استقبال أمريكي مميز لرئيس إيران

في الأسبوع الماضي، ركزت جميع التقارير الإعلامية على المستوى الإقليمي حول الموضوع النووي والاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ولكن بعيدا عن الضجيج الإعلامي الذي خلقته وسائل الإعلام الغربية للتأثير على السياسة الخارجية لإيران، تم من خلال السياسة الحقيقية لإيران ونظام السياسة الإيرانية وضع خطط متماسكة لجعل الاقتصاد والسياسة الخارجية غير مشروطة. ومن أهم الخطط التي تم الإعلان عنها زيارة الرئيس الإيراني لثلاث دول مهمة، فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. هذه الدول الثلاث هي من بين أهم الدول في الأمريكتين، والتي لطالما كانت لها علاقة جيدة مع إيران، وفي السياسات المعلنة للسيد ريسي خلال الانتخابات، تم الإعلان عن توسيع العلاقات مع الدول المجاورة والأصدقاء الإقليميين قدر الإمكان.

النقطة المشتركة بين الدول المعنية هي تناقضها ومعارضتها للسياسات الأحادية للولايات المتحدة على الصعيد العالمي ، وهذه النقطة المشتركة يمكن أن تكون العنوان الرئيسي لتعاون إيران المكثف مع هذه الدول. إن معرفة وسائل الإعلام الغربية بالزيارة أغضبت الدول الغربية بطريقة ما لأن تقارب إيران من عزلة هذه الدول في هذه المنطقة أمر مزعج بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية 1.

الآن وبعد هذه المقدمة سوف نطلعُ على أهمية وسبب زيارة الرئيس الإيراني لدول أمريكا اللاتينية، وتفاصيل تقارب إيران مع هذه البلدان.

حافظت فنزويلا على علاقات وثيقة للغاية مع إيران منذ رئاسة تشافيز، وفي أعقاب ذلك  دخل مادورو مرحلة حرجة من الضغط الغربي لتحدي الرئيس الشرعي للبلاد، ولن تنسى سلطات كاراكاس أبدا مساعدة إيران في تحقيق الاستقرار في البلاد 2.

بالنسبة لإيران تعني العلاقات مع فنزويلا التحايل على العقوبات الغربية غير القانونية وتلبية احتياجات المستهلكين. تنفق إيران الكثير من الأموال سنويا على استيراد المواد الخام والمواد الغذائية، بما في ذلك القمح والشعير ، واقترحت كاراكاس العام الماضي زراعة الأراضي التي تقع خارج حدود طهران لتخفيف البلاد من مشاكل الاستيراد المستمرة وتمويل تكاليفها الباهظة، وبسبب حساسية القضية بالنسبة لإيران، بدأت دراستها في البلاد 3. مصلحة أخرى لفنزويلا هي استخدام الخبرة العسكرية لطهران خاصة في مجال الطائرات بدون طيار 4 ، التي أصبحت مشهورة عالميا بعد الحرب الأوكرانية الروسية. نظرا لقرب دول المنطقة من الولايات المتحدة ، فإن أي تعاون عسكري بين هذه الدول وإيران يعتبر ذا حساسية كبيرة تجاه حكومة الولايات المتحدة. نظرا للعضوية الخاصة والمكانة الخاصة لبلدي إيران وفنزويلا في أوبك، فإن التعاون في مجال الطاقة وبناء مصافي تكرير مشتركة للبلدين أمر مرغوب فيه للغاية وسيجلب قيمة مضافة جيدة للبلدين.

كوبا هي واحدة من الدول القريبة جدا من إيران من حيث تقارب الخطابات. كوبا من أوائل الدول التي دخلت مسار الصداقة مع الإيرانيين بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وسافر قادتها إلى طهران. أثبتت البلاد حسن نيتها مرارا وتكرارا في حرب العراق المفروضة ضد إيران. إن التعاون الوثيق بين البلدين هو رسالة ذات مغزى لواشنطن، نظرا لقرب كوبا من الساحل الشرقي للولايات المتحدة. في الأسابيع الأخيرة تسبب الجدل في وسائل الإعلام الغربية حول إنشاء قاعدة التجسس الصينية في كوبا (5) لعدة سنوات في الكثير من الضجيج، والآن مع زيارة الرئيس الإيراني سيتم توسيع هامش القلق أكثر من أي وقت مضى لأن الجبهة الشرقية تتقدم إلى الغرب بكل معنى الكلمة ويتم إنشاء المزيد من القواعد في نصف الكرة الغربي لهذه الجبهة. كما إن العلاقات العسكرية والطبية والطاقة هي محط إهتمام كلا الطرفين.

نيكاراغوا: حظيت قضية توسيع علاقات إيران مع دول أمريكا اللاتينية بالأولوية في السياسة الخارجية والدبلوماسية الاقتصادية لإيران بسبب نهج الحكومة الثالثة عشرة في الاهتمام بقدرات دول هذه المنطقة في الوضع الحالي. نيكاراغوا هي واحدة من أهم الدول التي تركز عليها إيران أيضاً.

تتطلع طهران إلى زيادة عدد أصدقائها لمواجهة العقوبات ضد المجتمع الغربي، وخاصة الولايات المتحدة ، كما أن علاقات إيران الثنائية مع دول أمريكا اللاتينية تفتح بطبيعة الحال الطريق لمواجهة تأثير العقوبات الدولية وتنويع أدوات الصمود لدى إيران. العلاقات في مجال الطاقة والجيش تهم الطرفين 6 ، والتي ستكون بالتأكيد ذات أهمية بسبب وجود مسؤولين عسكريين و وخبراء الطاقة الإيرانيين في هذه الرحلة . وبما أن دولاً مثل نيكاراغوا و إيران، قد استهدفتها العقوبات الأمريكية 7، فإن الأمر يزيد من أهمية الاتحاد بين إيران وهذا البلد لتحييد العقوبات.

في العصر الحالي ، يعد تعزيز العلاقات السياسية والدبلوماسية مطلبا أساسيا لأي بلد. من خلال فهم هذا المطلب وبالنظر إلى سياسة إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات الشاملة مع أصدقائها الإقليميين والدوليين ، تحاول إيران أيضا متابعة الاتفاقات السابقة على نطاق واسع وتعزيز العلاقات مع هذه الدول، والتي من ناحية يمكن أن تكون حاجزاً ضد العقوبات المفروضة على إيران ومن ناحية أخرى، اختراق لحاجز سياسة العزلة الغربية تجاه إيران.

 امیرعلی یگانه

1.https://thehill.com/opinion/national-security/4043440-latin-americas-tyrants-open-their-arms-to-iran/ 

2.https://www.csis.org/analysis/fabulous-five-how-foreign-actors-prop-maduro-regime-venezuela

3. https://www.farmlandgrab.org/cat/show/222

4.https://www.mei.edu/publications/iran-venezuela-relations-presidents-postures-and-pressures

5.https://apnews.com/article/china-cuba-spy-base-us-intelligence-0f655b577ae4141bdbeabc35d628b18f

6. http://www.yjc.ir/00ZIj2

7. https://irna.ir/xjKQJQ