محاولة أمريكا تكرار سيناريو أوكرانيا في تايوان

منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية بتحريض من واشنطن بدا أنه تم التخطيط لنسخة مماثلة في تايوان. وتشير الأدلة المتوفرة إلى أنه مثلما استخدمت أمريكا أداة تسمى أوكرانيا لاحتواء روسيا، فإنها تسعى إلى استخدام تايوان لمواجهة منافستها الصين، لأنها تعتبر الصين مصدر قلقها الأكبر.

على الرغم من قبول الولايات المتحدة لمبدأ الصين الواحدة منذ سنوات عديدة إلا أنها لا تزال تضع عينها على جزيرة تايوان وتريد استخدامها كورقة للضغط واحتواء لأكبر منافس لها. لهذا السبب تمامًا كما جرى قبل بدء الصراع بين روسيا وأوكرانيا فقد  عكس مسؤولو الولايات المتحدة نبضات بدء الحرب ، والآن فيما يتعلق بتايوان ادعى المسؤولون العسكريون الأمريكيون أن بكين تستعد لمهاجمة هذه الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي بحلول عام 2027 كما إن الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي للديمقراطية في هذه الجزيرة والتي تزودها بالأسلحة الدفاعية اللازمة.

في ظل هذه الظروف لا يخجل التايوانيون من مقارنة أنفسهم بأوكرانيا، فمنذ بداية الحرب في أوكرانيا غالبًا ما تُسمع عبارة "أوكرانيا اليوم ، تايوان غدًا" في تايوان. على الرغم من أن الأحداث في أوكرانيا أثبتت أن هناك فجوة كبيرة بين الوعود والأفعال، ويبدو أن الحكومة والقطاع السياسي في تايوان اتخذوا مسارًا خطيرًا للغاية ويتطلعون للانضمام إلى التحالف الأمريكي ضد الصين. بهذه الطريقة يحاولون الحصول على وعود بالدعم من البيت الأبيض وشراء معدات أمريكية وبهذا يكونوا قد سلكوا الطريق نحو حد السيف الذي ينتظرهم.

لكن هل من الممكن تكرار النموذج الأوكراني لتايوان؟ يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال تقرير CSIS بأن النموذج الأوكراني لا يمكن تكراره في تايوان. لأن الصين يمكن أن تحاصر هذه الجزيرة لأسابيع أو حتى شهور ، ويجب على تايوان أن تبدأ حربًا بكل ما يتطلبه ذلك. وفي هذا السياق، قالت كاثلين هيكس - نائبة وزير الدفاع الأمريكي - إن نهجنا تجاه أوكرانيا يمثل استراتيجية "بداية باردة" لمنع نشوب حرب نووية، لكن ما يدور في أذهاننا لتايوان مختلف. في مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس ذكرت هيكس أن العمليات البرمائية هي أصعب العمليات العسكرية وأن إعادة الإمداد بالمعدات ستكون صعبة أيضًا ؛ خاصة إذا أغلقت الصين الوصول إلى المحيط.

في مثل هذا الموقف يقول الصينيون إن دعم الولايات المتحدة لتايوان يعني أن واشنطن دخلت في طريق خاطئ وخطير. على الرغم من أن الصين ربما لا تريد الحرب مع الولايات المتحدة ، تمامًا كما كانت روسيا مستعدة للقتال لدرء التهديدات لمصالحها الحيوية في أوكرانيا، فمن المرجح أن تختار الصين هذا المسار كملاذ أخير على تايوان.

فاطمة نجفي

المصادر:

https://ecoiran.com/107/29502

https://sahebkhabar.ir/news/59826907