بايدن يتدخل لإنقاذ الكيان الصهيوني
لم يحصل في تاريخ البيت الأبيض وتاريخ رؤساء الولايات المتحدة ان قام رئيس من رؤسائها بالادلاء بموقف يتعلق بسياسة داخلية في بلد ما سواء كان صديقا او عدوا للولايات المتحدة .
وبشكل خاص نقول لم تجري العادة اطلاقا على ان يقوم رئيس من رؤساء الولايات المتحدة بابداء ملاحظات او نصائح او تعليمات لبرلمانات لدول صديقة كالبرلمان الأوروبي والبرلمانات البريطانية والفرنسية والألمانية الخ كانت دائما قضايا الداخل في تلك الدول الحليفة هي قضايا داخلية ولا يتعاطى البيت الأبيض مع حلفائه الا بالقضايا المتعلقة بامن المجموع او مصلحة المجموع او مصلحة الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقاتها الثنائية او الجماعية مع حلفائها .
لكن بايدن تحرك هذه المرة وهي ثاني مرة يتحرك بها في الشرق الأوسط لحماية إسرائيل فقد تحرك في المرة الأولى لتحقيق وقف لاطلاق النار بالاعتماد على مصر والاعتماد على حلفائه العرب وعلاقة مصر ببعض الفصائل الفلسطينية للضغط من اجل وقف لاطلاق النار مقابل وعود سياسية عديدة تتعلق بالقدس والشيخ جراح والمسجد الأقصى …
بطبيعة الحال كان هذا التدخل لصالح إسرائيل وصالح وقف المعارك التي بدات تمتد وتتصاعد لتشمل كل المناطق الفلسطينية نجح بايدن في تحقيق وقف لاطلاق النار لمصلحة إسرائيل بعد ان اتصل اكثر من 17 مرة برئيس حكومة إسرائيل من اجل وقف اطلاق النار كان يدافع عن مصلحة إسرائيل كمن يدافع عن مصلحة طفل يمسك بخنجر ليطعن نفسه به كان يريد انقاذ الطفل من طعن نفسه بخنجر وذلك لوقف اطلاق النار التي كانت سترتد على امن إسرائيل بشكل عام وشكل يضر بمستقبل إسرائيل انقذها بايدن بتدخله واليوم يتدخل بايدن أيضا لإنقاذ إسرائيل وخداع الفلسطينيين ودائما خدمة إسرائيل التي يقوم يها بايدن لها طريق أساسي على حافتيه طريقين جانبيين لكن الطريق الأساسي هو خداع السلطة الفلسطينية وخداع الشعب الفلسطيني وجانبيا خداع الرأي العام الأمريكي والرأي العام الإسرائيلي وحتى نستدل على هذا لا ناخذ الا مثلا واحدا مع ان هنالك لائحة طويلة من الأمثلة التي يمكن ان نسوقها لبرهنة وقوف بايدن كليا لحماية إسرائيل ، في تعليق خاص وتوصية خاصة قام بايدن بتوجيه رسالة قصيرة للمشرعين الإسرائيليين والسياسيين الإسرائيليين وكل من ينشط في إسرائيل سياسيا او نقابيا او حزبيا ولا شك ان كلامه كان موجها للعسكريين والسياسيين بشكل مشترك ولكن في اطار خادع للرأي العام الفلسطيني والرأي العام الأميركي بشكل عام قال الرئيس بايدن في رسالته ان الديمقراطية الامريكية والديمقراطية الإسرائيلية تفتخر بما لديها من تاريخ يمثله الأساس الذي تقوم عليه تلك الديمقراطية وهي تاييد الأغلبية الكبيرة للشعب لهذا المنهج الديمقراطي وهذا المنهج الديمقراطي يحفظه قضاء مستقل وتشريع منتخب من الشعب وحكومة منتخبة من التشريع الذي اختاره الشعب أي ان الأغلبية يجب ان تكون مساندة للقانون وللتشريع حتى تصبح الديمقراطية متكاملة وتقف على ارض صلبة كان يقول للاسرائيليين ان ما يجري الآن من تعديل او اقتراح بتعديل القضاء والقوانين لا يستند الى تأييد الغالبية العظمى من الإسرائيليين وهو لذلك ليس أساسا متينا لديمقراطية إسرائيل التي يفتخر بها بايدن ويفتخر بها الإسرائيليون وعندما يتحدث بايدن عن الأساس المتين للأغلبية الكبيرة للاسرائيليين يعني بذلك أساس متين بين الحكومة الحالية وما تمثله من أحزاب وغئات سياسية والمعارضة التي تقف ضد برنامج الحكومة للتعديلات في النظام القضائي ولبنود أخرى في برنامجها التوسعي .
