مناورات عسكرية صينية أم مناورات لتطويق تايوان؟

خلال السنوات الأخيرة، كانت الصين دائما تعتبر تايوان إقليماً تابعاً لها وجزءاً منها، وأجرت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من التدريبات العسكرية في المناطق المحيطة بهذه الجزيرة وهي تراقب بشكل مستمر وضع هذه الجزيرة الواقعة في المياه الشرقية للصين. ولذلك فإن قضية الصين وتايوان عرفت دائما بأنها من أكثر القضايا إثارة للجدل في العلاقات الدولية.

يونيو 2, 2024 - 08:24
مناورات عسكرية صينية أم مناورات لتطويق تايوان؟
مناورات عسكرية صينية أم مناورات لتطويق تايوان؟

     خلال السنوات الأخيرة، كانت الصين دائما تعتبر تايوان إقليماً تابعاً لها وجزءاً منها، وأجرت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من التدريبات العسكرية في المناطق المحيطة بهذه الجزيرة وهي تراقب بشكل مستمر وضع هذه الجزيرة الواقعة في المياه الشرقية للصين. ولذلك فإن قضية الصين وتايوان عرفت دائما بأنها من أكثر القضايا إثارة للجدل في العلاقات الدولية.

في البداية، تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الأخيرة في تايوان جاءت بحزب جديد إلى السلطة لولاية ثالثة، وهو من أنصار فكرة استقلال تايوان، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أيضًا أن هذا الحزب فاز فقط 40% من الأصوات و60% من الأصوات الأخرى أعطيت لمرشحين آخرين، وهذان المرشحان لا يبحثان حقاً عن استقلال تايوان، لكن هذا التيار الأدنى، من خلال الدفع بفكرة الاستقلال غير الناجحة، يواصل خلق التوتر في سياسة الصين الداخلية والخارجية وبهذه الطريقة، تصبح مشكلة تايوان في قلب الخلافات بين الصين والولايات المتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن الصين لن تقبل أبدًا أن تكون تايوان دولة مستقلة، وهذا النهج لا يمثل وجهة نظر شي جين بينغ فقط، بل هذا الموقف مدرج أيضًا في دستور جمهورية الصين الشعبية. واستمراراً لهذه التحديات، أعلنت مصادر إخبارية أن الصين تجري مناورات عديدة في مياهها الشرقية حول تايوان، وذكرت نقلاً عن بعض المصادر المطلعة أن هناك احتمالاً كبيراً بأن تهاجم الصين تايوان مطلع يونيو/حزيران المقبل.[1]

وفي ذات السياق، أعلنت وكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن قيادة الجبهة الشرقية في جيش التحرير الشعبي الصيني، بدء المناورات البرية والمائية والجوية لهذا الجيش تحت عنوان "السيف المشترك2024" على مدى يومين منذ صباح يوم الخميس، والتي وفقا للمتحدث باسم الجيش الصيني تم هذا التمرين تحت مسمى"عقوبات صارمة على الأعمال الانفصالية للقوات الانفصالية التايوانية"[2] والذي يمارسون فيه تطويق تايوان، وذلك بعد 3 أيام فقط من أداء القسم للرئيس لاي تشينغ تي كرئيس جديد (الرئيس التنفيذي) لتايوان، الذي تصفه الحكومة الصينية بـ "الانفصالي".[3]

وفي هذا الصدد، قال جيش التحرير الشعبي الصيني في بيان: "إن هذه المناورة تعد عقابًا عظيمًا للانفصاليين الذين يسعون إلى الاستقلال، كما أنها تحذير جدي للقوات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تتدخل وتتخذ إجراءات استفزازية" علاوة على ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية: عندما ينشط القادة الجدد لمنطقة تايوان، من خلال الترويج العلني لنهج الدولتين ومحاولة "الحصول على الاستقلال" بمساعدة القوات الأجنبية، فإنهم يتحدون رسميًا بشكل جدي "مبدأ الصين الواحدة" وفي هذه الأثناء، يوضع المواطنون التايوانيون على عتبة ظروف حرب خطيرة.[4]

وبما أن بكين اعتبرت دائما جزيرة تايوان جزءاً منها، فقد عارضت أي أعمال انفصالية، وأجريت هذه التدريبات ردا على الأعمال الاستفزازية التي حدثت في تايوان بعد تنصيب الرئيس هناك.

وهنا لا بد من التذكير بأن بداية التحدي التايواني بدأت بعد انتهاء الحرب الأهلية في الصين ومع إعلان الحكومة الشيوعية في بكين على يد ماو تسي تونغ وهروب القوميين الصينيين وتشكيل دولة جديدة في تايبيه، ومع التحالف مع الولايات المتحدة خلال الحرب الكورية، أصبح الأمر تحديًا دائمًا. وهنا يتبين بوضوح أن قدم الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في هذه الأزمة، ولهذا السبب، اتخذت تايوان باستمرار إجراءات ضد الصين في ظل المساعدات العسكرية الأمريكية، وكانت الصين مستعدة دائمًا وقد أظهرت إمكانية القيام بأي عمل عسكري أو هجمات استباقية من خلال إجراء مناورات مختلفة.

ويقول مجموعة من المحللين والخبراء السياسيين، الذين يشيرون إلى فئة أن تايوان خط أحمر للصين، إنه إلى أن تتجاوز الولايات المتحدة هذا الخط الأحمر، فإن المواجهة بين الفاعلين غير واردة، ويمكن للقوتين أن تتعاونا في مجالات مختلفة. لكن على الجانب الآخر، قد يكون من الممكن التنبؤ بأنه بعد الإخفاقات العديدة للقوات الغربية بقيادة الناتو على جبهات أوكرانيا أمام روسيا والفشل الاستخباراتي العسكري الكارثي أمام قاوت المقاومة في فلسطين، إذا تحول الضغط الصيني إلى خطوة عملية، ستكون بالتأكيد ثالث أكبر فشل للولايات المتحدة وحلفائها.

في الختام، تجدر الإشارة إلى أن بحر الصين الجنوبي، حيث تقع تايوان كجزء من أراضي الصين، يتمتع بموقع جيوسياسي وجغرافي اقتصادي مهم بالنسبة للصين والاقتصاد العالمي، ولن تكون بكين على استعداد لتجاهل الامتياز الفريد المتمثل في السيطرة الكاملة على أراضي تايوان، وبطبيعة الحال، فإنها ستطرح نفسها أمام أي سيناريو أو رد، أحد هذه السيناريوهات المحتملة هو الهجوم على هذه المنطقة والسيطرة عليها بشكل كامل بهدف الحفاظ على "مبدأ الصين الواحدة" وحماية سيادة الصين.

 نويد دانشور


[1] https://kayhan.ir/001D7w

[2] mshrgh.ir/1605622

[3] mehrnews.com/x34ZQH

[4] https://spnfa.ir/20240524/%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%AA-%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%DA%86%DB%8C%D9%86-%D8%B1%D8%A6%DB%8C%D8%B3-%D8%AC%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D8%AD%DA%A9%D9%88%D9%85%D8%AA-%D8%AA%D8%A7%DB%8C%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7-%D8%A2%D8%AA%D8%B4-%D8%A8%D8%A7%D8%B2%DB%8C-%D9%85%DB%8C-%DA%A9%D9%86%D8%AF-20639739.html