ایران و طاجیکستان البلدان الشقيقان

Aug 21, 2023 - 15:37
ایران و طاجیکستان البلدان الشقيقان
ایران و طاجیکستان البلدان الشقيقان

لطالما اهتمت إيران بمنطقة آسيا الوسطى كمنطقة في محيطها الجغرافي من مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية والأمنية. وبالنظر إلى العلاقات المختلفة بين إيران وآسيا الوسطى، فإن الوضع الأمني في المنطقة من منظور الاستقرار وعدم الاستقرار يمكن أن يؤثر على أمن إيران. على مدى العقد الماضي، ومع التغيير الحاصل في مفهوم الأمن و جوانبه الجديدة، ازدادت أيضا أهمية آسيا الوسطى لإيران من المنظور الأمني.

لذلك وفقًا لمدى قوة العلاقات الأمنية الإيرانية وتوازنها مع دول منطقة آسيا الوسطى، أصبحت إيران جزءًا من المجمع الأمني ​​لآسيا الوسطى. وقد تسببت هذه المسألة في التأثير على أمن المنطقة الذي بدوره يؤثر على أمن إيران ومصالحها الوطنية.[1]

لهذا السبب، حاولت جمهورية إيران الإسلامية في السنوات الأخيرة تحسين علاقاتها مع بلدان آسيا الوسطى من خلال إقامة علاقات دبلوماسية. وإحدى دول هذه المنطقة هي طاجيكستان، التي تمتلك العديد من القواسم الثقافية المشتركة مع إيران، ومن وجهة النظر هذه من الصعب للغاية الفصل بين البلدين نتيجة التقارب الثقافي الكبير بين الشعبين.

لكن منذ عام 2015، تراجعت العلاقات بين إيران وطاجيكستان، وخفضت طاجيكستان مستوى علاقاتها مع طهران إلى أدنى مستوى لها في معظم المجالات. وشهدنا بعد ذلك استياء طاجيكستان من قبول عضوية الجمهورية الإسلامية في منظمة شنغهاي. لكن في العامين الماضيين أدت المحادثات الدبلوماسية الإيرانية مع المسؤولين الطاجيكيين إلى عودة التعاون بين البلدين، وفي الآونة الأخيرة رأينا الجمهورية الإسلامية تنضم بالإجماع الكامل إلى منظمة شنغهاي للتعاون الدولي وهذا قد سبب مشكلة أدت إلى زيادة قلق الغرب.

كما تم الإتفاق في مارس من هذا العام لإضفاء الشرعية القانونية على وجود جميع المواطنين والطلاب الطاجيكيين الذين دخلوا إيران بشكل غير قانوني. وتم التوصل إلى اتفاقات جيدة بشأن مسألة تبادل الأسرى ومكافحة المخدرات. كما زادت التبادلات الاقتصادية بين إيران وطاجيكستان أكثر من 5 مرات خلال العامين الماضيين. [2]

الآن لدى إيران وطاجيكستان مذكرات تعاون أمني، في الواقع منذ عام ونصف العام ومنذ تشكيل الحكومة الثالثة عشرة قاموا بتنفيذ وتفعيل هذه المذكرات وفي مختلف القضايا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وتنسيق تبادل المعلومات حول الأنشطة الإرهابية للمواطنين الطاجيكيين في أفغانستان أو سورية الذين انضموا إلى داعش.

  في هذه الحالة تتجه إيران وطاجيكستان نحو مزيد من التعاون والتنسيق يومًا بعد يوم. إن قضية الإرهابي الذي يحمل الجنسية الطاجيكية والذي ارتكب عملاً إرهابيًا أعمى في ضريح شاهجراغ في شيراز. هي قضية يمكن أن تجعل البلدين متشككين في بعضهما البعض، لكن وزير خارجية طاجيكستان راج الدين محي الدين أدان على الفور هذا الإجراء وقال: "نؤكد لكم أن هذا الحادث لن يؤثر على العلاقات بين البلدين الشقيقين. إن العلاقات بين شعبي البلدين هي أكبر بكثير من مجرد أن يؤثر عليها عمل إجرامي وإرهابي. إذا تلقينا طلبًا رسميًا للتعاون في هذا الشأن من الدولة الصديقة والشقيقة لإيران، فستتعاون مؤسساتنا بالتأكيد في هذا الشأن الهام حفاظاً على العلاقات العميقة".

في الواقع ، ينبغي القول إنه نظرًا لأن الغرب سعى دائمًا إلى إضعاف مواقف روسيا والصين في آسيا الوسطى، فقد خطط لانعدام الأمن والفوضى على المدى الطويل في الحدود الجنوبية لروسيا (آسيا الوسطى) ولجعل إيران تبدو غير آمنة وأيضًا لخلق خلافات بين الدول الآسيوية مع إيران هو مدرج في أجندة الغرب لتأمين مصالحه. في أعقاب هذه الفوضى وعدم الاستقرار، ستفتح أمريكا يدها للتدخل الواضح في الشؤون الداخلية لدول هذه المنطقة والتواجد العسكري بحجة محاربة الإرهاب وتوفير الأمن.

لقد أظهرت التجربة التاريخية أن التدخل الغربي لضمان أمن آسيا الوسطى سيؤدي إلى نمو التطرف والجماعات الإرهابية. لقد رأينا من قبل أن الدول طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان من آسيا الوسطى كانت من بين 15 دولة تضم أكبر عدد من الأعضاء في الفرع الرئيسي لداعش. ونتيجة لذلك ، وبالنظر إلى الوضع في أفغانستان، والجهود الأمريكية الواضحة لإقامة وجود عسكري في آسيا الوسطى وبعض الأخبار حول التحريض وتمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة ، يبدو أن كل هذه الإجراءات هي حجر الأساس للغرب لخلق حالة انعدام الأمن في المنطقة.[3]على الرغم من أن أرضية انعدام الأمن في آسيا الوسطى كانت جارية منذ سنوات، إلا أن انعدام الأمن أصبح أكثر تعقيدا بعد اشتداد اللعبة الكبرى في آسيا الوسطى وفتح باب الصراعات الصعبة بين روسيا والغرب في أوكرانيا، وحتى الولايات المتحدة تتطلع إلى إنشاء قواعد عسكرية في آسيا الوسطى.

حکیمه زعیم باشی


1.        تحلیل پیوندهای امنیتی ایران و آسیای مرکزی بر اساس نظریه «مجموعه های امنیتی منطقه ای»/حمیدرضا عزیزی/ نشریه مطالعات اوراسیای مرکزی/1397.

2.        https://www.tebna.ir/news/200007/

3.       mavaraonnahr (مرکز مطالعات تاجیکستان)