المفاوضات بين اليمن والسعودية.. بانتظار الاتفاق وجدية التنفيذ.. "أنصارالله": جاهزون دائماً

بعد جولة المفاوضات الأخيرة بين صنعاء والرياض في السعودية برعاية عمانية، السؤال يدور حول إذا ما كان سيتم توقيع اتفاق بين الطرفين حول وقف الحرب في اليمن أم أننا سنشهد جولات عديدة إضافية قبل التوصل إلى الاتفاق المرجو؟ ولا سيما أن الإيجابية كانت مسيطرة على الأجواء إضافة إلى ما رشح حول تقدم في الملف الإنساني ومن ثم الانتقال إلى الملفين السياسي والاقتصادي.

سبتمبر 25, 2023 - 08:17
المفاوضات بين اليمن والسعودية.. بانتظار الاتفاق وجدية التنفيذ.. "أنصارالله": جاهزون دائماً
المفاوضات بين اليمن والسعودية.. بانتظار الاتفاق وجدية التنفيذ.. "أنصارالله": جاهزون دائماً

بعد جولة المفاوضات الأخيرة بين صنعاء والرياض في السعودية برعاية عمانية، السؤال يدور حول إذا ما كان سيتم توقيع اتفاق بين الطرفين حول وقف الحرب في اليمن أم أننا سنشهد جولات عديدة إضافية قبل التوصل إلى الاتفاق المرجو؟ ولا سيما أن الإيجابية كانت مسيطرة على الأجواء إضافة إلى ما رشح حول تقدم في الملف الإنساني ومن ثم الانتقال إلى الملفين السياسي والاقتصادي.

وكانت جرت المفاوضات بين الجانبين السعودي واليمني في الرياض في ظل اتفاق طرفَيها على إبقاء تفاصيلها طي الكتمان، وعدم تسريب أي معلومات حولها إلى وسائل الإعلام.

قضية الحل في اليمن مرهونة بالتنفيذ على الأرض ومدى جدية الطرف السعودي ومرتزقته في الالتزام بما اتفق عليه، صحيح أن تهميش الحكومة المحسوبة على السعودية كان واضحاً ويشي بتطورات لافتة، لكن الالتزام شرط إذا ما تحقق عندها فقط يمكن القول تم الاتفاق، ولاسيما أن الطرف اليمني ممثلاً بحركة "أنصار الله" ليس بوارد تقديم أي تنازل عن المكتسبات التي حققها وأثبت أنه رقم صعب لا يمكن تخطيه بسهولة، وإن كانت السعودية تأمل بتنازل ما فإننا أمام العودة إلى المربع الأول حتماً.

الحذر اليمني كان واضحاً، فالمفاوضات التي جرت لم تغير من واقع الأمر بعد، ولم تمنع حكومة صنعاء من إيصال رسائلها العسكرية وجهوزيتها التامة والدائمة، حيث نظّمت قوات صنعاء عرضاً عسكرياً كبيراً في ميدان السبعين، أحد أكبر ميادين العاصمة، بمناسبة العيد الثامن لـ«ثورة 21 أيلول»، إذ كشفت القوات المسلحة اليمنية عن نماذج مختلفة من ترسانتها العسكرية لجميه قواتها خصوصاً في مجال الصواريخ الباليستية والمجنّحة والبحرية، ومنظومات الدفاع الجوي والطائرات المُسيّرة، وهذه رسالة واضحة مفادها استمرار مسار الحرب إلى جانب مسار السلام حتى تحقيقه بطريقة ناجزة.

في حين بدا أن المملكة العربية السعودية تعاطت بمنتهى المرونة مع الملفات المرتبطة بالوضع الإنساني تأتي هذه المفاوضات في إطار استكمال اللقاءات والمفاوضات في مسقط وصنعاء والرياض في معالجات جدية للملفات الإنسانية وصرف المرتبات على مستوى الجمهورية اليمنية ووقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وجبر الضرر وإطلاق الأسرى والمعتقلين وفتح المطارات والموانئ اليمنية وصولاً إلى الحل السياسي الشامل، فهناك نية حقيقية للخروج من هذه الأزمة بشكل جدي ووقف كل أشكال الاقتتال من كلا الجانبين لدرجة أنه تم التنازل منهما وتقديم الملف الإنساني لينطلق منه الحل الحقيقي حيث أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، أن صنعاء جاهزة لمعالجة أية مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء، مؤكداً أن صنعاء لن تكون إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وبلدان أمتها، مشيراً إلى أن الوفد اليمني إلى الرياض نقل رسائل إيجابية.

