سفر ماكرون إلى الصين ؛ سعيٌ من أجل السلام أم الربح؟

مارس 2, 2023 - 07:22
 سفر ماكرون إلى الصين ؛ سعيٌ من أجل السلام أم الربح؟

     بعد انتشار خبر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين أوائل أبريل، أفادت وكالة فرانس برس بعد فتور العلاقات بين البلدين بسبب انتشار وباء كورونا وكذلك التوترات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، أعلن مسؤولون فرنسيون أنه حان الوقت الآن "للانخراط وإعادة العلاقات مع الصين" لإقناع بكين بالمساعدة في إحلال السلام في الصراع الروسي الأوكراني.[1] وفي هذا الشأن وبحسب وكالة رويترز للأنباء سيطلب ماكرون من الصين التي لها تحالف وثيق مع موسكو عدم تسليم أي أسلحة لروسيا خلال هذه الزيارة، وسيحاول الحصول على مساعدة من الصين لإنهاء الحملة الروسية على أوكرانيا.[2]

وبحسب قصر الإليزيه فإن مخطط زيارة ماكرون للصين هو في أوائل أبريل، لكن الرئيس الصيني شي جين بينغ وإيمانويل ماكرون في نوفمبر الماضي أجريا محادثة مع بعضهما البعض على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا خلال أول اجتماع لهما منذ ثلاث سنوات. وقدم ماكرون طلبًا لعقد اجتماع مباشر مع الرئيس الصيني وكان هذا دليل على جهود فرنسا لتحسين العلاقات بين الجانبين.[3]ومع ذلك يعتقد الخبراء أنه في المرحلة الحالية لن يكون هدف إيمانويل ماكرون من زيارة الصين مجرد أهداف سلمية لأوكرانيا والعالم، وسوف يسعى ماكرون لتحقيق المزيد من الأهداف الخاصة بعد هذه الرحلة.

لأنه وفقًا للعديد من الخبراء كانت الصين مهتمة جدًا بتعزيز العلاقات مع روسيا في السنوات الماضية، ولسنوات عديدة تعتبر بكين موسكو شريكًا مهماً لمقاومة الضغوط الاستراتيجية والسياسية للولايات المتحدة.[4]بالإضافة إلى ذلك أصبحت روسيا مصدرًا للطاقة لجمهورية الصين الشعبية وفي الوقت نفسه، ستكون روسيا حاجزًا قويًا أمام نفوذ الناتو في الشرق، وهذا أحد الأهداف الرئيسية لدعم بكين الاستراتيجي لموسكو. والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدرك تمامًا هذه القضايا ، ويمكن توقع أن يزور ماكرون الصين بحجة طلب المساعدة لإنهاء هجوم روسيا على أوكرانيا وإصلاح الثغرات الناتجة عن التوترات مع الصين في السنوات الأخيرة حيث سيطلب المساعدة من الصين للتغلب على الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا وأوروبا منذ فترة طويلة. وهنا يشير إلى أن الأوروبيين ارتبكوا عمليًا في المواجهة الاقتصادية والسياسية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية لفترة طويلة، ومن وقت لآخر يسعون لتحقيق مكاسب للخروج من هذه الأزمة بمثل هذه المساعي والجهود فيما بينهم.

جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في لقائه الأخير مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي أنه لا ينبغي لروسيا أن تنتصر في هذه الحرب وأكد أن كييف ستحصل على المساعدة الفرنسية طالما كان ذلك ضروريًا لمواصلة المعركة.[5] لذلك يمكن أن نفهم بوضوح أنه على المدى القصير على الأقل، لا يبحث ماكرون عن نهاية الأزمة وإرساء السلام في أوكرانيا ومن الناحية العملية فإنه يسعى لتحقيق مكاسب خاصة له عن طريق هذه المساعي وسوف يكون ساذجًا للغاية في حال كان لدى ماكرون فرصة للقاء نظيره الصيني القوي، أن يقضي وقته في بحث حل للأزمة التي كان له دور مباشر في استمرارها وهي أيضًا من بين أكبر المشكلات التي تواجه ماكرون.

في النهاية تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الصينية قد كشفت سابقًا عن خطتها المؤلفة من 12 بند للسلام في أوكرانيا والتي تتضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العقوبات الغربية ضد روسيا. وكانت قد شددت الصين في هذه الخطة على بدء محادثات السلام بين موسكو وكييف و وقف إطلاق النار وإنهاء العقوبات الغربية ضد روسيا واتخاذ إجراءات لضمان أمن المنشآت النووية وإنشاء معابر إنسانية لمغادرة المدنيين وخطوات لضمان تصدير الحبوب و قد أعلنت عن مساعيها لحل النزاعات مراراً في السابق.

 محمد صالح قربانی


[1] https://www.rfi.fr/en/france/20230225-macron-to-visit-china-in-early-april-calls-for-beijing-pressure-on-moscow

[2] https://www.reuters.com/world/frances-macron-says-he-will-visit-china-april-2023-02-25/

[3] https://www.aa.com.tr/fa/%D8%AC%D9%87%D8%A7%D9%86/%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%A7%DB%8C-%DA%86%DB%8C%D9%86-%D9%88-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%87-%D8%AF%D8%B1-%D8%AD%D8%A7%D8%B4%DB%8C%D9%87-%D8%A7%D8%AC%D9%84%D8%A7%D8%B3-%DA%AF%D8%B1%D9%88%D9%87-20-/2738101

[4] https://scmp.com/comment/opinion/article/3205096/chinas-subtle-change-stance-russias-invasion-ukraine-should-not-go-unnoticed

[5] https://www.france24.com/en/europe/20230208-live-russia-intensifies-winter-assault-as-ukraine-braces-for-new-offensive