مشروع تابي اللعبة الجديدة للغرب مع دول الشرق؟
مشروع تابي (TAPİ) هو مخطط يهدف إلى نقل الغاز من تركمانستان إلى الهند حيث يمر هذا الطريق للنقل عبر تركمانستان وأفغانستان وباكستان وأخيرًا الهند. هذا مشروع ذو تاريخ طويل تم طرحه في التسعينيات من القرن الماضي من قبل الاتحاد السوفيتي بهدف تصدير الغاز إلى خارج دول الاتحاد السوفيتي. لكن هذا المشروع ظل مؤجلًا لسنوات عديدة. والآن يبدو أن هناك جهودًا جادة من قبل الدول الأعضاء في المشروع للقيام بتنفيذه حيث تسعى أربع دول لإنشائه.
مشروع تابي (TAPİ) هو مخطط يهدف إلى نقل الغاز من تركمانستان إلى الهند حيث يمر هذا الطريق للنقل عبر تركمانستان وأفغانستان وباكستان وأخيرًا الهند. هذا مشروع ذو تاريخ طويل تم طرحه في التسعينيات من القرن الماضي من قبل الاتحاد السوفيتي بهدف تصدير الغاز إلى خارج دول الاتحاد السوفيتي. لكن هذا المشروع ظل مؤجلًا لسنوات عديدة. والآن يبدو أن هناك جهودًا جادة من قبل الدول الأعضاء في المشروع للقيام بتنفيذه حيث تسعى أربع دول لإنشائه.
مشروع لمستقبل الهند؟
تحتاج الهند بصفتها قوة ناشئة على الساحة العالمية إلى تأمين موارد الطاقة الخاصة بها بطرق متنوعة. حيث تسعى الهند إلى تنويع مصادر وارداتها من الطاقة وتقليل اعتمادها على منطقة الخليج العربي. وبالفعل يمكن أن يكون هذا الخط الأنبوبي دافعًا مهمًا لها، حيث يمكن أن يساعدها في تحقيق أهداف متعددة. من بين هذه الأهداف يمكن الإشارة إلى تحقيق الاستقرار في مسار هذا الخط، مما قد يسهل التفاعل والتعاون بين الهند وباكستان بشكل أكبر. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يلعب هذا المشروع دورًا كبيرًا في تقليل التلوث البيئي مما قد يؤدي إلى تقليل استهلاك الفحم في الهند بشكل ملحوظ.[1]
كما أن تنويع مصادر واردات الطاقة للهند سيمنحها مزيدًا من المناورة في مواجهة روسيا والدول العربية في الخليج، مما يعني زيادة في قوة الهند كلاعب في الساحة الدولية. إضافة إلى ذلك قد تفكر الهند في الدخول في منافسة أعمق مع الصين حيث ستؤمن على سهولة الوصول إلى موارد طاقة رخيصة وفي الوقت نفسه ستتمكن من دخول ساحة اللعب الصينية بشكل جيد، مما قد يؤثر على المصالح الطويلة الأمد للصين.
بالفعل من خلال دعمها واستثمارها في مشروع TAPİ، تدخل الهند في المنافسة مع القوى الكبرى في مجال الطاقة مما قد يجلب لها مزايا وتحديات خاصة بها. وبالتالي لا شك أن الهند ستكون واحدة من الفائزين الكبار في هذا المشروع ومع دعم الغرب له ستظل الهند شريكًا مهمًا للغرب في مواجهة وتنافس الشرق بقيادة الصين. وهذا يعد بمثابة استمرار المسار المتزايد للهند في مجالات السياسة والاقتصاد.
باكستان وأفغانستان هما الفائزان الآخران؟
بدون شک تأمین الطاقة لباکستان من خلال خط أنابيب تابي سيكون له فوائد عديدة، حيث أن هذا البلد يعاني من قضايا وتحديات مهمة داخليًا. يمكن أن يساعده الحصول على غاز رخيص الثمن في تقليل بعض مشاكله الداخلية مثل تلوث الهواء وانقطاع التيار الكهربائي، مما يساهم في تخفيف الضغوط من الرأي العام واستياء الناس. بالإضافة إلى ذلك يواجه باكستان تحديًا في التعاون الواسع مع الصين، حيث يعتقد جزء من الشعب أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تجعل باكستان مستعمرة للصين، ولهذا السبب يقومون دائمًا بعرقلة المشاريع الصينية وجعلها غير آمنة قدر الإمكان. لكن بالنسبة لمشروع تابی لن يكون الأمر كذلك حيث يمكن للحكومة الباكستانية أن تحقق أهدافها نظرًا لعدم وجود الصين في هذا المشروع. [2]في الواقع لن يتم إشراك الصين في هذه اللعبة.
أما بالنسبة للحكومة الأفغانية فإن هذا المشروع سيكون له فوائد عديدة أيضًا. من الحضور في سوق الطاقة العالمية إلى الحصول على رسوم مرور الغاز وزيادة مستوى البنية التحتية في البلاد، تعتبر هذه فوائد ملموسة لهم. ويمكن للحكومة الأفغانية بالتعاون مع بنك التنمية الآسيوي الذي يعد المستثمر في هذا المشروع أن تعمل على تهيئة البنية التحتية بشكل أسرع ومع تأمين خطوط الأنابيب، يمكنها تقليل مخاطر الاستثمار وتوفير مجالات التنمية لأفغانستان.[3]
الخاسر الكبير؟
إن بدء مشروع تابی في وقت تسعى فيه باكو للهيمنة على زانغزور وتحاول السيطرة على المسارات التجارية والطاقة في منطقة القوقاز يجب أن يكون مصدر قلق لإيران. لأن تزامن هذين الحدثين يعني زيادة الضغط الجيوسياسي والجيواقتصادي على إيران، مما سيجعلها تُستبعد تمامًا من المسار الاستراتيجي للطاقة وستخسر مكانتها المهمة تقريبًا. لتفادي هذا يجب على إيران من خلال دبلوماسية نشطة السعي لتعريف مصالحها وأهمية مكانتها كشريك مهم وذو فائدة للدول المجاورة. على سبيل المثال يمكن لإيران التعاون في مشروع تابی بصفتها دولة تمتلك البنية التحتية اللازمة وتقوم بتبادل الغاز مع تركمانستان. سيساهم ذلك في تفعيل خط أنابيب السلام الذي تم عرقلة افتتاحه واستثماره بسبب تدخل الولايات المتحدة وفي جزء منه الصين.
في الواقع يجب على إيران أن تُعرف مكانتها كقوة مستقلة لتتمكن في هذه الظروف الحساسة التي لا يمكنها الاعتماد فيها على أي دولة من الانفتاح على جيرانها وفهم موقعها الاقتصادي والجيواقتصادي لتكون قادرة على استثمار الأزمات لصالحها كما فعلت في الكثير من الأوقات السابقة. بالإضافة إلى ذلك هذا الخط سيهدد مصالح الصين أيضًا، ويمكن لإيران أن تستفيد من هذا الأمر وتخلق قلقًا مشتركًا مع الجانب الصيني مما سيساعدها في الحصول على دعم الصين لتوسيع البنية التحتية اللازمة في أراضيها وبالتالي تأمين مصالحها وكسب دعم الصين وظهورها كفائز في لعبة الشرق والغرب.
[1]eurasian-research.org
[2] thediplomat.com
[3] clearias.com