اذن بايدن يقصد ان الديمقراطية الإسرائيلية هي الديمقراطية التي تحوز على تأييد الغالبية للمعارضة الحالية والحكومة الحالية أي لليهود المتطرفين واليهود الأكثر تطرفا وهذه ليست ديمقراطية انها العنصرية اليهودية الديمقراطية بمعنى المساواة والقضاء العادل هي فقط حكر على اليهود من مواطني دولة إسرائيل وليس على الآخرين الاخرون لا يحق لهم ان يكونوا متساوين مع اليهود فاليهود هم الزبدة هم المختارين وهذا يعني ان بايدن يؤيد العنصرية اليهودية القائمة في إسرائيل .
لا محالة …
فلا يوجد في إسرائيل ديمقراطية حقيقية لان الديمقراطية في إسرائيل هي حكر على اليهود فقط وسكان إسرائيل ليسوا من اليهود فقط سكان إسرائيل من اليهود والمسيحيين والمسلمين وكذلك الدروز لان إسرائيل تعتبرهم دينا منفصلا هنالك اديان أخرى والمواطن الذي ينتمي لهذه الديانة لا يتمتع بنفس الميزات الديمقراطية التي يتمتع بها اليهودي فالديمقراطية في إسرائيل هي حكر لليهود وهي لذلك عنصرية وليست ديمقراطية الحرية للعنصرية اليهودية هي ما يجري ويسود في إسرائيل وليس الديمقراطية الصلبة التي تقوم على ارض صلبة لان الأغلبية العظمى تؤيدها وتساندها نعم الأغلبية العظمى من اليهود تساند التشريعات التي يقرها الكنيست ولكن هذا لا يعني ان هذه هي الأغلبية العظمى فهنالك نظام الابرتايد الذي يفرق عنصريا بين اليهود وغير اليهود ويميز اليهود بانهم مختارين وانهم اسياد وان الباقين يسمح بقتلهم او ذبحهم او استعبادهم لليهود الذين يمثلون جنسا ارقى عنصريا وجنسا ارقى دينيا لذلك كلام بايدن حتى في النصيحة التي وجهها للاسرائيليين كلام فيه كثير من الكذب والتشويه فالديمقراطية في إسرائيل ليست ديمقراطية كما هي في الولايات المتحدة ففي الولايات المتحدة بغض النظر عن أصول الأمريكي سواء كانت أصول هندية او المانية او بريطانية او افريقية بغض النظر عن هذه الأصول الأمريكي هو امريكي وقانونيا الأمريكي له نفس الحقوق التي يتمتع بها امريكي آخر بطبيعة الحال هنالك ممارسات عنصرية تقوم بها عناصر منشقة عن القانون الأمريكي وتمارس ضده وتمارس ضد الحقوق المتساوية التي نص عليها الدستور الأميركي هذه مخالفات للدستور مخالفات للقاعدة العامة مخالفات للديمقراطية الحقيقية التي تساوي بين المواطن والآخربغض النظر عن جذوره وانتمائه سواء كعنصر او ديانة او كلون ،
