هل لدى أمريكا القدرة على إحتواء طوفان الأقصى؟!

منذ بداية إعلان وجوده غير المشروع، ظل النظام الصهيوني محتمياً وراء قدرة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة غرب آسيا وكان يخشى بشدة زوال هذا الدعم. ويظهر هذا بشكل جليٍّ في تحليلات وتقارير مراكز الفكر الصهيونية في فلسطين المحتلة والولايات المتحدة و كلها تؤكد إن أفول أمريكا يعني زوال إسرائيل.

اکتوبر 10, 2023 - 12:26
هل لدى أمريكا القدرة على إحتواء طوفان الأقصى؟!
هل لدى أمريكا القدرة على إحتواء عاصفة الأقصى؟!

منذ بداية إعلان وجوده غير المشروع، ظل النظام الصهيوني محتمياً وراء قدرة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة غرب آسيا وكان يخشى بشدة زوال هذا الدعم. ويظهر هذا بشكل جليٍّ في تحليلات وتقارير مراكز الفكر الصهيونية في فلسطين المحتلة والولايات المتحدة و كلها تؤكد إن أفول أمريكا يعني زوال إسرائيل.

بعدة طرق مختلفة، حاولت الولايات المتحدة تسوية العلاقة بين العرب والنظام الإسرائيلي على مدى السنوات الماضية. وكانت محاولات التوافق على المصالحة العربية وتطبيع العلاقات العربية مع النظام الصهيوني حدث مهم للغاية في المنطقة، وأثرت على اتجاهات البيئة الداخلية والإقليمية والدولية. وكان هذا الحدث الهام مصدراَ لتطورات كبيرة في المنطقة، وخاصة في مجال المقاومة والصحوة الإسلامية، وأدى إلى وحدة هذه الدول مع قوى المقاومة وتكثيف عملية محاربة النظام الصهيوني.

إذا وضعنا هذه القضايا جنبا إلى جنب مع واقع منطقة غرب آسيا ، فسنرى أنه على مدى العقود الماضية عندما كان للولايات المتحدة وجود عسكري وأمني كبير في المنطقة، لم يضعف المحور المناهض للصهيونية أبداً، بل تضاعفت قوته بإضافة قدرات متنوعة، وأصبحت جبهة المقاومة تجمعاً كبيراً من جنسيات مختلفة ضد الصهاينة وأتباعها، حيث حققوا انتصارات كبيرة في جميع المواجهات والحروب الأخيرة تقريباً.

لذلك ازادت تكلفة دعم الولايات المتحدة لنظام الاحتلال بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الولايات المتحدة تواجه موجة جديدة من الصحوة ضد الهيمنة الأمريكية والمواقف المعادية للولايات المتحدة في دول منطقة غرب آسيا ، كما أدى اغتيال شهيد سليماني وأبو مهدي ورفاقه إلى تسريع وانتشار هذه العملية المضادة.

الآن ، قامت جماعات المقاومة الفلسطينية بتعطيل جميع أنظمة الدفاع والأمن التابعة للنظام الصهيوني وشنت عملية كبيرة تحت عنوان طوفان الأقصى. ولهذا السبب، ينبغي للمرء أن يكون لديه نظرة واقعية، وبالطبع مستقبلية أيضاً حول مواقف وسلوكيات وخطابات الداعم الرئيسي للنظام الصهيوني، وهي الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة.

أعلنت الولايات المتحدة في اليوم الأول من الاشتباكات الحاصلة بين حماس والنظام الصهيوني أنها تدعم النظام الصهيوني بكل الطرق. في هذا الشأن أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن نقل حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد لدعم إسرائيل إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وقال أوستن في بيان له إن الولايات المتحدة سترسل قوات جاهزة ومجهزة عالمياً لتعزيز وضع الردع في المنطقة إذا لزم الأمر. وأضاف أنه بالإضافة إلى كل هذا ستوفر إدارة بايدن بسرعة معدات وموارد إضافية للقوات الإسرائيلية.[1]

في تحليل البيان، يمكن القول إنه بما أن بايدن يواجه تحديات صعبة داخل الولايات المتحدة بسبب الخصومات الحزبية ويشارك في حرب معقدة مع أوكرانيا في الخارج، فإنه لا يريد أن تمتد الصراعات بين النظام الصهيوني وفلسطين إلى أجزاء أخرى من منطقة غرب آسيا، لكن الواقع يقول أن عملية حماس أصبحت حرباً إقليمية ضد النظام الصهيوني بينما الولايات المتحدة متورطة أيضاً على جبهات أخرى ولا تريد زيادة تكاليفها الحالية.

لذلك بما أن وجود النظام الإسرائيلي كان دائما قضية حيوية بالنسبة للولايات المتحدة ، فيبدو أن هذا العمل الأمريكي هو في الواقع محاولة لخلق الردع والتوازن في المنطقة ومنع دخول جهات فاعلة أخرى مثل إيران وحزب الله في الحرب مع النظام الصهيوني.

ويأتي ذلك أيضا بعد أن قال السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام في تهديد واضح إنه "إذا شن حزب الله حربا ضد إسرائيل فإن الولايات المتحدة ستأتي إلى إيران وتستهدف أربع مصافي إيرانية كبرى لشل بيئة العمل في إيران".[2] وقال وزير الخارجية الأمريكي عن دور إيران في الاشتباكات: "على الرغم من العلاقات القديمة بين حماس وطهران ، إلا أنه لا يرى أي دليل على أن إيران تقف وراء هجوم قوات حماس على إسرائيل. وقال أنتوني بلينكن إن هجوم السبت على إسرائيل هو الأسوأ منذ عام 1973. ووصفه بأنه "عمل إرهابي" وشدد على أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ظهور أي جبهة أخرى بما في ذلك حزب الله في لبنان لتدخل الصراع.[3]

وبالنظر والتحقيق بهذه التصريحات والتعليقات، يمكن القول أنه على الرغم من الدعاية الإعلامية والتأثير على وسائل الإعلام الدولية، ليس من الصعب على الأمريكيين تحميل مسؤولية عملية حماس لإيران. لكن الأمريكيين يعرفون جيدا أن جبهة المقاومة لها اليد العليا في هذه الحرب، وإذا اتخذ الصراع بين حماس والنظام الصهيوني بعداً أوسع، فلن يبقى ضد النظام الصهيوني فحسب بل الولايات المتحدة أيضاً. لذلك يبدو أن الأمريكيين ليسوا مستعدين على الإطلاق لدخول الحرب ويسعون لإدارة الحرب بأفعالهم السلوكية والكلامية بالإضافة إلى توفير الأسلحة للنظام الصهيوني، بحيث يتم تقليل إمكانية انتشار الأزمة وتهديد مصالحهم في المنطقة ككل. بالطبع وبكل تأكيد يبقى أن نرى ما هي التطورات والإجراءات التي سيتم تنفيذها من قبل النظام الصهيوني وغيرها من الجهات الفاعلة الموالية للنظام في الأيام المقبلة، كما يطرح السؤال الآتي؛ هل الولايات المتحدة سوف تكون قادرة على إدارة التطورات في نظام الاحتلال وإحتواء الأزمة الحالية أو أنها سوف تضطر إلى السقوط في مستنقعٍ آخر مع النظام الصهيوني؟!

 حکیمه زعیم باشی

 1.        

2.        https://www.foxnews.com/

3.       https://www.asriran.com/fa/news/910624