بلينكن جاء للشرق الأوسط كي يطرح مخططا للقضاء على المقاومة الفلسطينية تحت عنوان تهدئة الأوضاع واستقرارها
أصبح واضحا كل الوضوح أن الرئيس بايدن والبيت الأبيض ومؤسساته ومؤسسات الولايات المتحدة لا تريد أي تصعيد في الشرق الأوسط مهما كان نوعه والتصعيد بالنسبة للولايات المتحدة هو الاشتباك وليس قيام إسرائيل بقصف أهداف في سوريا سواء كانت أهداف سورية أو إيرانية أو غيره من القوى التي تعادي الولايات المتحدة ولا يقصد بذلك قتل الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى وكل الإجراءات التعسفية التي تقوم بها وزارة نتنياهو الجديدة ضد الشعب الفلسطيني كهدم البيوت ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني وتعذيب السجناء والأسرى وتعذيب السجينات بشكل خاص داخل سجون إٍسرائيل التي عرف عنها بأنها سجون كالقبور.
هذا هو الهم الأول والأكبر للرئيس بايدن ولذلك يمكننا إلقاء الضوء هنا على ما يجبر الإدارة الأمريكية على الاهتمام بالشرق الأوسط أو الانتباه بشكل جدي لما يمكن أن تتحول إليه الأمور في حال الاشتباكات الأوسع التي قد تثير المنطقة بأسرها وتصبح أولوية رغم أنف البيت الأبيض أولوية للولايات المتحدة في ظل وضع تنشغل فيه الولايات المتحدة كل الانشغال في حرب أوكرانيا والتصعيد هناك وإقامة حلف ناتو شرق آسيوي يكون متمما لحلف الناتو الأوروبي.
هذا هو عنوان لبرنامج المقاومة فإذا كانت الولايات المتحدة لا تريد التصعيد فهذا يعني أن على المقاومة أن تصعد حتى تبقى قضية فلسطين حاضرة على جدول أعمال الدول الكبرى ومنها الدول الكبرى العدوة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
إذا كان هذا هو الهم الأول والأكبر للرئيس بايدن فهنالك هموم أخرى جاء بلينكن بنفسه للمنطقة كي يعالجها ويطرح لها حلول جاهزة في حقيبته إذ لم يعتمد على نقاش أجراه مع الرئيس أبو مازن أو مع نتنياهو من أجل الوصول إلى اقتراحات محددة بل طرح خططا جاهزة طبخت في مطابخ المخابرات الأمريكية والمختصين بشؤون المنطقة وخاصة شؤون الضفة الغربية وشؤون الحكومة الإسرائيلية.
مما رجح حتى الآن وأذيع نستطيع القول أن بلينكن لم يأتي هنا ليقنع الحكومة الإسرائيلية بتخفيض التصعيد الذي تمارسه وترتكبه ضد الشعب الفلسطيني إذ لم نسمع عن اقتراحات لوزير الخارجية قدمت لنتنياهو بضرورة وقف التوسع الإىستيطاني وضرورة عدم بناء أي مستوطنة جديدة وضرورة وقف فوري لهدم البيوت وطرد العائلات وضرورة وقف الانتقام من عائلات الشهداء وضرورة عدم اقتحام المسجد الأقصى وضرورة عدم شن الاعتقالات جزافا بالعشرات يوميا وضرورة عدم توزيع السلاح على المستوطنين بحيث يصبح كل مستوطن قاتل فعليا أو قاتلا محتملا.
بل سمعنا عن خطة قدمها بلينكن للرئيس أبو مازن تمكنه وتمكن أجهزة الأمن الفلسطينية من السيطرة على منطقتي نابلس وجنين أي المنطقتين اللتين تشهدان تصاعدا في المقاومة ضد هجمات الجيش الإسرائيلي واقتحاماته للمخيمات والقرى وقتله المدنيين جزافا وبدم بارد في كل موقع يقتحموه.
وشملت الصفقة التي اقترحها بلينكن على الرئيس أبو مازن أن سيطرة السلطة على تلك المناطق هي التي ستؤدي إلى الهدوء وهذا يعني أن بلينكن كان يلوم الفلسطينيين على التصعيد وليس إسرائيل التي اقتحمت مخيم جنين واقتحمت نابلس واقتحمت البلدات والقرى في الشمال واقتحمتها في الجنوب واقتحمت القدس حيا حيا ودمرت البيوت وقررت أن تهجر العائلات و لم يلم بن غفير الذي منذ مجيئه كوزير اتخذ قرارات بتعذيب الأسرى والأسيرات وهدم البيوت وهدم البيوت ليس بيوت من نفذ العمليات فقط بل كل بيت يعتبر مقام دون ترخيص ترخيص من الإستيطان ترخيص من الحكومة الإسرائيلية.
لم نسمع من بلينكن رفض الولايات المتحدة إعادة احتلال المنطقة ج وضمها للسيادة الإسرائيلية لم نسمع من بلينكن رفضا لسياسة نتنياهو المعلنة على رفض اتفاق أوسلو وعلى ضم الضفة الغربية كيهودا والسامرة لتكون تحت السيادة الإسرائيلية بشكل كامل ولم نسمع منه أي تعليق على مخطط نتنياهو لبناء مستوطنات جديدة وشرعنة البؤر الاستيطانية بحيث يسكن في الضفة الغربية مليون مستوطن جديد.
نستطيع القول هنا أن بلينكن جاء ليعرض على السلطة الفلسطينية التي يلومها على التصعيد جاء يعرض عليها خطة لتمكين السلطة من قمع المقاومة حتى ينتهي التصعيد إذ اعتبر أن التصعيد فلسطيني المصدر وليس إسرائيليا أو على الأقل أن التصعيد جاء من طرف فلسطيني وليس من الطرفين.
بسام أبو شريف