تایوان؛ هل هي حرب أم سلم

       إن نتائج الانتخابات التي جرت في تايوان في الأيام الأخيرة جعلت منطقة شرق آسيا حبلى مرة أخرى بالأحداث المستقبلية المحتملة. وأجريت الانتخابات المذكورة بمشاركة 3 مرشحين، وقام سكان هذه الجزيرة البالغ عددهم 23 مليون نسمة باختيارٍ حساس فيما يتعلق بالأفكار الرئيسية لمرشحي الرئاسة، وفاز المرشح المعارض للتحالف مع الصين في الانتخابات بنصاب قدره 40% من الأصوات. وترشح على التوالي المقرب من الصين (معارضة الحكومة الحالية) بنسبة 33%، وجاء المرشح التالي الذي يطالب بمفاوضات متزامنة مع الصين والولايات المتحدة في المركز الأخير بنسبة 26% من الأصوات-1-

النقطة المهمة في هذه الانتخابات كانت تصويت أكثر من 50% من المرشحين اللذين لم يفوزا في هذه الانتخابات السياسية، وكان ما يقرب من نصف هذا العدد مرتبطًا بالتصويت العام الداعم لضم تايوان إلى الصين، والباقي من أصوات الشعب أشارت إلى الرغبة في حوار سلمي مع الصين للتوصل إلى تفاهم مع هذا البلد لمنع الحرب وأعمال العنف. ومع المعلومات التي تم الحصول عليها من هذه الانتخابات، يستطيع سياسيو جبهتي الشرق والغرب تقديم أحدث ملخصاتهم العلمية والإحصائية من أجل اختيار الإستراتيجية الأقرب لتأمين مصالح جبهتهم في حساباتهم المعطياتية -2-. وستختار الأجهزة الاستخباراتية الشرقية والغربية طريق الحرب أو السلام من خلال تحليل هذه المعطيات المستخرجة من الانتخابات.

إن انتخابات تايوان هي في الأساس الملاذ الأخير قبل الحرب على جبهتي الشرق والغرب لأن الرئيس الصيني في خطابه بمناسبة العام الجديد أكد مرة أخرى على أن عودة تايوان إلى الوطن الأم أمر لا مفر منه ومؤكد، والولايات المتحدة تصر على دعم تايوان ومن خلال المساعدات العسكرية والسياسية التي تقدمها لكل من إسرائيل وأوكرانيا، تضع عينها أيضًا على تايوان -3-، على الرغم من الوضع الحالي للتوترات في مناطق مختلفة من العالم، فإن الحرب في تايوان تعني الانهيار التام لنظام مساعدات الجبهة الغربية لحلفائها في كافة أنحاء العالم، لأن الولايات المتحدة في الظروف الحالية أيضاً تواجه العديد من الصراعات في العالم؛

1. الحرب في أوكرانيا لم تقترب بعد من نقطة النهاية.

 2. إن الحرب بين إسرائيل وغزة لم تنته بالسلام والهدنة.

3. الوضع على الحدود اللبنانية في محيط النظام الصهيوني هو وضع حربي تماماً.

4. معركة باب المندب؛ الصراع بين الولايات المتحدة وإنجلترا ضد اليمن.

5. إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية خطير وقد تحول إلى حالة من السلام المسلح.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه وفقًا لتقاليد الانتخابات الأمريكية، في السنوات التي سبقت هذا الحدث السياسي، تتخذ السياسة الخارجية لهذا البلد عادةً حالة السلام ولا تتجه لنهج الحروب.

ولذلك فإن أياً من هذه القضايا المطروحة (انشغالات الغرب في العالم) إلى جانب المعركة الوشيكة بين تايوان والصين قد تمت دراستها، وأهمية هذه القضية بالنسبة للجبهتين الشرقية والغربية تظهر هنا أن هذا الصراع هو المفتاح الرئيسي لاندلاع الحرب العالمية الثالثة بحسب بعض الخبراء -4- لأنه عندما لا تتمكن القوى الخارجية من إدارة مستوى التوتر والحرب، فإن نطاق هذه الحرب لن يقتصر بعد الآن على دولة واحدة ومنطقة واحدة، ومن القارة الأفريقية التي غيرتها الانقلابات المتكررة، إلى المنطقة الملتهبة في غرب آسيا والشرق الأقصى؛ لم يعد من الممكن السيطرة على هذا التسلسل من حالات العنف من خلال مفاوضات السلام.

بشكل عام، يبدو أن الانتخابات الأخيرة في تايوان كانت من أهم الأحداث في الآونة الأخيرة في شرق آسيا، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للصين والولايات المتحدة، فالصين تفكر في نظام حكومة موحدة  ودولتين في تايوان، ويتم منح حالة الحكم الذاتي لتايوان، ولكنها تخضع لمجموعة نظام الحكومة الصينية، وهذه العملية السلمية هي القصة التي تقول إنه إذا توصلت القوى الحكيمة في الدول القوية في العالم إلى اتفاقات، فسيتم تطبيق هذا النظام في تايوان، والجانب الآخر من القصة هو الحرب العنيفة بين الجبهتين الشرقية والغربية على جزيرة تايوان، وفي الواقع ستكون الضحية الثانية لحروب القوى من خارج المنطقة (بعد أوكرانيا). ) للحفاظ على النظام الأحادي القطب في النظام الدولي.

 امیرعلی یگانه

1. https://www.japantimes.co.jp/news/2024/01/13/asia-pacific/politics/taiwan-presidential-election/

2. https://www.aljazeera.com/news/2024/1/2/us-watching-taiwan-elections-closely-as-beijing-reiterates-claim-to-island

3. https://breakingdefense.com/2024/01/to-better-support-taiwan-push-europes-defense-industry-to-do-more-for-ukraine/

4. https://www.bloomberg.com/opinion/features/2023-11-05/xi-s-china-could-defeat-taiwan-and-us-with-these-5-strategies