وثائقي فيلتمان الهزيل يحط في صيرفة الاعلام الفرنسي
قبل عرض الوثائقي على القناة الخامسة الفرنسية ولأجل الترويج له وتأسياً بتوصيات جيفري فيلتمان وصندوقه الصيرفي المخصص لتشويه صورة حزب الله، فقد جرى التسويق لفيلم زعموا أنه سيتمّ خلاله كشف معلومات سرية فضلاً عن المئات من الوثائق الحصرية والمعلومات المحظورة التي تثبت بشكل قطعي علاقة حزب الله بنيترات الأمونيوم، وبالتالي مسؤوليته المباشرة عن كارثة تفجير مرفأ بيروت.
وبعد انتظار ما يقارب 130 دقيقة، أيّ قبل نهايته بقليل، لم يحصل أيّ شيء من هذا، بل جرى الحديث عن النيترات بطريقة استعراضية غير حرفية أصابت مهنية من وصفوا أنفسهم بأنهم صحافة استقصائية؛ وقد ظهر ذلك من خلال الاعتماد على شهادات لشخصيات سياسية وإعلامية تشهر العداء لحزب الله، فضلاً عن عدم استبعاد ان تكون هذه الشخصيات ممن شملتهم صندوقة صيرفة جيفري فيلتمان المخصّصة لتشويه صورة حزب الله.
في قراءة أولية لحال هذا الوثائقي التي بثته قناة فرنسية فإنه من حيث الشكل قد أصاب العمل المهني الاستقصائي في مقتل؛ فكيف يمكن لعمل موضوعي يعتمد المنهج العلمي المهني أن يعتمد في سعيه لكشف حقيقة وإدانة طرف ما كحزب الله من خلال الاعتماد على تحقيقات أجراها عدوه اللدود، أيّ الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما أقرّ به القائمون على العمل خلال مقابلة مع قناة «تي في 5 موند أنفو»، حيث أشاروا إلى أنّ الفيلم استغرق عامين من التحقيقات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، وعشرات المقابلات الصحافية، خلص كما أكّد معدّو الوثائقي بالصوت والصورة الى أنه جاء ليروي قصة تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية زاعماً تورّط «حزب الله» بتجارة المخدرات وتبييض الأموال في أميركا اللاتينية»؛ والقرينة الهزلية لاتهام المقاومة بهذه المحرمات شبيهة بقرينة الاتصالات التي تمّ اعتمادها في المحكمة الدولية الخاصة في قضية اغتيال الرئيس الحريري، حيث كان الدليل في تورّط حزب الله هو مزاعم وجود شخص لبناني لكنته جنوبية يعمل ضمن شبكات تجارة المخدرات في أميركا اللاتينية، وهذا الأمر يشير الى هشاشة هذا الوثائقي وفقدانه للمهنية والموضوعية وهي من أبرز سمات وخصائص العمل التحقيقي الاستقصائي.
إذن… فالرواية الفرنسية وهي إحدى حلقات المسلسل الأميركي الطويل الذي كتب السيناريو فيه اللوبي الصهيوني وأدار ويدير إنتاجها جيفري فيلتمان والذي عليه إيجاد شخصيات إخراجية لأفلامه بين فينة وأخرى تساعد في عملية الشيطنة والأهداف المرجوة.
فيلم وثائقي أراد مُعدّوه إرسال رسالة معنونة مستشهدين بالمثل الصيني الذي يقول إذا أراد أحد أن يريك القمر لا تنظر إلى الإصبع، فالقمر هو استعداد واشنطن وبعض العواصم الأوروبية للتخلّي عن العدالة إذا اقتضت الحاجة عندهم. والسؤال هنا عن أيّ عدالة تتحدثون والى أيّ إصبع تشيرون؟ هل يكون ذلك عن الاستعباد الفرنسي للشعوب الأفريقية وارتكاب المجازر بحقهم وسلب ثرواتهم التي لا زالوا ينعمون بها؟ أم عن السياسة الأميركية التي تعيث فساداً في الأرض بدءاً من قنابل الموت في ناغازاكي وهيروشيما، الى حصار قيصر الذي يفتك بالشعب السوري وتطال شذراته الشعب اللبناني وصولاً الى الغطاء الدولي لا سيما الأميركي والفرنسي للعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني؟!
إنها حقائق يصحّ ان تكون موادّ لتحقيق وثائقي مهني تتمّ كتابته بدماء الشعوب ويسرد حقيقة هذه الدول الإرهابية التي تثير الفتن والحروب وتنهب مقدرات الشعوب!
وبفضل بعض أقلام وإعلام يقلب الوقائع ويشوّه الحقائق كحال وثائقي فيلتمان يبقى الجلاد الحقيقي يستطيع الإفلات من العقاب.
خلاصة هذا الوثائقي الذي تمّ نشره عبر القناة الخامسة الفرنسية والذي تمّ الترويج له والتهويل والتطبيل؛ يصحّ فيه المثل العربي المشهور تمخض الجبل فولد فأراً…
خضر رسلان