طوفان الأقصى حصيلة سبعة عقود من الظلم والاحتلال الصهيوني
انتهج الكيان الاسرائيلي الصهيوني خلال العام الماضي وبعد الهزيمة المذلة التي تعرض لها في عملية طوفان الأقصى، أسلوباً وحشياً بارتكابه جريمة جديدة كل يوم، مدفوعًا بجنون واسع لنقل نطاق الصراع من قطاع غزة والأراضي المحتلة إلى بلدان أخرى في المنطقة. فقد فقدَ أكثر من42 ألف شخص حياتهم في قطاع غزة، كما تم تهجير تقريبًا جميع سكان هذه المنطقة من منازلهم. في ظل هذه الظروف يبرز سؤال هام: لماذا يجب على النظام الصهيوني القيام بمثل هذا العمل الوحشي وما هي المبررات التي يقدمها لذلك؟
انتهج الكيان الاسرائيلي الصهيوني خلال العام الماضي وبعد الهزيمة المذلة التي تعرض لها في عملية طوفان الأقصى، أسلوباً وحشياً بارتكابه جريمة جديدة كل يوم، مدفوعًا بجنون واسع لنقل نطاق الصراع من قطاع غزة والأراضي المحتلة إلى بلدان أخرى في المنطقة. فقد فقدَ أكثر من42 ألف شخص حياتهم في قطاع غزة، كما تم تهجير تقريبًا جميع سكان هذه المنطقة من منازلهم. في ظل هذه الظروف يبرز سؤال هام: لماذا يجب على النظام الصهيوني القيام بمثل هذا العمل الوحشي وما هي المبررات التي يقدمها لذلك؟
يبرر الكيان الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة وارتكابه هذه الفظائع الإنسانية، والتي تُعتبر في الأساس إبادة جماعية للشعب الفلسطيني على أنها دفاع ورد مشروع. والغريب في الأمر أن الكيان الصهيوني يدّعي أن حماس هي من ترتكب الإبادة الجماعية ضد اليهود، وعلى الرغم من مقتل الآلاف من سكان غزة الذين كان معظمهم من المدنيين يصف الكيان الإسرائيلي أفعاله بأنها شرعية قانونية ونضال مشروع ضد حماس. وقد أدى هذا الأمر إلى دفع جنوب أفريقيا إلى تقديم دعوة ضد الكيان الصهيوني إلى المحكمة في لاهاي بتهمة التمييز العنصري لكن "تال بكر " المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أعلن في المحكمة معيدًا طرح ادعاءاته السابقة: "إسرائيل في حرب دفاعية ضد حماس، وليست ضد الشعب الفلسطيني. وبالتالي فإن العامل الأساسي للإبادة الجماعية وهو النية في تدمير جماعة عرقية بالكامل أو جزئيًا لا ينطبق على هذه القضية."[1]
في ضوء حجم الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، مع تقديم هذا التبرير بأن أفعال الكيان الإسرائيلي تأتي ضمن إطار الدفاع المشروع، يبرز سؤال مهم: لماذا رغم توقع رد فعل كهذا من طرف النظام الصهيوني قامت قوات حماس بتخطيط وتنفيذ عملية طوفان الأقصى؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب القول إن هناك عوامل كثيرة شكلت عملية طوفان الأقصى وأهمها الحصار المفروض على غزة منذ17 عامًا والذي حولها إلى أكبر سجن مفتوح في العالم. لقد كان الحصار إلى درجة جعلت المرضى لا يجدون طريقة للخروج من هذا السجن للعلاج كما أن إرسال المساعدات الإنسانية خاصة الأدوية إلى غزة كان إما مستحيلًا أو يحدث نادرًا. بالإضافة إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي فرضها النظام الصهيوني على سكان غزة أصبح هذا النظام تهديدًا "وجوديًا" للفلسطينيين. لم تتوقف عمليات الاحتلال على مدار75 عامًا، بل استمر الصهاينة في السعي نحو الاحتلال الكامل لأرض فلسطين.[2]
