أمريكا هي العامل الأساسي لاستمرار الحرب في أوكرانيا

لقد مر أكثر من عام ونصف منذ بداية الأزمة الأوكرانية، وكل يوم تتوارد أخبار عن إرسال مساعدات عسكرية وأسلحة من الولايات المتحدة وحلفائها، لتزيد من تعقيد الوضع المتشابك لأكبر أزمة في العالم. وبحسب بعض المسؤولين، مثل "أليكسي ريزنيكوف" وزير دفاع أوكرانيا الذي تمت إقالته مؤخرا، فإن المساعدات تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، وكانت قيمة مساعدات الولايات المتحدة 50 مليار دولار.

اکتوبر 10, 2023 - 12:31
أمريكا هي العامل الأساسي لاستمرار الحرب في أوكرانيا
أمريكا هي العامل الأساسي لاستمرار الحرب في أوكرانيا

لقد مر أكثر من عام ونصف منذ بداية الأزمة الأوكرانية، وكل يوم تتوارد أخبار عن إرسال مساعدات عسكرية وأسلحة من الولايات المتحدة وحلفائها، لتزيد من تعقيد الوضع المتشابك لأكبر أزمة في العالم. وبحسب بعض المسؤولين، مثل "أليكسي ريزنيكوف" وزير دفاع أوكرانيا الذي تمت إقالته مؤخرا، فإن المساعدات تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، وكانت قيمة مساعدات الولايات المتحدة 50 مليار دولار.

إن إرسال أنواع مختلفة من الأسلحة على نطاق واسع، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل، لم يكن له وزن كبير لتغيير الوضع لصالح أوكرانيا، وكان معظم الضحايا من الأبرياء وغير المسلحين. ولذلك، فإن الغرض من إرسالهم تدريجياً يمكن أن يكون تعميق الأزمة واستفزاز موسكو للانتقام؛ وهي قضية من شأنها أن تسهل إيجاد إجماع ضد الكرملين وتسريع توسع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق.[1]

إن إصرار الدول الغربية على زيادة المساعدات العسكرية لكييف وإضافة الأسلحة الثقيلة وصواريخ كروز والمقاتلات المتقدمة إلى القائمة الطويلة من هذه المساعدات مع احتمالية أن تصبح نهاية الحرب أكثر غموضاً، هو الوقت المناسب للسؤال التالي؛ أي دولة تستفيد من هذا الصراع أكبر فائدة، وما هو الهدف الذي تسعى إليه هذه الدولة من مواصلة الحرب؟

بلا شك أن هذه الدولة هي الولايات المتحدة الأمريكية. إن استمرار الحرب في أوكرانيا وما تلا ذلك من تقديم واشنطن مساعدات الأسلحة إلى كييف، فضلاً عن مساعدات الدول المتبرعة بالأسلحة لأوكرانيا، التي بدأ مخزونها من الأسلحة ينفد، استمر في إضافة أرباح ضخمة إلى أصحاب شركات الأسلحة الأمريكية. [2]

وبحسب الإحصائيات والأرقام المنشورة في تقرير وكالة التعاون الأمني ​​والدفاعي الأمريكية، فإن حجم صادرات الولايات المتحدة من الأسلحة في العام المالي 2022 يظهر ارتفاعا كبيراً، في حين كان هذا الاتجاه تنازليا تماما في السنتين الماليتين السابقتين.

بالإضافة إلى ذلك، قبل بدء الحرب في أوكرانيا، أشارت معظم التوقعات إلى أن الاتجاه التنازلي لصادرات الأسلحة سيستمر في عام 2022 لسبب ما. لكن رغم كل هذه التوقعات، شهدت صادرات الأسلحة الأمريكية قفزة كبيرة ومفاجئة في عام 2022 ووصلت إلى رقم يقارب 200 مليار دولار. مما لا شك فيه أن الحرب في أوكرانيا هي العامل والمحرك الرئيسي لمثل هذا التغيير.[3]

كما اكتسب الوجود العسكري الأمريكي في أوكرانيا أبعادا جديدة. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز خبر الجنود الأمريكيين الجرحى وكتبت: بدأ الجيش الأمريكي بهدوء في علاج الجرحى الأمريكيين الذين تم إجلاؤهم من أوكرانيا في مركزه الطبي في لاندستول بألمانيا، وهي خطوة جديدة مهمة في شراكة عميقة. الدول في حالة حرب في أوكرانيا.

عندما بدأت الحرب في عام 2022، ذهب آلاف الأمريكيين، وكثير منهم عسكريون، إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا، وربما لا يزال عدة مئات منهم في أوكرانيا. وقد أصيب أو قُتل عدد غير معروف من هؤلاء الأشخاص، وتقدر صحيفة نيويورك تايمز عدد القتلى بنحو 20 شخصًا. وقد اعتمد معظم الجرحى هناك على المستشفيات الأوكرانية والجمعيات الخيرية الغربية للمساعدة، لكن الآن قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من خلال زيادة حضورها المباشر في الحرب في أوكرانيا، أن تقدم لهؤلاء الأشخاص الخدمات الطبية التي يستفيد منها الجنود الأمريكيون.[4]

وقبل بضعة أشهر، ذكرت مجلة بوليتيكو نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن تخطط لاحتمال تحول الصراع بين أوكرانيا وروسيا إلى «حرب مجمدة».

اصطلاحاً في تعاريف العلاقات الدولية، الحرب المجمدة تعني حالة يتوقف فيها القتال، ولكن لا يتم إعلان انتصار أي من الطرفين، ولا يتم إعلان نهاية الحرب رسميًا، لكن تبقى التوترات نشطة وقد تبدأ الحرب مرة أخرى في أي وقت. وتشكل التوترات في شبه الجزيرة الكورية أو الصراعات في جنوب آسيا (الهند وباكستان) أمثلة على الحرب المجمدة.[5]

ويشير المحللون الذين يعتقدون أن أمريكا تسعى لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا إلى الأسباب التالية:

- بمواصلة الحرب، يتعين على روسيا أن تنفق موارد مالية وعسكرية هائلة .

- استمرار الحرب سيقطع العلاقات بين روسيا وأوروبا في مجال الطاقة ويزيد من تكلفة الإنتاج الصناعي الأوروبي، ونتيجة لذلك ستواجه الصناعات والسلع الأمريكية منافسة أقل من الدول الأوروبية.

ومع زيادة نشاط الصناعة العسكرية وزيادة الميزانية العسكرية للدول الأوروبية، يقوم الأمريكيون بإشراك الأوروبيين بشكل أكبر في مناطق صراع أخرى مثل المحيط الهادئ والصين.

ومن خلال إطالة أمد الحرب في أوكرانيا واستخدامها كذريعة، يواصل الأمريكيون فرض العقوبات على روسيا ويضعفون اقتصادها . [6]

إن اجتماع هذه الأسباب لا يجعل أمريكا لا تسعى إلى حل سلمي لهذا الصراع فحسب، بل ترى مصلحتها في إطالة أمد هذه الحرب وتسعى جاهدة إلى إبقاء نار هذه الحرب مشتعلة.

محمدصالح قربانی


[1] Mehrnews.com

[2] Irna.ir

[3] farhikhtegandaily.com

[4] nytimes.com

[5]politico.com

[6] tasnimnews.com