الممر الشمالي - الجنوبي وفرصة توسيع العلاقات الاقتصادية لإيران
الممرات هي طرق تجارية تؤدي لطرق نقل منخفضة التكلفة وآمنة عبر الممرات البرية والبحرية المختلفة. تلعب الممرات دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي اليوم، ويمكن أن تؤدي طرق الممرات المحددة في أماكن مختلفة إلى تغييرات واسعة النطاق في الدور الجغرافي الاقتصادي والجيوسياسي للبلدان. وفي الوقت نفسه، يتمتع الممر الشمالي الجنوبي، الذي تم تشكيله بمبادرة من إيران وروسيا والهند قبل بضعة عقود، بمكانة وأهمية خاصة.
الممرات هي طرق تجارية تؤدي لطرق نقل منخفضة التكلفة وآمنة عبر الممرات البرية والبحرية المختلفة. تلعب الممرات دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي اليوم، ويمكن أن تؤدي طرق الممرات المحددة في أماكن مختلفة إلى تغييرات واسعة النطاق في الدور الجغرافي الاقتصادي والجيوسياسي للبلدان. وفي الوقت نفسه، يتمتع الممر الشمالي الجنوبي، الذي تم تشكيله بمبادرة من إيران وروسيا والهند قبل بضعة عقود، بمكانة وأهمية خاصة.
الممر الشمالي الجنوبي
تم تشكيل هذا الممر في شهر أب عام 2000م من قبل الدول الثلاث إيران وروسيا والهند من أجل تحسين العلاقات التجارية وتوسيع التعاون في مجال النقل بين الدول الأعضاء، واستمر العمل بذلك الممر بقبول 11 عضوًا جديدًا منهم: أذربيجان، أرمينيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، تركيه، أوكرانيا، بيلاروسيا، عمان وسوريه وبلغاريا. لذلك، ومن أجل زيادة وصول الأطراف الملتزمة إلى الأسواق العالمية، سيربط هذا الممر المحيط الهندي والخليج الفارسي عبر إيران إلى بحر قزوين من خلال مرافق النقل بالسكك الحديدية والطرق البرية والنهرية والجوية ومن ثم عبر روسيا سيربط سانت بطرسبرغ وأوروبا مع بعضهم البعض[1].إن الميزات الأساسية التي تتمتع بها إيران من خلال الممر الشمالي الجنوبي هي أكثر من الممرات الأخرى التي تمر عبر الأراضي الإيرانية؛ وذلك لعدم وجود طريق منافس حالياً للفرع الشرقي من هذا الممر، وفي الفرع الغربي، فإن وقت وتكلفة مرور البضائع عبر إيران أرخص من الطرق الموازية (مثل الطريق البحري لقناة السويس). وبسبب تفعيل ممر العبور بين الشمال والجنوب في "الفرع الغربي"، سترتبط دول جنوب وجنوب شرق آسيا بروسيا وأوروبا ودول منطقة القوقاز، وفي "الفرع الشرقي" لدول منطقة القوقاز سترتبط منطقة رابطة الدول المستقلة بالمياه المفتوحة ودول الخليج الفارسي والقارة الأفريقية. لا يوجد للفرع الشرقي من هذا الممر، الذي يمر عبر إيران، طريق موازٍ والطريقة الوحيدة لربط البلدان غير الساحلية في منطقة رابطة الدول المستقلة بالمياه المفتوحة هي المرور عبر هذا الفرع من الممر الشمالي الجنوبي (شاباهار- محور سكة حديد سرخس)[2]وبطبيعة الحال، تتطلع هذه الدول إلى توسيع نطاق وصولها وسيطرتها على المياه المفتوحة، واعتبار الممر الشرقي الغربي طريقًا تكميليًا، وهو ما يتماشى مع خطة الصين "الحزام والطريق". وعلى الرغم من أن هذا الطريق الجديد لا يتمتع حتى الآن بالبنية التحتية اللازمة، إلا أن خطط الجانبين التركي والصيني قد تم وضعها لتطويره. وفي هذه الحالة، يمكن أن يصبح هذا الطريق منافسًا للممر الشمالي الجنوبي. لذلك، وفقًا لأهمية طرق التجارة، وفقًا لإيران والدول المشاركة في الممر الشمالي الجنوبي، يجب عليهم حل التحديات القائمة من خلال التأكيد على المزايا المختلفة لهذا الطريق، وأهمها الأمان، وعدم فتح طرق منافسة له .
ما هي الدول المستفيدة من الممر الشمالي الجنوبي؟
لفهم أهمية هذا الممر بشكل أفضل، لا بد من أن نذكر دور الاتحاد التجاري الاقتصادي الأوراسي. فبعد مفاوضات طويلة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران، تم التوقيع في عام 2018 على اتفاقية مؤقتة بشأن التجارة التفضيلية والمفيدة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران. وهذا يعني أن واردات مئات السلع من إيران إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيخضع لرسوم جمركية أقل، كما تضمن تصدير الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى إيران نفس هذه الإجراء[3].
سيكون لهذا التعاون والعضوية في إطار اتفاقية هذا الممر فوائد كثيرة لإيران والدول الأعضاء في هذا الاتحاد. ويمكن لإيران أن تستفيد من هذا الممر بما يتماشى مع استراتيجية التطلع إلى الشرق، ومع التعاون في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فإن قدرات الممر بين الشمال والجنوب واضحة للعيان. وقد عزز هذا الطريق التجاري صادرات إيران وروسيا وكازاخستان على وجه الخصوص، وتمكنت هذه الدول من جني أموال جيدة من هذا الطريق. تتمتع الدول الأعضاء الأخرى أيضًا بمزاياها الخاصة، وهذا يعني أنه يمكن استخدام هذا الطريق التجاري لتحسين العلاقات في مجالات أخرى بين الدول الأعضاء.
في الواقع، يعد التعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ودول آسيا الوسطى بمثابة مساعدة كبيرة في تحسين أداء هذا الطريق التجاري، ويمكن استخدامه كطريق تجاري موثوق للدول الأخرى. وهذا معيار جدي للدول الأعضاء في هذا الممر لتكون قادرة على تحويل هذا الطريق إلى طريق سريع مهم في التجارة الدولية.
وإلى جانب ذلك، هناك أيضًا تحديات تواجه الممر الشمالي الجنوبي، بما في ذلك الحرب الأوكرانية، التي جعلت تعامل روسيا مع أوروبا جامداً في مختلف المجالات. كما أن مسألة العقوبات الواسعة ضد إيران وروسيا دفعت العديد من الدول إلى النظر إلى هذا الاتجاه بحذر شديد. إذا تمكنت إيران وروسيا من التعامل مع التحديات القائمة بهذه الطريقة، فيمكننا القول بأمان أن الممر الشمالي الجنوبي سيصبح أحد أهم الطرق الاقتصادية في العالم، كما أن دور إيران وروسيا سيكون دوراً رئيسياً ومهماً في مستقبل الاقتصاد والجغرافيا في النظام الدولي في المستقبل. لذلك يجب الاهتمام بشكل خاص بأهمية هذا الممر وتحويله إلى طريق مهم، وهذا الموضوع يمكن أن يفيد جميع الدول المتواجدة على هذا الطريق، وخاصة إيران وروسيا.
[1] irna.ir
[2] irdiplomacy.ir
[3] iras.ir