قيرغيزستان تسيرُ باتجاه تطوير العلاقات مع إيران
قيرغيزستان تسيرُ باتجاه تطوير العلاقات مع إيران
عندما كشف وزير الاقتصاد والتجارة في قيرغيزستان "دانيار امانجيلدييف" في معرض حديث له مع مراسل وكالة أنباء فارس في بيشكيك عن أهمية توسيع وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخلق ممرات وصول إلى البحر، وزيادة إمكانات العبور والنقل مع هذا البلد، بالإضافة إلى مصلحة بيشكيك في توفير المنتجات النفطية من إيران وكذلك الدخول في الاستثمارات المشتركة في مختلف المجالات، كانت بعض الدول الأخرى في منطقة آسيا الوسطى تسعى لإقامة أو تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. في ذات السياق الذي تمت فيه هذه الجهود، أعلن رئيس قيرغيزستان أيضًا عن سعي بلاده لتطوير العلاقات مع إيران.[1]
في الواقع، إن تطور العلاقات بين إيران وقيرغيزستان، وخاصة في مجال التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، قد وفرّ الأرضية اللازمة لرغبة دول أخرى في المنطقة في تطوير العلاقات مع إيران أيضاً. لذلك مباشرة بعد توقيع الاتفاقات بين إيران وقيرغيزستان في المجالات اللوجستية والعبور والنقل والاستثمارات المشتركة والتعاون الثقافي، شهدنا زيادة في التعاون بين دول آسيا الوسطى وإيران. ومن مؤشرات هذه الرغبة في تطوير العلاقات زيارة "إمام علي رحمن" رئيس طاجيكستان إلى طهران[2]، كأول مسؤول يلتقي برئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحكومة الثالثة عشرة، أو في حالة أخرى، يمكن أن نذكر زيارة "بختيار سعيدوف" ، القائم بأعمال وزير خارجية أوزبكستان إلى طهران بعد زيارة آية الله رئيسي إلى سمرقند. وقال بختيار سعيدوف خلال الزيارة نفسها فيما يتعلق بتطور العلاقات مع إيران "سعت بلاده إلى تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع النواحي، وفتحت زيارة آية الله رئيسي إلى سمرقند صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين ". وبعد هذه الرحلة مباشرة، تمت الاستعدادات لتوقيع 10 اتفاقيات تعاون بين رئيسي إيران وأوزبكستان بهدف تعزيز التعاون بين البلدين.[3]
في الحقيقة، تعني هذه المواقف والتغيرات أن دول المنطقة قد فهمت بشكل صحيح أهمية الموقف الإقليمي لسياسة إيران الخارجية في الحكومة الثالثة عشرة. إنهم يعلمون جيدًا أن التعامل مع إيران يجلب مكاسب سياسية واقتصادية قيّمة لهم. من ناحية أخرى، فإن الطبيعة غير الساحلية لبلدان آسيا الوسطى وحاجتها للوصول إلى المياه الدافئة والمفتوحة قد وفرت لإيران تنفيذ مشاريع ربط، مثل إنشاء ممرات وطرق عبور وخطوط الأنابيب وشبكات الكهرباء لربط بنيتها التحتية مع آسيا الوسطى. ويمكن أن تلعب دورًا هاماً كبوابة للأسواق الدولية لدول آسيا الوسطى. من ناحية أخرى دفعت هذه الميزات رؤساء دول آسيا الوسطى إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لتعميق العلاقات مع إيران.
صرّح السيد مهدي صفري، المعاون الدبلوماسي الاقتصادي في وزارة الخارجية، في بيان له حول مجالات التعاون الحالية : "أعربت طاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان عن استعدادها للمشاركة في مشاريع مختلفة، وقيرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان، يسعون للمشاركة الفعالة في المشاريع التي تتعلق بالنقل والعبور مع إيران. في هذا الشأن، قام وزير الطرق في قيرغيزستان بزيارة شابهار مرتين وهم في طور التشاور لتخصيص محطة خاصة أو تجهيز أماكن بحيث يمكن نقل بضائعهم خلال العبور ذهابًا وإيابًا.[4]
يشيرُهذا الموضوع إلى الأهمية الكبيرة لقيرغيزستان في نقل البضائع عبر الموانئ الجنوبية لإيران ، مروراً بحدود سرخس شمال شرق محافظة خراسان رضوي. وبسبب إغلاق الحدود بين الصين وقيرغيزستان، تحرص بيشكيك على نقل البضائع عبر الموانئ الجنوبية لإيران.
على الجانب الآخر، تعتبر العلاقات بين إيران وطاجيكستان بأنها علاقات ودية ومن نوع القرابة، هنا يمكن الإشارة إلى أن قيرغيزستان استفادت من مكاسب تطوير العلاقات مع إيران وتحاول تعزيزها في جميع الجوانب، لكن الطاجيك يضيعون العديد من الفرص بما يتعلق بتعزيز العلاقات مع إيران، إنهم ليسوا بالقدر لذي ينبغي أن يكونوا عليه في السعي لإقامة علاقات متينة مع إيران. تشكل هذه القضية إنذارًا خطيرًا لرجال الدولة الطاجيك الذين على الرغم من الروابط التاريخية والثقافية العميقة مع إيران، فإنهم بهذا الوضع يضيعون فرص تطوير العلاقات والبقاء في المنافسة مع منافسيهم الإقليميين.
في الختام يمكن القول إن العصر الذهبي للعلاقات بين إيران و دول آسيا الوسطى قد بدأ بالفعل وأن دولاً مثل قيرغيزستان كرائدة في تطوير العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية تتقدم بعدة خطوات على منافسيها التقليديين في المنطقة وتحاول تعزيز موقفها في العلاقات الثنائية مع إيران، لقد وقعت إيران وقيرغيزستان اتفاقية تعاون في مجالات التجارة والجمارك والنقل وأقاما علاقات ممتازة في مجالات الزراعة والتعليم والثقافة والسياحة والاستثمار ومكافحة الإرهاب. يمكن أن تكون العلاقات بين هذين البلدين نموذجًا مناسبًا لدول مثل طاجيكستان للاستفادة من هذه العلاقات والمستوى العالي لها بما يتماشى مع مصالحها الوطنية والقومية.
[1] https://irna.ir/xjMT2Y
[2] https://asiaplustj.info/en/news/tajikistan/politics/20220530/rahmon-pays-official-visit-to-iran
[3] https://iranpress.com/content/78619/iran-uzbekistan-sign-cooperation-docs
[4] https://www.alef.ir/news/4010409126.html