ضعف الاقتصاد وتنامي الاحتجاجات في الأراضي المحتلة
تتزايد هذه الأيام الاحتجاجات في فلسطين المحتلة ضد النظام الصهيوني وحكومة نتنياهو يوما بعد يوم. أحد أسباب هذه الاحتجاجات هو الضغط الاقتصادي والفقر الذي يعاني منه سكان الأراضي المحتلة.
كشف مسح أجراه الهستدروت (اتحاد العمال) عن نتائج مقلقة حول الوضع الاقتصادي للمواطنين الإسرائيليين. وجاء في التقرير المُعَد للإستبيان "اتضح أن تكلفة المعيشة تثقل كاهلنا، حيث يبحث معظمنا عن دخل إضافي، وقد قاطع غالبية الإسرائيليين منتجًا مرة واحدة على الأقل بسبب زيادة الأسعار".
وجاءت الإجابات على الشكل التالي:
• أجاب 28٪ من المشاركين في الاستطلاع بأنهم تخلوا عن العلاج الطبي مرة واحدة على الأقل بسبب التكلفة العالية.
• أجاب 69٪ من المشاركين في الاستطلاع أن الضغط النفسي لديهم قد ازداد بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
• أجاب 33٪ من المشاركين أنهم بدأوا في تلقي الدعم المالي من الأقارب / الأصدقاء / جمعيات المساعدة / وزارة الرفاه / البلدية.
• أجاب 61٪ من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يبحثون عن وظيفة أخرى مع وظيفتهم العادية أو يبحثون عن وظيفة جديدة كلياً.
• أجاب 60٪ من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يمتنعون عن شراء منتجات وخدمات أكثر من ذي قبل.
• أجاب 25٪ من المشاركين في الاستطلاع بأنهم لا يستطيعون ادخار رواتبهم الشهرية.
• أجاب 36٪ من المشاركين في الاستطلاع بأنهم لا يملكون مدخرات يمكنهم استخدامها لتغطية نفقات غير متوقعة.[1]
وفقًا لإسرائيل هيوم وعلى أساس تقرير إدارة التأمين الوطني لعام 2021 ، تأتي إسرائيل في ذيل قائمة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وثانيها من الأسفل بعد كوستاريكا. لذلك في عام 2021 ازداد عدد الفقراء في إسرائيل وكانت الزيادة الأكبر تشمل كبار السن.
في عام 2021 تم الإعلان عن مستوى خط الفقر عند 2849 شيكل (834 دولارًا) للفرد و 5698 شيكل (1668 دولارًا) شهريًا لكل زوجين. يُعتبر الزوجان اللذان لديهما طفلان فقراء إذا كان دخلهما أقل من 9117 شيكل (2669 دولارًا) شهريًا والزوجان اللذان لديهما أربعة أطفال يعتبران فقراء إذا كان دخلهما أقل من 12108 شيكل (3544 دولارًا أمريكيًا) في الشهر.
ازداد عمق مستوى الفقر (أي الفرق بين دخل الأسرة وخط الفقر) من 38.7٪ في عام 2020 إلى 39.4٪ في عام 2021. لذلك فإن 21٪ من العائلات في إسرائيل كانت تعيش تحت خط الفقر في عام 2021 مقارنة بـ 20.5٪ في عام 2020م
تم تسجيل أعلى زيادة في معدل الفقر بين كبار السن والتي حدثت على ما يبدو نتيجة إيقاف المنح في عام 2020 وبسبب انخفاض مشاركة هذه الفئة من الناس في سوق العمل وصعوبة العودة إلى العمل بعد فرض قيود خاصة بسبب كورونا.
من حيث التوزيع الجغرافي يبدو أن الفقراء موجودون في محيط القدس وفي الطوائف الأرثوذكسية والعربية المتطرفة. لذلك فإن 38.7٪ من عائلات بيت المقدس و 32٪ من عائلات بني براك و 44٪ من عائلات مدينة رهط هم فقراء. لكن أفادت التقارير أن أفقر المدن التي يزيد عدد سكانها عن 80 ألف نسمة هي موديعين عيليت تليها بيت شمش.[2]
في الواقع كما كان متوقعا قبل بدء عمل نتنياهو ستتزايد عملية الاحتجاجات ضد سلوك حكومته. وهذه الاحتجاجات لها أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية مختلفة. والتي طرحت في هذا المقال من وجهة نظر اقتصادية. يبدو أن وجود أكثر من 100 ألف متظاهر يظهر أن نتنياهو يواجه تحديًا في إقناع الرأي العام وكذلك الكنيست لإيجاد الإصلاحات. المهم أن هذه الإصلاحات تؤثر بشكل مباشر على الحياة الشخصية والاجتماعية للمواطنين، وبالتالي يعرف الناس أن أهميتها لا تقل عن وضعية الاقتصاد والتضخم.
حکیمه زعیم باشی