مكان لا يليق بإسرائيل

أدت الحرب العالمية الثانية والقضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية إلى إجماع عالمي على إنشاء منظمة جديدة يمكنها منع حدوث مآسي مماثلة في المستقبل. وعلى هذا المبدأ تأسست منظمة الأمم المتحدة التي يقع مقرها الرئيسي اليوم في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم الأعلان عن أن العمل بما يخص قضايا حقوق الإنسان هو السبب الرئيسي لإنشاء هذه المنظمة.

يوليو 1, 2024 - 08:17
مكان لا يليق بإسرائيل
مكان لا يليق بإسرائيل

    أدت الحرب العالمية الثانية والقضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية إلى إجماع عالمي على إنشاء منظمة جديدة يمكنها منع حدوث مآسي مماثلة في المستقبل. وعلى هذا المبدأ تأسست منظمة الأمم المتحدة التي يقع مقرها الرئيسي اليوم في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم الأعلان عن أن العمل بما يخص قضايا حقوق الإنسان هو السبب الرئيسي لإنشاء هذه المنظمة. وبما أن الغرض الأساسي من إنشاء الأمم المتحدة كان إيجاد إطار قانوني للتحقيق والتصرف بشكل مناسب بناء على الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، فإن القضية الفلسطينية، باعتبارها أطول أزمة في العالم، ظلت على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولقد أصبحت الجمعية العامة ومجلس الأمن منذ إنشاء الأمم المتحدة أحد التحديات الهامة التي يواجهها أعضاء المجتمع الدولي باستمرار.[1]

مكانة عضوية فلسطين والكيان الصهيوني في الأمم المتحدة

أعلنت إسرائيل قيام كيانها واستقلالها في فلسطين عام 1948. وأصبح النظام الصهيوني كدولة حينها عضوًا بصفة "كامل العضوية" في الأمم المتحدة وجميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن هم (روسيا وأمريكا والصين وفرنسا وبريطانيا العظمى) يعترفون بوجود هذه الدولة والحكومة، في حين أن فلسطين كدولة وحكومة موجودة منذ القدم ليست عضوا كاملا في الأمم المتحدة لأن العضوية الكاملة للدول في الأمم المتحدة تخضع لموافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن فإن أهم معارض لعضوية فلسطين هي أمريكا وهي يستخدم دائماً حق النقض الفيتو ضد هذه القضية. [2]

إسرائيل عضو مهمل في الأمم المتحدة

رغم قبول الكيان الصهيوني كدولة معترف بها في الأمم المتحدة، إلا أنه لم يلتزم بأي من القرارات التي أصدرتها هذه المنظمة احتجاجاً على الجرائم التي ارتكبها هذا النظام القمعي.

ومنذ عام 1947 وحتى الآن صدر أكثر من 510 قرارات ضد النظام الصهيوني، منها 52 قراراً اعترضت عليها أمريكا، والباقي تجاهلها هذا النظام المزيف. ومنذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، رفضت إسرائيل بشكل منهجي تنفيذ قرارات مجلس الأمن (القرار 2728) والجمعية العامة بشأن الوضع الإنساني في غزة؛ كما رفض هذا النظام تنفيذ القرار المؤقت الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن الانتهاك المحتمل لاتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، واستهداف وقتل موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة بشكل متكرر ومتعمد. [3]

ومنذ وقت ليس ببعيد، وبعد أن وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على عضوية فلسطين الكاملة في هذه المنظمة، اعتلى "جلعاد أردان" ممثل الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، المنصة وفي عمل مهين، ألقى ميثاق الأمم المتحدة المكتوب في آلة التقطيع ومزقه إرباً! وهو عمل يشكل بلا شك إهانة واضحة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. كما طلب من الولايات المتحدة قطع ميزانية الأمم المتحدة إذا وافقت الجمعية العامة على قرار العضوية الفلسطينية. [4]

ليس لإسرائيل مكان في الأمم المتحدة

جاء في المادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن أي عضو في الأمم المتحدة يعرض السلام العالمي أو الإقليمي للخطر: "ولمجلس الأمن أن يقرر التدابير اللازمة لتنفيذ قراراته، والتي لا تنطوي على استخدام القوة المسلحة، ويمكنه أن يطلب من أعضاء الأمم المتحدة اتخاذ مثل هذه التدابير. ويجوز أن تشمل هذه الإجراءات وقف العلاقات الاقتصادية كليا أو جزئيا وقطع كافة الطرق البرية كالسكك الحديدية والطرق البحرية والجوية ووسائل التواصل كالبريد وغيرها من وسائل الاتصال وقطع العلاقات السياسية". والسؤال المطروح الآن هو أنه على الرغم من الجرائم الهمجية والإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الصهيوني، لماذا لم تتخذ الأمم المتحدة أي إجراء لوقف جرائم النظام الصهيوني، مستشهدة بالمادة 42 من ميثاق الأمم المتحدة، ولماذا النظام الصهيوني، والذي لم يلتزم بأي من القرارات أن يبقى عضواً في الأمم المتحدة، فهل يظل عضواً في هذه المنظمة؟!

مرضیه شریفی


[1] https://www.mehrnews.com/news/5131909

[2] https://www.asriran.com/fa/news/916102

[3] https://www.isna.ir/news/1403022215900

[4] https://kayhan.ir/fa/news/288005