طوفان الأقصى كان خطوة ضرورية واستجابة طبيعية لمواجهة الظلم والجرائم التي ارتكبها النظام الصهيوني، وأيضًا ضد المخططات المعدة لتدمير القضية الفلسطينية. هذه العملية جاءت لتحدي برامج "إسرائيل" للسيطرة على أراضي فلسطين وتهويدها بالإضافة إلى السيطرة على مسجد الأقصى.[3]
إن الهزيمة القاسية التي تعرض لها النظام الصهيوني من الناحية الأمنية والاستخباراتية خلال عملية طوفان الأقصى دفعت تل أبيب إلى استخدام إمكانياتها الإعلامية والدعائية لإظهار نفسها كضحية، مما يتيح لها تبرير شن حرب "السيوف الحديدية" في قطاع غزة تحت مسمى "الدفاع عن النفس"، رغم أن هذه الإجراءات لم تحدث في فراغ وبدون تأثير من عوامل أخرى. وفي هذا السياق صرح "أنطونيو غوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة في إدانته القوية لعملية حماس التي وقعت صباح السابع من أكتوبر أنه "لا يمكن فصل56 عامًا من الاحتلال عن الحادثة المؤلمة التي حدثت في ذلك اليوم". وكانت ردود فعل إسرائيل على تصريحات غوتيريش فورية حيث طالب مجلس الوزراء الإسرائيلي على الفور باستقالته وطرحت الادعاءات بأن الأمين العام للأمم المتحدة يدعم حماس ويبرر المجازر في إسرائيل.[4]
رد النظام الصهيوني على عملية طوفان الأقصى كان بشكل واسع ومدمر وغير مسبوق تحت ذريعة الدفاع المشروع دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل التي أدت إلى قيام هذه العملية حيث إن قصف الآلاف من المدنيين الأبرياء، وتدمير المراكز الطبية والمستشفيات، وانهيار نظام الصحة، واستخدام الأسلحة المحظورة، والحصار الشامل على غزة، ومنع الناس من الوصول إلى المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء، الذي أفضى بالفعل إلى انتشار المجاعة وتدمير المنازل وإجبار سكان شمال غزة على التهجير القسري إلى مناطق أخرى، كل ذلك هو جزء من الوحشية الواضحة التي ارتكبها النظام الصهيوني، ولا يمكن بأي حال اعتبارها دفاعًا مشروعًا.[5]
خاتمة
لقد مرّت عدة أيام منذ أن احتفلنا بالذكرى السنوية لعملية طوفان الأقصى. إن هجوم قوات المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر2023 على الأراضي المحتلة كان له أسباب عديدة، منها الجرائم المتزايدة للنظام الصهيوني، والحصار المستمر على غزة منذ17 عامًا، وتهويد مسجد الأقصى، وتوسيع الاستيطان، وغيرها من الانتهاكات خلال عقود من الاحتلال السرائيلي لفلسطين. ومع ذلك حاول النظام الصهيوني من خلال التظلم والتلاعب بالحقائق أن يقنع الرأي العام بأن له الحق في استهداف غزة كجزء من رد مشروع بينما لا يمكن اعتبار أفعال هذا النظام الإرهابي بأي حال من الأحوال دفاعًا مشروعًا. خلال العام الماضي كانت جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة إلى حدٍ أثار موجة من الاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم وأعادت مرة أخرى قضية فلسطين إلى دائرة الضوء في المحافل الدولية بجدية مما يدل على أن محاولات "إسرائيل" لخداع الرأي العام كانت غير مجدية وفاشلة.
[1]https://parsi.euronews.com/2024/01/12/
[2] https://www.mehrnews.com/news/6247579
[3] https://www.irna.ir/news/85361192/
[4] https://www.isna.ir/news/1403071814615
[5] https://jls.shirazu.ac.ir/article_7330