النووي السعودي يسابق "إسرائيل" على تفوقها!

ما تداعيات نية الرياض بناء أول محطة للطاقة النووية؟

سبتمبر 28, 2023 - 15:30
النووي السعودي يسابق "إسرائيل" على تفوقها!
النووي السعودي يسابق "إسرائيل" على تفوقها!

منذ إعلان السعودية عن رغبتها امتلاك الطاقة النووية ثارت حفيظة " إسرائيل"، واليوم مع الإعلان الرسمي عن اعتزام الرياض لبناء أول محطة للطاقة النووية فأن منسوب القلق ارتفع، ولاسيما أن القضية تحتمل جانبين. 

الأغراض سلمية أو الأغراض عسكرية، وهنا يطرح البعض التساؤل التالي، ماذا إن كانت بيد دولة بقيت لفترة لا بأس بها تعد من شعوب العالم الثالث النامية المتخلفة والتي اعتلت عرش العلاقات مع دول العالم لا سيما الاستعمارية منها بحقول نفطها ودولاراتها؟

في السياق، أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين، أن المملكة تعتزم بناء أول محطة للطاقة النووية للإسهام في التنمية الوطنية بها.

وقال الوزير السعودي خلال كلمته في اجتماع الدورة السابعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا، إن المملكة تؤكد دعمها في تعزيز التعاون الدولي لتسخير الطاقة الذرية، موضحاً أن المملكة تلتزم بسياساتها الوطنية للطاقة النووية التي تضمن أعلى معايير الثقة والشفافية، وتطبيق أعلى مستويات الأمن.

وأضاف: وتؤمن المملكة بالمساهمة الإيجابية للطاقة النووية في أمن الطاقة وفوائدها الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك تعمل المملكة على تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مختلف المجالات، بالتعاون مع الوكالة، بما في ذلك مشروعها الوطني للطاقة النووية، وبما يحتويه من مكونات، ومنها مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة، الذي سيُسهم في توفير متطلبات التنمية الوطنية المُستدامة، التي تضمنتها رؤية 2030، وفقاً للمتطلبات المحلية والالتزامات الدولية.

وتابع الوزير: المملكة تعمل على تفعيل مركز تعاونٍ إقليمي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتطوير القدرات البشرية في مجالات التأهب والاستجابة للطوارئ الإشعاعية والنووية.

وقال وزير الطاقة إن المملكة تؤكّد أهمية تظافر الجهود الدولية لتنفيذ أحكام معاهدة عدم الانتشار، بما يؤدي إلى تحقيق عالميتها، كما تؤكد أهمية مواجهة الانتشار النووي في الشرق الأوسط، الأمر الذي يستدعي التنفيذ الكامل للقرار رقم (1995)، بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية

كما أعلن وزير الطاقة السعودي عن تقديم المملكة مليونين ونصف مليون دولار دعما لمبادرة (أشعة الأمل)، التي أطلقتها الوكالة الدولية للطاقة النووية، للمساعدة في إنقاذ الأرواح، والتصدي لأعباء أمراض السرطان، باستخدام التقنيات النووية.

تصريحات وزير الطاقة السعودي تأتي عقب حديث عن إبداء الرياض استعدادها التطبيع العلني مع كيان الاحتلال الاسرائيلي مقابل عدد من الشروط إحداها المساعدة على “تطوير التكنولوجيا النووية لأهداف مدنية”، إضافة إلى التوقيع على “معاهدة دفاع مشترك” مع الولايات المتحدة. عقب ذلك أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، أصدر أمراً لمسؤولين أمنيين وخبراء النووي الإسرائيلي بالتعاون مع الولايات المتحدة في كلّ ما يتعلق بالمحادثات الدائرة حول تحوّل السعودية إلى ثاني دولة في الشرق الأوسط بمقدورها تخصيب اليورانيوم.

وبهذا تخطو السعودية باتجاه مرحلة جديدة بتاريخها حيث تعلم أنها لن تكون أبداً قوة عظمى إقليمية، ولا واحدة من القوى الكبرى في العالم، من دون امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية بلا قيود، بلا عداء أو استعداء لأحد، وإنما لممارسة حقها الطبيعي كدولة من دول العالم الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، لها حقوق يجب أن تمارسها، وعليها واجبات تلتزم بها من خلال الترتيبات المنصوص عليها في اتفاقية الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن الأمير عبد العزيز بن سلمان، وهو يعلن انطلاق بلاده إلى منصة التكنولوجيا النووية السلمية، أبى إلا أن يذكِّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأعضاء فيها بقرار عام 1995 الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وكل أسلحة الدمار الشامل.

هذا التذكير الذي ترفضه الولايات المتحدة كما إسرائيل، يؤدي رسالة مفادها أن السعودية ترفض أن تتلقى دروسا من أحد في شأن الالتزام بالطابع السلمي لبرنامجها النووي، وأن على العالم إذا كان يعني ما يقول، أن يثبت قدرته على إنفاذ قراراته، وإلزام دول العالم المعنية بتنفيذها، وأنه من العبث تحذير دولة تسعى إلى امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، في حين تسرح وتمرح دولة أخرى في المنطقة هي إسرائيل بامتلاكها للأسلحة النووية وتهديد جيرانها بها.

ويمكننا القول أن سبب التخبط الإسرائيلي من إعلان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان عن نيه بلاده امتلاك سلاح نووي هو أن قطار وسباق التسلح النووي قد انطلق بسرعته القصوى في منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد الشروط السعودية من التطبيع مع "إسرائيل"، فالمملكة لن تقف مكتوفة الأيدي في لعبة السلاح النووي الذي يمثل تهديداً وجودياً ليس للسعودية وحدها بل على كل دول المنطقة والعالم أجمع ويدفع إلى سباق تسلح واضح في اتجاه سعي دول أخرى لامتلاك هذا السلاح فإسرائيل ترفض امتلاك السعودية برنامج نووي مدني سلمي الذي يمكنها من امتلاك السلاح النووي في أي وقت خوفاً على تفوقها العسكري في المنطقة، والولايات المتحدة لديها اعتراض على إقامه (ناتو شرق أوسطي) بموجبه تدافع الدول العربية عن نفسها في حالة تعرضها لأي هجوم".

وتنظر "إسرائيل" إلى أي تفوق نووي استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك السعودية، كتهديد حقيقي لوجودها، إضافة إلى أنه يفتح شهية باقي الدول لتطوير برامج نووية مماثلة. ويخشى الاحتلال الإسرائيلي من تحول البرنامج النووي السعودي في المستقبل إلى برنامج عسكري، وهو ما يهدد تفوقها النووي في المنطقة.

ويسود خلاف داخل كيان الاحتلال حول السعي السعودي لتطوير برنامج نووي حيث مقابل القيادة السياسية الإسرائيلية الحالية لا تعارض تطوير البرنامج النووي السعودي مقابل تطبيع العلاقات معها، ولكن بالمقابل هناك معارضة من قبل أجهزة أمنية إسرائيلية مختلفة.

 مجد عيسى

 

المصادر:

1- https://cutt.us/3Boas

2- https://cutt.us/s2jO5

3- https://cutt.us/iTRAi

4- https://cutt.us/38kQ4