غزة فخر الأمة الإسلامية
أظهر الصراع المستمر الذي دام ستة عشر شهرًا بين النظام الصهيوني وشعب غزة المقاوم أن غزة ليست فقط جزءًا من فلسطين المحتلة بل هي أيضًا جزءٌ أساسيٌ من محور المقاومة.

أظهر الصراع المستمر الذي دام ستة عشر شهرًا بين النظام الصهيوني وشعب غزة المقاوم أن غزة ليست فقط جزءًا من فلسطين المحتلة بل هي أيضًا جزءٌ أساسيٌ من محور المقاومة. منذ بداية هذه الحرب وقف حزب الله في لبنان بكامل قوته وكذلك أنصار الله في اليمن جنبًا إلى جنب مع أهل غزة ضد النظام الإسرائيلي. والآن ينبغي أن يكون النظام الإسرائيلي قد أدرك خلال هذه الفترة أنه لم يستطع أن يهزم شعب غزة بل إن الشعب الفلسطيني في غزة يملك دعمًا قويًا في المنطقة ويمكن أن يهدد مصالح النظام الصهيوني لدرجة ويسبب له الخسائر في محيطه الإقليمي.(1)
الدعم اللا محدود من حزب الله
بعد يوم واحد من بدء معركة "طوفان الأقصى"، أي في 8 أكتوبر 2023 أعلن حزب الله تحت قيادة السيد حسن نصر الله رسميًا انه سينضم إلى هذه المعركة ضد الصهيونية.
منذ البداية كانت الظروف معقدة وصعبة حتى أن الذين كانوا يتابعون المشهد من الخارج استطاعوا إدراك هذا الأمر. ومع ذلك ما كان يجعل الوضع أكثر تعقيدًا هو أن حزب الله وسائر جبهات المقاومة لم يكونوا على علم بالعملية التي بدأت بها المقاومة الفلسطينية وتحولت إلى عاصفة كبيرة. ومع ذلك اتخذوا قرارهم بسرعة على الرغم من معرفتهم بأنهم سيضطرون لدفع ثمن باهظ. لكنهم لم يرغبوا في ترك الشعب الفلسطيني وحده.
إلى جانب الأبعاد الإنسانية والأخلاقية لمشاركة حزب الله في معركة "طوفان الأقصى" حقق حزب الله للبنان مجموعة من الإنجازات العسكرية الهامة سواء في جبهة دعم غزة أو في جبهة الحرب المباشرة مع الصهاينة على الحدود اللبنانية وداخل البلاد وقد شلت الحياة في شمال فلسطين المحتلة إلى درجة أنه حتى بعد وقف إطلاق النار لم يعد اللاجئون الصهاينة إلى تلك المنطقة بعد.
لذا فإن النتائج التي حققها حزب الله في معركة دعم غزة تشمل إثبات الموقف الأصيل والعملي لحزب الله في دعم فلسطين، ومنع هزيمة المقاومة في غزة ومنع القضية الفلسطينية من النسيان وإفشال المشروع التقليدي الأمريكي الإسرائيلي ضد المنطقة.
حماية وحدة الأمة
لو لم يكن حزب الله قد انضم إلى معركة دعم غزة وترك غزة وحدها لتمكن الأعداء من توفير ظروف ملائمة لخلق فتنة مذهبية جديدة في منطقة غرب آسيا وللإثارة بين الشيعة والسنة. لكن الشيعة في حزب الله بادروا سريعًا لمساعدة إخوانهم السنة في غزة في حين أن الأنظمة العربية التي تدعي دعم القضية الفلسطينية كانت تراقب جرائم إسرائيل في غزة.(2)
الدعم الخاص والعملي من أنصار الله وجيش اليمن من أجل غزة
لقد أدان قائد أنصار الله في اليمن في أول أيام الحرب التي شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة هذه الجرائم بشكل صريح، وحذر أنه في حال استمرار الجرائم ضد غزة سيتعين على اليمنيين استهداف الأراضي المحتلة في هجماتهم .(3) ومع وجود العقوبات الشديدة والحصار المفروض على اليمن، كانت أعمالهم مذهلة وأوجدت دعمًا هائلًا لمحور المقاومة. بشكل عام مرت جبهة دعم اليمن لغزة خلال هذه الفترة بخمس مراحل من تصعيد التوتر ضد النظام الإسرائيلي.
