مجازر بحق المدنيين بدعم من الغرب

في يوم الخميس الموافق 10 آذار/مارس، وفي هجومه رقم 146 على قطاع غزة، ارتكب الكيان الإسرائيلي الغاصب مجزرة مروعة بحق مدنيين فلسطينيين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات الإنسانية وقد استشهد عدد كبير منهم.

مارس 16, 2024 - 07:09
مجازر بحق المدنيين بدعم من الغرب
مجازر بحق المدنيين بدعم من الغرب

في يوم الخميس الموافق 10 آذار/مارس، وفي هجومه رقم 146 على قطاع غزة، ارتكب الكيان الإسرائيلي الغاصب مجزرة مروعة بحق مدنيين فلسطينيين كانوا يصطفون للحصول على المساعدات الإنسانية وقد استشهد عدد كبير منهم. فبينما يموت الأطفال في المستشفيات بسبب الجوع وسوء التغذية، توجه آباؤهم وإخوانهم إلى ساحة النابلسي في شارع الرشيد بغزة، لتلقي المساعدات الإنسانية، التي كانت مخصصة بالفعل لتوصيل المواد الغذائية، وقد تم استهدافهم من قبل النظام الصهيوني وادى ذلك لاستشهاد أكثر من 150 شخصا في هذه الجريمة النكراء وأصيب مئات الأشخاص (قرابة 1000 شخص).[1]

هجوم مخطط له مسبقاً

بعد ذلك، نشر نظام الاحتلال روايات كاذبة في وسائل إعلامه، لكن هذا ليس بالأمر الذي يمكن إخفاؤه. وبما أن ساحة النابلسي قد تم الإعلان عنها بالفعل كمكان لإيصال المساعدات الإنسانية، فلا بد القول إن مثل هذا الهجوم كان مخططاً له مسبقاً بالتأكيد. لقد فكر النظام الصهيوني في عواقب مثل هذا الهجوم، وأدرك أنه، مثل كل الجرائم ضد حقوق الإنسان التي ارتكبها حتى الآن ضد الفلسطينيين، فإن ردود الفعل الدولية لن تشكل تحدياً له، لأنها لن تتجاوز مستوى العدوان بمجرد الإدانات البلاغية والتصريحات البيانية، لذلك اتخذ بثقة خطوة جدية بارتكاب هذه المجزرة. على الرغم من أن الإحتلال منع السماح بدخول شحنات المساعدات الإنسانية وقد تسبب ذلك في مجاعة وموت المدنيين الفلسطينيين، ولكن هذه المرة هاجمت بشكل مباشر خط المدنيين لتلقي المساعدات الإنسانية وتم استهداف المدنيين بشكل مباشر.

إن هدف إسرائيل من مثل هذا العمل العدواني هو أن تظهر للرأي العام أنها لا تزال قوية. وهو في الواقع لا يريد أن يتقبل إخفاقاته المتتالية، ويسعى إلى فرض شروطه على المقاومة الفلسطينية بوقف إطلاق النار من خلال زيادة جرائمه والوفاء بوعده بإطلاق سراح الأسرى. وفي هذا السياق كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جرس هزيمة النظام الصهيوني قد قرع والقادة الأمنيون في نظام الاحتلال يطالبون سراً بوقف إطلاق النار. وبحسب رونين بيرغمان، المحلل الاستخباراتي لهذه الصحيفة، فإنه بعد مرور ثلاثة أشهر على تنفيذ الجولة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، أصبح واضحا للجميع أن الرأي العام في النظام الصهيوني أصبح رهينة لحملة من الأكاذيب وحتى بحسب مصادر في تل أبيب، فإن الأوهام البعيدة عن الواقع لدى الحكومة والمؤسسات الأمنية و وسائل الإعلام التابعة للنظام، هي التي دفعت الناس الذين يعيشون في الأراضي المحتلة إلى العيش في الأكاذيب والأوهام.[2]

أمريكا هي السبب الرئيسي للحرب والمجاعة في فلسطين وغزة

لكن المشكلة لا تنتهي عند هذا الحد. كيف يمكن للنظام الإسرائيلي أن يرتكب بسهولة جميع أنواع الجرائم ضد المدنيين لسنوات عديدة، بينما يراقب المجتمع الدولي القصة ببساطة أو ينهيها بإدانة لفظية؟ والحقيقة أن النظام الإسرائيلي يتوسع في أعماله الهمجية يوما بعد يوم بدعم من الدول والقوى الغربية، وخاصة أمريكا. ولذلك، ومن أجل التمكن من اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الجرائم في فلسطين وغزة، يجب على المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي تحديد مرتكبي الجرائم والمجاعة والجوع والداعمين لها ضد الفلسطينيين وطلب التعويض منهم. إن الولايات المتحدة هي أحد الأسباب الرئيسية للوضع الحالي السيء والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في فلسطين وغزة.

وساهمت السياسات الأمريكية في زيادة المجاعة في غزة. يجب على هذه الدولة أن توقف نقل الأسلحة إلى إسرائيل، والتي تُستخدم في الهجمات العشوائية، لكنها تزيد يوما بعد يوم من نيران الحرب وتساعد النظام الصهيوني على ارتكاب المزيد من الجرائم. ومن أجل تهدئة ضمائرهم والأهم من ذلك خداع الرأي العام في بلادهم وحتى الرأي العام في المجتمع الدولي، فإن كبار المسؤولين الأميركيين يقدمون خططاً لإرسال وإلقاء الطرود الغذائية إلى غزة، بينما يتم قصف الفلسطينيين في غزة. إنهم محاصرون أشد أنواع الحصار، لذا فإن تدفق المساعدات الهزيلة والرمزية إلى غزة دون خطة لتوزيعها بشكل آمن لن يساعد الفلسطينيين، وهو أمر عقيم ومهين.[3]

والأمر الآخر هو أن إرسال المساعدات الإنسانية إلى فلسطين، بالإضافة إلى كونه عملا رمزيا، يعود إلى الدعاية الإعلامية الغربية، التي قدمت نفسها دائما للعالم على أنها مؤيدة للسلام وحقوق الإنسان، ولكنها السبب في استمرار الحروب وسفك الدماء والجرائم الكبرى بحق الأطفال والنساء والمدنيين.

حکیمه زعیم باشی


1.        https://fa.alalam.ir/news/6818808

2.        https://www.yediot.co.il/

3.        https://www.aljazeera.com/news/liveblog/2024/2/29/israels-war-on-gaza-live-mass-killing-of-children-in-slow-motion-ngo