن تلعب دوراً  أكبر في السيطرة على الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية4 وتكثيف إدارتها على دول الضفة الغربية (الأردن، لبنان، سورية، فلسطين المحتلة). تريد الولايات المتحدة إدارة مستقبل الدول العربية ومصر من خلال خطة معاهدات إبراهيم في التطبيع لضمان أمن النظام الصهيوني في المستقبل. إن أمن هذا النظام لن يكون ممكنا إلا من خلال وضع حكومات مصر والمملكة العربية السعودية والأردن تحت سيطرته، وتريد الولايات المتحدة أن تؤتي معاهدة إبراهيم ثمارها من أجل تحقيق أهدافها. وتبحث مصر التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة عن حل لمساعدة اقتصادها، وهذا الضعف دفع الغرب إلى طرح مقترحات اقتصادية واسعة النطاق على هذا البلد.

ومن جهةٍ أخرى وجودهم في دول المحور الشرقي في هذه المنطقة، وخاصة النفوذ في مصر، بحيث يمكن من خلال إدارة المناطق الاستراتيجية في الضفة الغربية تحقيق الأهداف الإقليمية لهذا المحور. بالنسبة للصين فإن مسألة التواجد في مصر لأغراض اقتصادية وعسكرية و وجود قواعد مهمة في هذه المنطقة أمر استراتيجي. كما أن الوجود الاقتصادي الصيني يمكن أن يحل مشاكل مصر الاقتصادية (5). إن الوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط ​​هو الجسر الأخير في خطة الصين "الحزام والطريق" ويمكنه إيصال البضائع الصينية إلى أوروبا بسهولة، كما ستشدد إيران حصار النظام الصهيوني من خلال التقرب من مصر، وبإمكانها استخدام نفوذ مصر لإدارة الوضع الفلسطيني وخاصة المقاتلون في حركة السلطة الفلسطينية، الموالية لمصر منذ فترة طويلة، حيث يتم ضبط النظام القتالي لهم من قبل القيادة المصرية.

ويمكن لمصر أن تكون الورقة الرابحة لكلا محوري الشرق والغرب في اختيار جبهتها ومجال العلاقات الدولية والنظام العالمي الذي يولد حالياً بصورته الجديدة. إن الخيارات المصرية يمكن أن تحدد أيضا مستقبل فلسطين. لطالما كان هذا البلد موضع اهتمام لفترة طويلة، ولكن علينا أن ننتظر الخيار المهم والاستراتيجي لهذا البلد. إذا أقامت مصر في المستقبل علاقات جيدة مع سورية، فسيكون المحور الشرقي تمكن من إقناع مصر بالانضمام إلى فريقه، وإذا تمكن النظام الصهيوني بطريقة أو بأخرى من التوصل إلى حل وسط مع السلطة الفلسطينية لتهدئة الأراضي الفلسطينية، ستختار مصر أن تميل إلى المحور الغربي.

 امیرعلی یگانه

 

 1.   https://www.investinegypt.gov.eg/English/Pages/whyegypt.aspx#32

2. https://new.thecradle.co/articles/between-silence-and-speculation-an-egypt-iran-reconciliation

3. https://www.middleeasteye.net/opinion/egypt-iran-turn-page-decades-tension-can

4. https://foreignpolicy.com/sponsored/egypt-and-america-5-things-you-need-to-know/

5. https://www.china-briefing.com/news/china-egypt-bilateral-trade-and-investment-prospects-are-bright/