المرحلة الأولى: بدأت في 19 نوفمبر 2023 واستهدفت السفن المرتبطة بالنظام الصهيوني.
المرحلة الثانية: استهدفت السفن الأمريكية والبريطانية بعد الهجمات الصاروخية والغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف في اليمن منذ 12 يناير.
المرحلة الثالثة: استهداف سفن العدو في المحيط الهندي؛ حيث :
- استهدافت المدمرة الأمريكي "ميسون" في البحر الأحمر
- تنفيذ 6 عمليات عسكرية ضد 6 سفن في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج الفارسي باستخدام عدد من الصواريخ الباليستية
- استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية وإصابتها
- استهداف المدمرة البريطاني (Diamond) في البحر الأحمر
- استهداف السفينة (Tutor) في البحر الأحمر مما أدى إلى غرقها.
المرحلة الرابعة: توسيع منطقة العمليات لتشمل البحر الأبيض المتوسط؛ بما في ذلك استهداف السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية حيث غرقت بعض منها وتعرضت أخرى لأضرار جسيمة. ومن نتائج ذلك تشديد الحصار على العدو الإسرائيلي والإعلان عن إفلاس كامل لميناء "أم الرشراش" في جنوب فلسطين المحتلة.
المرحلة الخامسة: استهداف مدينتي يافا وتل أبيب بالطائرات المسيرة في 19 يونيو ثم بواسطة صواريخ فرط صوتية في 15 سبتمبر التي اخترقت جميع أنظمة الدفاع الإسرائيلية.(4)
بالطبع تعتبر إجراءات اليمنيين في الدفاع عن شعب غزة ذات أهمية كبيرة من هذه الناحية، حيث لا يزال الصراع مع السعودية ضد اليمن لم ينته رسميًا، وحتى قبل بضعة أشهر كان اليمنيون يشهدون قصفًا يوميًا من قبل السعودية ومع ذلك لم يتركوا غزة وحدها على الرغم من المعاناة من العقوبات الجائرة. حيث قال في بدايات الحرب السيد نصر الله تعليقًا على إعلان دعم قائد أنصار الله لفلسطين حتى في تقسيم الخبز والطعام معهم: "العيون تدمع أمام دعم الشعب اليمني لقضية فلسطين. عندما سمعت من السيد عبد الملك أنه قال إننا مستعدون لتقسيم خبزنا مع الفلسطينيين شعرت بأنني أختنق. قلنا له: أيها السيد أنت محاصر هل بقي لك خبز لتشاركه مع الشعب الفلسطيني؟"(5)
بشكل عام، يجب القول إن كل من حزب الله اللبناني واليمنيين واجهوا تحديات في دعمهم لغزة وإجراءاتهم في مواجهة النظام الإسرائيلي، على الرغم من أن حزب الله قدم تضحيات كبيرة في سبيل فلسطين وقدّم شخصيات بارزة مثل السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في هذا الطريق، إلا أن الحملات الإعلامية للعدو لم تتوقف عن إشعال الفتن الطائفية. كما تم تشكيل تحالف أمريكي-بريطاني في البحر الأحمر ضد اليمن، ومع ذلك وقف اليمنيون بقوة حيث لم يبقَ دعم غزة حبيس الشعارات بل تحول إلى لدعم عملي. لذا دخلت أنصار الله اليمن في مواجهة مباشرة مع النظام الصهيوني والآن مع اتفاق وقف إطلاق النار يمكن لأمة الإسلام ومحور المقاومة أن تفتخر بتاريخ حزب الله وأنصار الله في كفاحهم ضد نظام الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب الجرائم بحق الأطفال.
1. https://www.scfr.ir/fa/300/30102/25168
2. https://tn.ai/3225957
3. https://www.alef.ir/news/4021022079.html
4. https://www.isna.ir/news/1403073023015
5. https://www.alef.ir/news/4021022079.html