فالنقاشات التي جرت على مدى الأيام الماضية، استكملت الحديث في البنود التي تمّ تأجيل النقاط الخلافية فيها في المفاوضات المباشرة التي عقدت بين الجانبين بحضور الوسيط العماني، وذلك في جولة صنعاء التي جرت في نيسان الماضي، وقادها عن الجانب السعودي، سفير المملكة، محمد آل جابر، وعن "أنصار الله" رئيس وفدها، محمد عبد السلام كما أن الجانب السعودي وضع تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، بما في ذلك الغارات الجوية والهجمات العابرة للحدود، على رأس قائمة أولوياته، وحاول فتح ملف المنطقة العازلة مرة أخرى على رغم فشله مطلع العام الجاري في إقناع صنعاء بالموافقة على هذا الطلب تحت مبرّر المخاوف الأمنية، فيما لم يناقَش وضع الميليشيات المسلّحة الموالية لتحالف العدوان. كما وُضعت إعادة تصدير النفط الخام والغاز المسال في قائمة الأولويات

إلا أن المفاوضات اليمنية السعودية لم ترق للجانب الإماراتي بسبب المساس المباشر بمصالح الاخيرة بسبب هذا الاتفاق إن تم وهو ما بدوره ما أدى إلى ازدياد الخلاف السعودي الإماراتي ليصل إلى مرحلة التصادم والاختلاف في الأهداف حيث تخشى الإمارات من توصّل السعودية إلى اتفاق مع «أنصار الله» وهي على ما يبدو تعدّ حلفاءها لجولة جديدة من النزاع في المقابل، ولاسيما أن المقاربة السعودية للحرب شهدت انقلاباً تامّاً؛ فبعدما كانت المملكة ترفض الجلوس مع الحركة أصلاً، تواضع سقفها في مرحلة لاحقة إلى نزع سلاحها، ولا سيما الصاروخي منه، ومعالجة القضايا الحدودية. كذلك، وبعدما كانت السعودية تتحدّث عن قبول «أنصار الله» كواحد من خمسة مكوّنات رئيسة في البلد، إذ بها تتراجع بالتدريج عبر الوقت، وصولاً إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الحركة، عنوانها الملفّ الإنساني المطروح من قِبل الأخيرة منذ سنوات. والمتابع لما يُكتب في الصحف السعودية هذه الأيام، يقرأ بالضبط ما كان يُكتب في الصحف اليمنية حول ضرورة فكّ الارتباط بين الملفّات، وفصل الملفّ الإنساني عن غيره.

لا يختلف عاقلان أن من مصلحة الطرف السعودي إنهاء الحرب ووضع حد لها كما هي مصلحة يمنية بالتأكيد، لكن المصلحة السعودية متقدمة لأنها ليس من مصلحتها إبقاء منشآتها النفطية تحت تهديد الصواريخ اليمنية بما لذلك من تداعيات استثمارية اقتصادية، إضافة إلى تهديدات أخرى، فـ "أنصار الله" الرقم الصعب والند الذي لا يلوى له ذراع وعلى من بدأ العدوان أن يستسلم للواقع، وعلى ما يبدو أن الاستسلام أعلن بطريقة غير مباشرة ويمكن إدراكه من خلال التفاوض مع " أنصار الله" واستبعاد حكومة العدوان. ما يدعو للتفاؤل نوعاً ما التطورات الإقليمية والمصالحات بين أطراف ذات صلة بالملف اليمني على أمل أن تترك تلك المصالحات أثرها بطريقة أو بأخرى على الحرب على اليمن.

 مجد عيسى

 

المصادر:

1- https://cutt.us/ibnH8

2- https://cutt.us/HM3uc

3- https://cutt.us/1YORD

4- https://cutt.us/eMuvK