الانتخابات التركية؛ معركة الأحزاب والجماعات القومية والدينية

مايو 1, 2023 - 12:27
الانتخابات التركية؛ معركة الأحزاب والجماعات القومية والدينية
الانتخابات التركية؛ معركة الأحزاب والجماعات القومية والدينية

وسط أزمة اقتصادية عميقة، وتزايد الغضب من ملايين اللاجئين السوريين غير القادرين على العودة إلى ديارهم، وتنامي عزلة الشباب الأتراك عن نظام أردوغان،بالإضافة إلى الشؤون الدولية المعقدة ستجري تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في منتصف عام 2023.

مع الزيادة التدريجية في الحملة الانتخابية، ازدادت شعبية منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان في استطلاعات الرأي 1. لكن ما مدى صحة هذه الاستطلاعات؟ ما هي أهم القضايا في أذهان الناخبين؟

للإجابة على هذه الأسئلة ، يمكن طرح خمس نقاط رئيسية ؛

1. أمل في المستقبل: في استطلاعات الرأي ازداد الإحباط بين الناخبين بسبب النمو الملحوظ للحزب المعارض لأردوغان ، وتظهر أن الشعب التركي يتجه إلى صناديق الاقتراع وسط يأس من مستقبل بلاده. عدد كبير من الناخبين غير راضين عن الحزب الحاكم.

2. وضع الاقتصاد مهم جدا للناخبين: ​​القضايا الاقتصادية على جدول أعمال العديد من الناخبين في تركيا. وتلقي نسبة كبيرة من الناخبين باللوم على الأزمة الاقتصادية في البلاد على عاتق حزب العدالة والتنمية الحالي، على الرغم من عدم وجود ضمان بأن هذا الوضع الحالي سيؤدي إلى نصر حاسم للأحزاب المتنافسة حيث أن العديد من الناخبين المستائين لم يصلوا بعد إلى هذا التجمع و التأكد من أن أحزاب المعارضة يمكن أن تحل مشاكل البلاد الاقتصادية ومازالوا موضع شك في ذلك.

3. السياسة الخارجية والانتخابات: لا تلعب السياسة الخارجية دورًا مباشرًا في آراء الناخبين، على الرغم من أن قضايا مكافحة الإرهاب والعمليات التركية عبر الحدود في سورية وشمال العراق تحظى بدعم غالبية الناخبين. قد لا تهم قضايا السياسة الخارجية في ظل الظروف الإقليمية والعالمية بين الناخبين العاديين. لكن هذا العنصر "أداء السياسة الخارجية لأردوغان" لا يزال معترفًا به كمؤشر مهم لكفاءة الحكومة القائمة.

4. الأكراد في انتخابات 2023: أظهر استطلاع وطني حديث أن الأحزاب السياسية في تركيا ستواجه صعوبة في الفوز بأغلبية بسيطة في البرلمان دون دعم الحزب المؤيد للأكراد 2. فتح الحزب المنافس الرئيسي لحزب العدالة والتنمية حساباً خاصاً لأصوات الأحزاب الكردية، ومن خلال دعمه لحزب الشعب الديمقراطي يسعى السيد قلجدار أوغلو للحصول على دعم الأكراد على مستوى البلاد. كما أن الحزب الحاكم شديد الحساسية تجاه هذه القضية.

على الرغم من المعارضة قرر قلجدار أوغلو الاعتراف بـ HDP (الحزب الديمقراطي التركي) وتعهد بالإفراج عن زعيم حزب الشعب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، وكلاهما يواجه تهماً بالإرهاب.

5. القومية والتدين: في القرن العشرين كانت تركيا تعتبر أساس العلمانية الغربية. لكن الإسلام والقومية التركية كانا حاضرين دائمًا في هذا البلد.

شهدت تركيا في العقود الأخيرة زيادة ملحوظة في الاهتمام بالقومية ويلعب الدين أيضًا دورًا مهمًا في المجال العام، ورغم أن جيل الشباب في هذا البلد يبتعد عن الدين، إلا أنه لا يزال من الممكن رؤية آثار الدين بينهم.

حاول الرئيس رجب طيب أردوغان بناء تركيا في شكل قومي وديني. اليوم يستخدم أردوغان هاتين الفكرتين بنجاح لتقوية علاقته بالناخبين وسيلعب على ورقة القومية والدين بالتوازي مع منافسه الذي يستخدم البطاقة الكردية للفوز في الانتخابات.

https://www.euronews.com/2023/03/14/turkey-opinion-poll-tracker-erdogan-vs-kilicdaroglu.1

 

https://www.euronews.com/2023/03/14/turkey-opinion-poll-tracker-erdogan-vs-kilicdaroglu .2