موقف الصين من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط

نظراً لأهميته الكبيرة، يعتبر الشرق الأوسط من أكثر المناطق المتنازع عليها في العالم. وفي الواقع، تواجه هذه المنطقة باستمرار صراعات بين الدول وتنافس القوى العظمى على الطاقة، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت المنطقة بيئة رئيسية للتنافس بين القوتين العظميين منذ ذلك الوقت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.

نوفمبر 8, 2023 - 07:18
موقف الصين من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط
موقف الصين من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط

نظراً لأهميته الكبيرة، يعتبر الشرق الأوسط من أكثر المناطق المتنازع عليها في العالم. وفي الواقع، تواجه هذه المنطقة باستمرار صراعات بين الدول وتنافس القوى العظمى على الطاقة، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت المنطقة بيئة رئيسية للتنافس بين القوتين العظميين منذ ذلك الوقت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. [1]

في السنوات الأخيرة، حاولت معظم القوى الدولية أن تلعب دوراً فعالاً في تطورات الشرق الأوسط، لكن بوصلة الشرق الأوسط كما يبدو اتجهت نحو الصين. حيث ظلت الصين تبني وتراكم قواها منذ أكثر من 40 عاماً إلى درجة أنها أصبحت اليوم تتساوى مع أمريكا أو حتى تتفوق عليها في بعض المجالات. جاءت هذه القضية في وقت حافظت فيه الولايات المتحدة الأمريكية، بعد الحرب الباردة، على هيمنتها في منطقة الشرق الأوسط من دون منافس تقريبا، وبتثبيت تواجدها على موارد الطاقة في المنطقة، عززت علاقاتها الوثيقة مع الدول العربية في الشرق الأوسط. وفي ظل هذه الظروف وضعت دول منطقة الشرق الأوسط تنامي علاقاتها الاقتصادية مع الصين على جدول أعمالها، ومع مرور الوقت تحولت بكين من مراقب محايد إلى لاعب فعال في العمليات السياسية في المنطقة. [2]

مواقف الصين من القضية الفلسطينية

إن أحد أهم التحديات في منطقة الشرق الأوسط هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ونظراً لأهمية هذه القضية، حاولت الجهات الفاعلة الإقليمية وخارجها دائماً أن تلعب دوراً فعالاً. وفي الوقت نفسه، تعاطفت بكين علانية منذ فترة طويلة مع القضية الفلسطينية. ويعود هذا التوجه إلى فترة قيادة ماو تسي تونغ، مؤسس الحزب الشيوعي الصيني، الذي أرسل الأسلحة إلى الفلسطينيين دعما لحركات "التحرر الوطني" حول العالم. حتى أن ماو قارن إسرائيل بتايوان، وكلاهما تدعمهما الولايات المتحدة، واعتبر ذلك النظام "قاعدة الإمبريالية الغربية".[3] خلال الثمانينيات والتسعينيات، دعت الصين دائما إلى حل "الدولتين" لحل القضية الفلسطينية. وفي القرن الحادي والعشرين، وبالتوازي مع تزايد قوة الصين في مختلف المؤشرات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، استمر موقف هذه الدولة تجاه القضية الفلسطينية في التطور، وتولت هذه الدولة دوراً أكثر نشاطاً في المنطقة اقتصادياً. وفي هذا السياق، زادت الصين جهودها الدبلوماسية وتفاعلها مع إسرائيل وفلسطين، سعيا إلى لعب دور أكثر أهمية في عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى دعم حل الدولتين، سعت الصين إلى علاقات متوازنة مع إسرائيل وفلسطين وشددت في كثير من الأحيان على أهمية الحوار والتفاوض في طريق حل هذه القضية. [4]

موقف الصين فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية الفلسطينية الأخيرة

لقد كانت العمليات العسكرية التي بدأت تقوم بها حماس في عمق الأراضي المحتلة أحد أهم التطورات في غرب آسيا هذا العام. وعلى الرغم من إدانة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لهذه الهجمات، إلا أن الصين، باعتبارها القوة الناشئة الأكثر أهمية، اكتفت بالتعبير عن قلقها العميق وكررت دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. إن رد فعل هذا البلد على الصراع بين إسرائيل وحماس يظهر دعم الصين لفلسطين؛ وفي هذا الشأن، وصف وزير الخارجية الصيني مؤخرا تصرفات إسرائيل بأنها "تتجاوز إطار الدفاع عن النفس" وطلب من إسرائيل "إنهاء العقاب الجماعي لشعب غزة". بالإضافة إلى ذلك، طلب في محادثاته مع أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة، أن تقوم هذه الدولة "بدور أكثر فعالية ومسؤولية". [5]

لماذا تدعم الصين فلسطين؟

هناك وجهة نظر عند المتابعين لقضايا الصين، وهي أن بكين تتعارض بموقفها مع الولايات المتحدة من أجل تقليص مكانتها التنافسية الغربية عالمياً، لذلك و وفقاً لمواقف بكين الأخيرة بشأن التطورات في فلسطين، يبدو أن هذه الدولة تتقدم باستراتيجية طويلة المدى من أجل كسب رضا الدول الداعمة للقضية الفلسطينية في مناطق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. لأن دول هذه المناطق تعتبر حلفاء محتملين للصين، وبكين تحتاج إلى تعاونهم أكثر فأكثر في منافستها المتزايدة مع أمريكا.

 مرضيه شريفي

 

[1] https://jahanesanat.ir/372121/

[2] http://www.irdiplomacy.ir/fa/news/2022443/

[3] http://farhangeiranian.ir/fa/news/67868

[4] https://csr.ir/fa/news/1538/

[5] https://csr.ir/fa/news/1538/