فخ أوكرانيا لمواجهة الصين !
لطالما كان لتايوان دورًا مهمًا في زيادة التوترات بين الصين والغرب ويبدو أن الغرب يسعى إلى تطبيق خطة "فخّ أوكرانيا" على الصين أيضًا. في الواقع يسعى الغرب إلى تحدي الصين ودفعها نحو صراع عسكري مع تايوان حتى يتمكن من تحقيق أهدافه تجاه الصين وإدارة الأزمة في تلك المنطقة.
لطالما كان لتايوان دورًا مهمًا في زيادة التوترات بين الصين والغرب ويبدو أن الغرب يسعى إلى تطبيق خطة "فخّ أوكرانيا" على الصين أيضًا. في الواقع يسعى الغرب إلى تحدي الصين ودفعها نحو صراع عسكري مع تايوان حتى يتمكن من تحقيق أهدافه تجاه الصين وإدارة الأزمة في تلك المنطقة.
تحريض الصين
تحاول الحكومات الغربية تحويل قضية تايوان إلى موضوع حيوي ومهم بالنسبة للصين. بعد الحرب في أوكرانيا وإشراك روسيا في النزاع تسعى هذه الحكومات إلى تنفيذ نفس السيناريو ولكن بأسلوب مختلف في الشرق. في هذا الإطار يتزاتيد الضغط على الصين لتقوم بخطوات عسكرية تجاه تايوان، وفي الوقت نفسه تقوم بفرض عقوبات وتزويد تايوان بالعتاد بهدف إقصاء الصين من المنافسة كقوة عظمى بأقل التكاليف والخسائر الممكنة.[1]
من بين القضايا الجدلية بين الصين والغرب تبرز مسألة مضيق تايوان الذي يمكن أن يُعتبر إن لم يمكن أهم ممر مائي دولي، فهو بالتأكيد من بين الأهم. يُعتبر هذا المضيق نقطة عبور لنصف سفن التجارة العالمية وهو موضوع صراع بين الصين والغرب بقيادة الولايات المتحدة. وترى الصين أن هذا الممر جزء من بحر الصين وأنه جزء من أراضيها بينما تعتبره الغرب ممرًا مائيًا دوليًا.[2]
لكن الإجراءات الغربية لا تقتصر على اعتباره ممرًا دوليًا فقط، بل يسعى الغرب أيضًا إلى استفزاز الصين وتايوان. في هذا السياق تمر السفن العسكرية الغربية عبر هذا المضيق وهذه الخطوة تهدف بشكل أساسي إلى الضغط على الصين لتتراجع عن موقفها الثابت وتقبل مطالب الغرب.[3]
لكن الصين وفقًا لما حدث في أوكرانيا تبدو أنها قد تعلمت جيدًا أنه يجب عليها عدم اللعب في ساحة الغرب، وهي تسعى لزيادة الضغط على الغرب من خلال روسيا. في الواقع تلعب الصين لعبة غير متكافئة مشابهة لما قام به الغرب ضدها. في هذه المعركة التي تُعتبر جزءًا من الحرب الهجينة تمكنت الصين حتى الآن من المقاومة في وجه الولايات المتحدة ولم تقع في فخّها. ومع ذلك يعتمد مدى استمرار الصين في هذه اللعبة على عوامل متعددة وكذلك على التنافس بين الصين والولايات المتحدة في مجالات أخرى جغرافيًا.
ما الذي تفعله أوروبا؟
تُظهر دول الاتحاد الأوروبي على الرغم من ادعائها بالاستقلالية عن الولايات المتحدة فأنها في الواقع تلعب تمامًا ضمن إطار السياسة الأمريكية. ويبدو أن مصالح أوروبا تُعرف وفقًا لمصالح الولايات المتحدة.
في هذا الإطار يتعاون الأوروبيون مع الولايات المتحدة في الضغط على الصين ومن بين أحدث الإجراءات الأوروبية أقدمت ألمانيا على تمرير فرقاطة حربية مصاحبة لسفينة دعم عبر مضيق تايوان. وقد قوبل هذا الإجراء من قبل ألمانيا بمعارضة كبيرة من الصين إلا أنها اعتبرته إجراءً يتماشى مع القواعد الدولية. ترى الصين أن هذه التحركات استفزازية. وتعتقد أن مثل هذه الأعمال من الأطراف الأوروبية قد تضر بالعلاقات بين الدول الأوروبية والصين. وقد حذرت الصين ألمانيا بشكل خاص من أن تكرار مثل هذه الأعمال قد يؤدي إلى فقدان الثقة بين الجانبين وإلى تقليل مستوى التعاون، مما سيعود بالضرر على جميع الأطراف.
يبدو أن تحركات أوروبا بدلاً من أن تصب في مصلحتها تخدم مصالح الولايات المتحدة. كما حدث في حرب أوكرانيا حيث عمل الاتحاد الأوروبي على ترجمة جهود الولايات المتحدة، ولم يُحقّق مكاسب خاصة، بل تكبد المزيد من التكاليف. ولاسيّما أنه تكبد خسائر اجتماعية وسياسية كبيرة للتعاون مع الولايات المتحدة. والآن يبدو أن الاتحاد الأوروبي يدفع مرة أخرى تكاليف الحرب الأمريكية ويظهر استعداده لدفع ثمن المنافسة مع الصين حتى وإن كانت تلك تكلفة باهظة.
ربما تشعر أوروبا من هذا الأمر بالخوف إذ أن عدم الدعم اللوجستي والعسكري من الأمريكيين قد يُعرّض أمن الاتحاد الأوروبي للخطر لذا هي على استعداد لرد هذا الثمن حتى وإنان باهظًا. في الواقع تُعرّف أوروبا كذراع تنفيذية هامة للولايات المتحدة في المنافسة مع الصين، ونجحت الولايات المتحدة في تحدي الصين من خلال زيادة الضغط المتعدد الأطراف. يجب أن نرى إلى أي مدى سيستمر هذا الصراع بين الولايات المتحدة والصين، ومن سيكون الفائز في النهاية.
[1] reuters.com
[2] euronews.com
[3] apnews.com