الكيان الصهيوني يشهد تراجعاً في عدد المهاجرين

باعتباره كيان وهمي وغير شرعي، يحاول النظام الصهيوني دائماً ترسيخ شرعيته وتثبيت وجوده، وبهذه الطريقة يحاول إحكام سيادته على فلسطين المحتلة. على مدار السبعين عامًا الماضية، سعى النظام الصهيوني دائمًا إلى جذب المهاجرين واليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة من أجل تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة.

اکتوبر 14, 2023 - 12:25
الكيان الصهيوني يشهد تراجعاً في عدد المهاجرين
إسرائيل تشهد تراجعاً في عدد المهاجرين

باعتباره كيان وهمي وغير شرعي، يحاول النظام الصهيوني دائماً ترسيخ شرعيته وتثبيت وجوده، وبهذه الطريقة يحاول إحكام سيادته على فلسطين المحتلة. على مدار السبعين عامًا الماضية، سعى النظام الصهيوني دائمًا إلى جذب المهاجرين واليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة من أجل تغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة.

ولذلك فإن زيادة عدد السكان الصهاينة الذين يعيشون في فلسطين المحتلة كان دائما أحد أهم وأبرز الأهداف لمخططي وصناع القرار في النظام الصهيوني. وقد حاول الصهاينة الدفع بهذه القضية ببرامج وخطط مختلفة. ويقول رئيس الوكالة اليهودية اللواء دورون ألموغ فيما يتعلق بأهمية جذب مهاجرين جدد إلى النظام الصهيوني: "المهاجرون الجدد يقوّون إسرائيل ويشكلون ركيزة مهمة جدا في بنائها وقوتها".

وبحسب آخر الإحصائيات، يبلغ عدد سكان فلسطين المحتلة حالياً 9.7 مليون نسمة. ومن هذا العدد، 2 مليون شخص عربي و7 ملايين صهيوني يعيشون في فلسطين المحتلة.

لكن الآن يواجه الصهاينة مشكلة جدية في هذا الخصوص، وبحسب تقارير إعلامية عبرية، منذ بداية عام 2023 انخفضت عملية الهجرة من الدول الغربية إلى الأراضي المحتلة بشكل ملحوظ.

ووفقا لبيانات وزارة الهجرة في الكيان الصهيوني، فقد انخفضت في عام 2022 إحصاءات الهجرة من معظم الدول الغربية بنسبة 30% مقارنة بعام 2021. وبحسب عوديد فورير، ممثل كنيست النظام الصهيوني ورئيس لجنة الهجرة في النظام الصهيوني، فإن إسرائيل قد واجهت تحديًا غير طبيعي.

وكتب موقع هآرتس الصهيوني في هذا السياق: انخفض عدد المهاجرين من الدول الغربية إلى إسرائيل بشكل حاد منذ بداية عام 2023. ووفقا لبيانات الوكالة اليهودية، منذ الربع الأول من هذا العام، انخفض عدد الأوكرانيين الذين انتقلوا إلى إسرائيل بنسبة 87 بالمائة - بسبب الحرب في البلاد.

كما انخفضت أيضًا الهجرة من أمريكا وفرنسا. وفي تقريره عن انخفاض عدد المهاجرين، كتب موقع واي نت: انخفاض بنسبة 60% في عدد المهاجرين من فرنسا. وفي النصف الأول من العام، هاجر 700 مهاجر فقط من فرنسا إلى إسرائيل. وبحسب الموقع، فإن الانخفاض الحاد في عدد المهاجرين من فرنسا والدول الغربية دفع وزارة الهجرة إلى اتخاذ إجراءات لتشجيع أولئك الذين كانوا مهتمين في السابق بالقدوم إلى إسرائيل.

والقضية حيوية بالنسبة للصهاينة لدرجة أنه بحسب موقع واي نت فإن وزارة الهجرة ترسل هذه الأيام مبعوثين من الوكالة اليهودية إلى منازل الراغبين في الهجرة إلى إسرائيل لمحاولة إقناعهم بالبدء في عملية الهجرة إلى الأراضي المحتلة.

وهنا يطرح السؤال، ما سبب هذا الانخفاض الكبير في الهجرة إلى الأراضي المحتلة هذا العام والعام الماضي؟

وبالطبع من أهم هذه القضايا هي المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها النظام الصهيوني، والتي تجعل المهاجرين غير مهتمين بالهجرة إلى الأراضي المحتلة. ومن بين هذه العوامل تدهور الوضع الاقتصادي، وانتشار الإضرابات العمالية، وارتفاع أسعار الفائدة المصرفية للمرة التاسعة في أقل من عام، وزيادة هروب رؤوس الأموال بمقدار عشرة أضعاف. ويعتقد معارضو حكومة نتنياهو ومنتقدوها أنها قد تصبح أسوأ مما هي عليه الآن.

قبل بضعة أشهر، كتب وزير المالية السابق للكيان الصهيوني على صفحته الرسمية على تويتر: "إسرائيل على حافة أزمة اقتصادية لم تشهدها من قبل. وأكد أن مجلس الوزراء الإسرائيلي يحاول إخفاء هذه القضية عن الإسرائيليين. وأضاف أن "نتنياهو وأعضاء حكومته يعرفون الحقيقة، ولا يرغب أي من الطرفين في قبول أكاذيبهم، مما يظهر أن إسرائيل على شفا أزمة اقتصادية غير مسبوقة". وفي الواقع يمكن القول إن المهاجرين لا يرون مستقبلاً اقتصادياً مشرقاً في الأراضي المحتلة.

والمسألة الأخرى هي تدهور الوضع السياسي في الأراضي المحتلة. منذ تشكيل حكومة نتنياهو اليمينية وتصرفات أعضاء مجلس الوزراء في حكومة نتنياهو، واجهت الأراضي المحتلة العديد من التحديات السياسية، التي أضرت أيضًا باقتصاد النظام الصهيوني. كما أفاد موقع "واللا" الصهيوني في هذا السياق أن خبراء اقتصاديين صهاينة يعتقدون أن هجرة الأدمغة وخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل وهروب الاستثمارات الأجنبية ستكون أولى العواقب لتصرفات أعضاء حكومة نتنياهو.

والحقيقة أن مسألة الإصلاحات القضائية وعواقبها شكلت أزمة كبيرة بالنسبة للكيان الصهيوني لدرجة أنها سببت مشاكل وصراعات للصهاينة ليس فقط في مجال القضايا الاجتماعية والسياسية، بل أيضا في مجال القضايا الاقتصادية والعسكرية. إن وجود حكومة يمينية متطرفة، والتي هي سبب مثل هذه المشاكل، هو بالتأكيد أحد الأسباب المهمة الأخرى لتقليل الهجرة إلى الأراضي المحتلة، بل وعكس الهجرة من فلسطين المحتلة إلى خارجها.

الیاس مهدوی

 

https://www.haaretz.co.il/news/politics/2023-07-19/ty-article/.premium/00000189-6cb1-d7ac-ab8b-ffb3cd2b0000

https://main.knesset.gov.il/news/pressreleases/pages/press09.01.23p.aspx

https://www.haaretz.co.il/news/education/2023-05-09/ty-article/.premium/00000187-faa4-d78f-a5d7-fbe7043d0000

https://www.ynet.co.il/judaism/article/ryipdkma2

https://www.israelhayom.co.il/news/local/article/14605157

https://www.tasnimnews.com/fa/news/1401/11/06/2843266/

https://www.irna.ir/news/85093759