تزايد المخاوف بشأن تعميق العلاقات بين الصين و روسية
مضى عام منذ أن بدأت روسية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وخلال هذا المدة تأثرت موسكو بالعقوبات غير المسبوقة من الغرب وقلصت العديد من الدول علاقاتها التجارية والاقتصادية مع روسيا. ومع ذلك استمر تواصل روسيا والصين لتوسيع العلاقات الاستراتيجية الثنائية والتعاون فيما بينهم دون أية قيود.
خلال العام الماضي، رفضت الحكومة الصينية التدخل العسكري علنًا أو إرسال أسلحة إلى روسية كما أدانت حكومة بكين العقوبات المفروضة على روسيا بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وزادت بشكل كبير من تعاونها الاقتصادي مع موسكو. [1]
كما رفضت الحكومة الصينية انتقاد روسية علانية فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وكررت إدعاءات موسكو بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هما المسؤولان عن استفزاز الكرملين. وتعتقد بكين أن عداء الولايات المتحدة لروسية هو الذي تسبب في استمرار توسع الحلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق. الأمر الذي دفع موسكو إلى تغيير نظرتها للغرب والتحول من شريك بعيد إلى عدو. [2]
من جانبها دعمت روسيا الصين بقوة في خضم التوترات مع الولايات المتحدة لدرجة أنه خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى موسكو ، وصف وزير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف الصين بأنها الأولوية الأولى للسياسة الخارجية الروسية وطالب بتعاون البلدين للتعامل مع الغرب. وقال باتروشيف الذي يعتبر أحد أصدقاء بوتين المقربين في هذا الاجتماع: "روسية تدعم مواقف الصين بشأن تايوان وهونغ كونغ ومنطقة شينجيانغ ضد وجهة النظر الغربية" [3]
دور الصين المهم في تحديد مصير الأزمة الأوكرانية
يعتقد بعض الخبراء العسكريين أن روسيا وأوكرانيا تجددان الآن وتعيدان تنظيم قواتهما حتى تتمكن من تغيير ميزان القوى لصالحهما في نهاية فصل الشتاء. وفي الوقت نفسه فإن أي تغيير في موقف الصين سواء بشكل علني أو خاص يمكن أن يكون عاملاً حاسماً. يقول مايك رايان، المحلل العسكري والقائد المتقاعد للجيش الأسترالي: "هذه حرب أنظمة صناعية. حاليًا تتأخر روسيا عن الصناعات الغربية وإذا دخلت الصين الميدان لصالح روسية فإن أي تفوق حققته أوكرانيا بسبب القدرة الصناعية للدول الغربية سوف ينتهي على الفور. »
ويقول إنه سيجعل الحياة صعبة على الأوكرانيين إذا تم إرسال الذخيرة من الصين، سواء كانت ذخيرة مدفعية أو ذخيرة عالية الدقة أو أسلحة بعيدة المدى التي نفذت لدى روسية. [4]
كما أعرب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ عن قلقه إزاء توسع العلاقات الروسية الصينية على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، وأعلن أن هذه المنظمة تتابع عن كثب توسيع العلاقات العسكرية بين بكين و موسكو.
قال ستولتنبرغ: إننا نتابع عن كثب توسيع وتعزيز العلاقات بين الصين وروسية، حيث تجري الدولتان تدريبات جنبًا إلى جنب مع زيادة التنسيق.
تجدر الإشارة إلى أنه كجزء من تعاونهما الأوسع، تشارك روسية والصين بانتظام في تدريبات عسكرية مشتركة، وفي الفترة من 17 إلى 27 فبراير تم إجراء مناورة بحرية ثلاثية بحضور قوات جنوب إفريقيا بالقرب من مقاطعة كوازولو ناتال الساحلية في جنوب افريقيا. [5]
فاطمه نجفی
_____________________________________________________________________
[1] https://abcnews4.com/news/nation-world/russia-china-show-off-ties-amid-maneuvering-over-ukraine-war-moscow-beijing-vladimir-putin-wang-yi-xi-jinping-chinese-communist-party-cold-war-tensions-us-kyiv-taiwan
[2] http://www.chinadaily.com.cn/a/202302/24/WS63f8bf1aa31057c47ebb0c5d.html
[3] https://www.yjc.ir/fa/news/8370274
[4] https://parsi.euronews.com/2023/02/22/why-china-military-support-of-russia-can-change-the-course-of-war-in-ukraine
[5] https://www.mashreghnews.ir/news/1465745/