من هنا فان محاولة إيجاد فريق لتسوية الأمور مع هذه الحكومة العنصرية التي كان تعليقه بالنفير على انتقاد البيت الأبيض لقرار انشاء عشرة آلاف وحدة سكنية كان تعليقه بكل بساطة هذه تسعة مستوطنات فقط ولدينا لائحة بالكثير الكثير وسنقوم بذلك أي ان رأي الولايات المتحدة ليس مهما كانت تلع إهانة موجهة للبيت الأبيض لم يسمع عليها رد او تعليق من البيت الأبيض برنامج بن غفير هو برنامج نتنياهو حتى تكون الأمور واضحة لا يوجد برنامج لبن غفير البرنامج هو برنامج نتنياهو والذي عبر عنه منذ مجيئه للحلبة السياسية بعد ان تنازل عن جنسيته الامريكية واختار الجنسية الإسرائيلية ودعم من يهود أمريكا واغنيائها ليصبح رئيسا لوزراء إسرائيل ، لقد حللنا نتنياهو اكثر من مرة والفنا عنه كتابا كاملا وانه من النوع الاناني النرجسي الذي يعتقد انه هو الاذكى والامهر وان ما يقوله هو الصحيح وانه يحق له ان يكون ثريا كاصدقائه الأثرياء اليهود الأمريكيين وان يكون زعيما لانه امهر من الآخرين وان يكون قائدا لانه ابرع سياسيا من الآخرين وعقدة نتنياهو انه عسكريا اثبت انه فاشل مرة وراء مرة في كل العمليات الخاصة التي امر بها فشل فشلا ذريعا وهكذا اذا قرر نتنياهو ان يجر الأمور نحو حرب خارج الحدود من اجل الهاء الإسرائيليين عن التناقض الداخلي التناقض الذي يكاد يفجر المجتمع الإسرائيلي فانه سيقع في فخ طالما نصبه للآخرين ووقع هو في الفخ العسكري ولكن لا نعتقد انه سيلجأ لذلك بل ستتناقض الأمور وتتصاعد داخل المجتمع الإسرائيلي وسياتي بايدن أيضا في محاولة للضغط على الفلسطينيين من اجل إرضاء الإسرائيليين مرة أخرى باطار تبدو فيه الأمور انه يعطي الفلسطينيين بعضا من حقوقهم ونحن نقول لم نعد أطفالا في السياسة ولا بد لنا من ان نطبق على انفسنا امثالا نعرفها عن ظهر غيب فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فكيف اذا لدغ ثلاث مرات من نفس الجحر كيف يسمح لنفسه لان يلدغ مرة أخرى الآن هو الوقت المناسب لتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال في كل مكان وراء العدو في كل مكان هذا هو الخط الوحيد الذي يجب ان تصعد الأمور باتجاهه وان يعرف بن غفير ان الشعب الفلسطيني لا يمكن اقتلاعه وان القضية ليست جواز سفر تعطيه إسرائيل او جواز تعتبره إقامة إقامة الفلسطيني في ارضه هذه ارضنا ويجب ان يفهم كل الإسرائيلي سواء كان مستوطنا او يعد نفسه إسرائيليا أساسيا او او إسرائيليا قديما كلهم مستوطنين على ارض فلسطينية والسلام لا يمكن ان يقوم الا بدولة يتساوى فيها الجميع بغض النظر عن انتمائهم الديني والطائفي دولة فلسطينية ديمقراطية حق الفلسطيني فيها أولا بغض النظر عن ديانته مسلما كان ام مسيحيا او يهوديا دولة فلسطين الديمقراطية هي الحل الوحيد الذي يمكن ان نقاتل لإزالة العنصرية واجتثاثها اجتثاثا كاملا وهي الصهيونية من ارضنا المقدسة وبعدها تماما كما فعل اجدادنا من أراد ان يكون فلسطينيا وينتمي لديانة غير إسلامية اهلا وسهلا فهذه الأرض مفتوحة لكل الناس مفتوحة لكل فلسطيني بغض النظر عن انتمائه الديني مسلما كان ام مسيحيا ام يهوديا .
بسام أبو شريف