أفريقيا ليست من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن !
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، قررت الدول المنتصرة في هذه الحرب إنشاء منظمة دولية لمناقشة مختلف القضايا الدولية والتعامل بشأنها. وعليه فقد تم النظر في إنشاء منظمة الأمم المتحدة وإيجاد آلية لها تتناسب مع تلك المرحلة.
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، قررت الدول المنتصرة في هذه الحرب إنشاء منظمة دولية لمناقشة مختلف القضايا الدولية والتعامل بشأنها. وعليه فقد تم النظر في إنشاء منظمة الأمم المتحدة وإيجاد آلية لها تتناسب مع تلك المرحلة.
أهم هيئة في الأمم المتحدة هو مجلس الأمن. يتألف هذا المجلس، الذي تتمثل مسؤوليته الرئيسية في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، من 15 عضوًا، منهم الولايات المتحدة وإنجلترا والصين وروسيا وفرنسا كأعضاء دائمين ويتم انتخاب الأعضاء العشرة الآخرين لمدة عامين. [1]
ضرورة إعادة النظر في هيكلية مجلس الأمن
يعرف العالم حاليا بأنه ثنائي القطب، وهو ما سببته الحرب الباردة، فضلا عن حدوث أزمات في العقود الأخيرة، مثل الحرب التي فرضتها إيران، والحرب في سورية، والحرب في أفغانستان، والحرب في اليمن، الحرب في كاراباخ، والأزمة في ليبيا، والأزمة في العراق، والأحادية في شكل بناء تحالف أو فرض عقوبات خارج الحدود الإقليمية، فضلاً عن قضية فلسطين التي طال أمدها واحتلال النظام الصهيوني، أظهرت أن التركيبة الحالية وأداء مجلس الأمن ليسوا فعالين لأن الدول الأعضاء في هذا المجلس تسعى في المقام الأول إلى تحقيق مصالحها الوطنية في الآليات الدولية ومن ثم مصالح حلفائها، وهذا ما جعل الحاجة إلى مراجعة هيكلية مجلس الأمن لتصبح ذات أهمية خاصة. [2]
جهود أفريقيا للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن
تتمتع قارة أفريقيا بأعلى نسبة تمثيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنسبة 28%، ولكن نظراً لعدم وجود عضو دائم فيها، فإنها لا تستطيع التعليق على أي من القضايا المتعلقة بهذه القارة في مجلس الأمن، وهذه القضية تشكل تحديات بالنسبة للبلدان الإفريقية. إن حقيقة عدم حصول أي من الدول الأفريقية الـ 54 على عضوية دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد تعرضت لانتقادات من قبل زعماء القارة في معظم الأوقات، وبالتالي شهدت ضغوطًا متزايدة من الدول الأفريقية للانضمام إلى المقاعد الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. [3]
إن موقف الدول الأفريقية وتأكيدها هو أن هذه القارة تطالب بشكل مستقل بمقعدين دائمين وخمسة مقاعد غير دائمة من بين دول هذه القارة وتعتبر حق اختيار أصحاب هذه المقاعد حق لها.[4]
حقيقة أن الدول الأفريقية ليس لديها عضو دائم في مجلس الأمن هي مسألة انتقدها أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة. ومنذ وقت ليس ببعيد، انتقد غوتيريش عدم وجود أي دولة أفريقية من بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وذلك بنشر مقال على شبكة التواصل الاجتماعيX"" وكتب: "كيف يمكننا أن نقبل أن القارة الأفريقية لا تزال ليس لديها أي عضو دائم في مجلس الأمن؟" أو أعضاء في مجلس الأمن؟" ينبغي للمؤسسات أن تعكس حالة العالم كله اليوم، وليس العالم قبل 80 عاما. وسوف تكون القمة المقبلة في سبتمبر/أيلول فرصة للنظر في إصلاح الحوكمة العالمية وإعادة بناء الثقة».[5]
هل تنجح الجهود الرامية إلى الحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن؟
على الرغم من الجهود العديدة التي بذلت فيما يتعلق بضرورة إصلاح مجلس الأمن من أجل زيادة فعالية هذه المؤسسة، ولكن بسبب وجود خلافات عميقة بين المتنافسين الجيوسياسيين فيما يتعلق بتوسيع مجلس الأمن الدولي وكذلك أدائه، ولم يتم إحراز تقدم يذكر للتوصل إلى توافق في الآراء بين الأطراف ولم يتم التوصل إليه. إذا أراد أصحاب مقاعد مجلس الأمن الحاليين قبول مثل هذه التغييرات، فسوف يأخذون في الاعتبار مصالحهم الخاصة، ونتيجة لذلك، لن توافق الجهات الشرقية على دخول الحلفاء والمقربين من الجهات الغربية، والعكس صحيح. كما أن اتخاذ قرار عملي جدي في هذا المجال يتطلب أيضاً إجماعاً واسعاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن الطبيعي أنه إذا عارضت إحدى القوى العظمى بشكل جدي الخيارات المطروحة على الطاولة، فإن هذه الدول لديها الكثير من الحلفاء والأصدقاء والأتباع الذين لا يستطيعون معارضتها و لن تسمح تلك الدول أن تسير الأمور ضد إرادتهم.
[1] https://www.mehrnews.com/news/5890317
[2] https://www.irna.ir/news/84121219
[3] https://www.aa.com.tr/fa/2444315/
[4] https://fararu.com/fa/news/669362
[5] https://www.isna.ir/news/1402110100513