تحركات مشبوهة لأمريكا في اليمن
في عام 2015، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر للتحالف السعودي لبدء الحرب المدمرة في اليمن، وفي الواقع كان الهدف الرئيسي للمعتدين منذ بداية الحرب في هذا البلد هو تقسيم اليمن، ولكن الآن تشعر الولايات المتحدة أن الحرب في اليمن وصلت إلى مرحلتها النهائية بحيث لا تريد المجازفة حتى لتحقيق ولو جزء على الأقل من أهدافها في هذا البلد.
في عام 2015، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر للتحالف السعودي لبدء الحرب المدمرة في اليمن، وفي الواقع كان الهدف الرئيسي للمعتدين منذ بداية الحرب في هذا البلد هو تقسيم اليمن، ولكن الآن تشعر الولايات المتحدة أن الحرب في اليمن وصلت إلى مرحلتها النهائية بحيث لا تريد المجازفة حتى لتحقيق ولو جزء على الأقل من أهدافها في هذا البلد. [1]
و تنتهج الولايات المتحدة في المنطقة سياسة صناعة الأزمات والتوترات المستمرة من أجل تمهيد الطريق لنفوذها واستغلالها بطرق مختلفة. ولهذا الغرض خططت أمريكا لعدم الاستقرار في اليمن كأساس لأهدافها، بحيث تستطيع السيطرة على اليمن من أي اتجاه وفي أي وقت تريد.[2]
وفي الوقت الحاضر، تسعى الولايات المتحدة من خلال استغلالها للتطورات في اليمن، والتي أصبحت مجبورة إلى قبولها من خلال وقف الهجمات الخارجية تحت مسمى إنهاء الحرب، إلى تعطيل وتأخير عملية السلام الشامل، وتركز على تقسيم اليمن و تمزيقه من خلال تشكيل برلمان يسمى برلمان الجنوب الانتقالي، عن طريق عقد اجتماع عدن التشاوري من قبل مجموعة تسمى الانفصاليين، فقد تسبب هذا في النهاية إلى حرب أهلية واستياء بين اليمنيين. [3]
وفي مثل هذه ظروف تحدثت السلطات اليمنية حول عدم تلبية مطالب الشعب اليمني فيما يتعلق بتمديد وقف إطلاق النار وتنفيذ الالتزامات المبنية على اتفاق الجانبين وتأخر مواصلة محادثات السلام بسبب وضع الأميركيين والأمم المتحدة العراقيل أمام طريق إنهاء الحرب، وحذروا من أنهم لن يقبلوا بوضع "لا سلام ولا حرب". ويظهر مسار تطورات نهاية الحرب في اليمن أن الأميركيين والصهاينة، بعد أن أمضوا عدة أشهر في حيرة وصدمة بعد الاتفاق و عودة العلاقات بين إيران والسعودية، بدأوا الآن يخرجون تدريجياً من هذا الحيرة ويبحثون عن المؤامرات والسيناريوهات المختلفة، من أجل منع تحقق النتائج والإنجازات الإقليمية والدولية لهذا الاتفاق المهم، فهم يسعون إلى منع تقليص نفوذهم وهيمنتهم في المنطقة وإبقاء سيطرتهم أكثر وقت ممكن.[4]
وضمن هذا السياق، أصدر مجلس حكومة الإنقاذ الوطني اليمني بيانا حذر فيه من قيام الولايات المتحدة بتنفيذ أعمال عسكرية مشبوهة في المحافظات الشرقية والجنوبية من اليمن. وجاء في هذا البيان: إن المخططات الاستعمارية البريطانية والأمريكية وأعمالها المشبوهة للأمة اليمنية قد انكشفت بالكامل وأصبحت مفضوحة، وقد جعلت هذه القضية التواجد الاستفزازي للأمريكيين والبريطانيين في اليمن هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة لهذا البلد، وسوف تتحرر الأمة اليمنية عاجلاً أم آجلاً .[5]
وفيما يتعلق بالتحركات المشبوهة والاستفزازية التي تقوم بها الولايات المتحدة في المحافظات الشرقية والجنوبية من اليمن، لا بد من القول إن الولايات المتحدة تولي اهتماماً خاصاً بمحافظة حضرموت الواقعة في جنوب شرق اليمن، نظراً لأهميتها وموقعها الاستراتيجي. لأن حضرموت هي أكبر محافظات اليمن وتشكل أكثر من ثلث مساحة اليمن (36%) وبالإضافة إلى مناجم النفط والثروة السمكية الموجودة فيها، يبلغ طول ساحلها 450 كيلومتراً. كما أن هذا الميناء هو الميناء الوحيد الذي عمل خلال الحرب، ولهذا السبب فهو يتعارض مع السياسات الاستعمارية الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن القوات العسكرية الأمريكية تتمركز في محافظتي المهرة وحضرموت منذ العام الماضي، وتحاول سلطات واشنطن الهيمنة على مرتزقة السعودية وأبو ظبي في هذه المناطق حتى يتمكنوا من الاستيلاء شيئاً فشيئاً على موارد النفط والغاز اليمنية.
وتشعر أمريكا بالقلق من هذا الموضوع وهو أن يتمكن أنصار الله بفضل قوتهم العسكرية من السيطرة على المناطق الجنوبية من اليمن وإعلان أنفسهم منتصرين في الحرب. وبالإضافة إلى تشويه صورة السعودية وداعمها الرئيسي أمريكا في العالم، فإن هذا الإجراء سيمنح أنصار الله أيضًا السيطرة على موارد النفط والغاز في اليمن. ولذلك تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على سيطرتها في هذه المحافظات من خلال نشر قواتها العسكرية في حضرموت والمهرة، ومنع تحرير مناجم النفط والغاز اليمنية.[6]
[1] https://www.alef.ir/news/4020526044
[2] https://irannewspaper.ir/8273/1/67538
[3] https://www.farsnews.ir/news/14020219001072
[4] https://www.farsnews.ir/news/14020219001072/
[5] https://www.mehrnews.com/news/5877588/
[6] https://www.islamtimes.org/fa/article/1066106/