"الفصح اليهودي".. فرصة الكيان للهروب من معضلات غزة
يجد كيان الاحتلال الإسرائيلي نفسه بعد أكثر من مئتي يوم على عدوانه الهمجي على غزة أمام معضلات وتحديات أمنية وسياسية داخلية وخارجية وسط تنديد دولي وعالمي-شعبي لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه بحق الفلسطينيين.
يجد كيان الاحتلال الإسرائيلي نفسه بعد أكثر من مئتي يوم على عدوانه الهمجي على غزة أمام معضلات وتحديات أمنية وسياسية داخلية وخارجية وسط تنديد دولي وعالمي-شعبي لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه بحق الفلسطينيين.
حتى بات أمام عزلة دولية كما ذكرت العديد من التقارير الإعلامية حتى وسائل إعلامه، إضافة إلى تفنيد عالمي لزيف رواياته وسردياته التي ينطلق بها من مزاعم دينية يدحضها الكثير من الإسرائيليين أنفسهم، أمام هذه المعطيات وعند كل مطب يهرب العدو إلى الأمام فكما يهرب من الهزيمة الاستراتيجية في غزة إلى التهديد المتكرر بمعركة رفح، يهرب اليوم إلى تنديس المسجد الأقصى تحت ستار "أعياده الدينية-عيد الفصح اليهودي"، الممتد حتى آخر الشهر الجاري.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن عدد المستوطنين والمتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في الفترة في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي بلغ 1128، لافتة إلى أن شرطة الاحتلال منعت المصلين الفلسطينيين من البقاء في باحات المسجد عندما قام المستوطنون المتطرفون بأداء صلواتهم التلمودية، مشيرة إلى أن المسجد الأقصى أصبح ثكنة عسكرية بعد اقتحام مئات المستوطنين له.
بالتزامن مع "الأعياد اليهودية"، دعت جهات يمينية ومؤسسات استيطانية متطرفة تطلق على نفسها "جماعات الهيكل" إلى تكثيف الاقتحامات خلال أيام عيد الفصح اليهودي الذي بدأ يوم الاثنين الماضي ويستمر لمدة 7 أيام، ويعتبر من أهم وأكبر المواسم الدينية التي تستغل لانتهاك حرمة الأقصى.
وعززت قوات الاحتلال من وجودها ودفعت بمئات من عناصرها إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة لتأمين اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى، كما دعت "جماعات الهيكل" إلى تقديم قرابين الفصح في المسجد الأقصى مقابل منحة مالية، تقدر بـ 50 ألف شيكل للناشطين أو المستوطنين الذين ينجحون في ذبح (قربان) في باحات الأقصى المبارك، و2500 شيكل في حال الوصول بـ (القربان) إلى المسجد الأقصى والتعرض للاعتقال هناك، في حين أن من يتم إيقافه وهو في الطريق إلى الأقصى فسيحصل على مبلغ 700 شيكل، أمل كل من يساعد في إتمام المهمة سيحصل على مبلغ 200 شيكل.
وتتصدر دائما الدعوات لذبح القرابين في عيد الفصح جماعة "حوزريم لهار" أو "عائدون إلى جبل الهيكل" برئاسة المتطرف "رفائيل موريس" الذي ضُبط عشرات المرات يحاول إدخال الذبائح إلى سور القدس أو المسجد الأقصى.
كما لجأت منظمة "حوزريم لهار" إلى العبارات التحفيزية التي تستهدف المستوطنين وطوائف المجتمع اليهـودي، مثل: ما يميز تقديم القرابين هذا العام بأنها ستكون "من أجل عودة (المختطفين)".
وردّاً على ما يحضر للأقصى، دعا مجلس أوقاف القدس –الأسبوع الماضي- المسلمين إلى الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك وباحاته الشريفة، والرباط فيه حتى عشية "عيد الفصح" من أجل حماية الأقصى ومنع اليهـود من تدنيسه وممارسة الشعائر فيه، ومنها تقديم القرابين.
بدوره، جدّد مرصد الأزهر تأكيده على أن المسجد الأقصى وباحاته المشرفة والطرق المؤدية إليه، حق أصيل للمسلمين في فلسطين وشتى بقاع الأرض، وأنه ملك خاص للمسلمين وحدهم ولا يقبل القسمة أو الشراكة، وشدّد على أن قضية القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية العالم الإسلامي بأكمله، وكذلك العالم الحرّ، الذي أقر بأن الشعب الواقع تحت الاحتلال له الحرية المطلقة في ممارسة شعائره الدينية، كما أقر بعدم المساس بالمقدسات، فضلًا عن تدنيسها والسعي الدؤوب لتهويدها.
مجلس الأوقاف في القدس التابع لوزارة الأوقاف الأردنية، أصدر بيانًا حول اقتحامات المستوطنين الأخيرة للمسجد الأقصى يدعو فيه كافة أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لتكثيف تواجده ورباطه في المسجد الأقصى المبارك” و”يناشد صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس لتحريك المجتمع الدولي، ودعوة حكومات العالم الإسلامي والعربي لتفعيل إمكاناتها لمنع هذا العبث ورفض هذه السياسات المجحفة بحق أحد أهم مساجد المسلمين.
في الواقع وعلى خلفية الحرب على غزة وتداعيات طوفان الأقصى تخشى حكومة الاحتلال رغم همجيتها وشهيتها الدائمة للدمار في الوقت ذاته فتح جبهة المسجد الأقصى الآن لأن الاعتداء عليه كان سبباً رئيسياً في معركة سيف القدس عام 2021، وشكلت معركة طوفان الأقصى عامل ردع لأي تحرك صهيوني استراتيجي تغييري تجاه المسجد الأقصى"، لكن هذا لا يعني عدم الانتباه للمخططات التي تحاك تجاه الأقصى والتي كان آخرها إدراج ما يسمى "وزير الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن غفير خطة عمل وزارته السنوية التي ترتكز على تغيير الوضع القائم بالمسجد.
وأمام ذلك يرى مراقبون أنه لا بد من التفاف الأمة الإسلامية حول الوصاية الأردنية باعتبارها مهددة بالسحب والإزالة من جهة، وحماية الأقصى والذود عنه أمام مخططات الاحتلال لتحقيق معادلة الردع المستمر من جهة أخرى.
ولم يمر عيد الفصح اليهودي خلال العامين الأخيرين هادئاً في ساحات ومصليات أولى القبلتين خاصة أنه تزامن مع شهر رمضان المبارك.
وفي عام 2023 اقتحم المسجد الأقصى خلاله 3430 متطرفاً ومتطرفة أدوا طقوسا وصلوات تلمودية، وارتدى كثيرون منهم الملابس التوراتية البيضاء.
ونفذت جماعات الهيكل المتطرفة طقوس ذبح القربان على السور الجنوبي للمسجد، ونشرت العديد من المزاعم والتلفيقات للتحريض على ذبحه في الأقصى قائلة "دمه هو رابطة عهدنا مع الرب، وإذا أتيتم بالآلاف إلى أبواب الأقصى ستمكّننا الحكومة من فرض القربان".
وفي عام 2022 اقتحم ساحات الأقصى 3670 متطرفا ومتطرفة خلال العيد، وضُبطت نحو 15 محاولة تهريب للقرابين الحيوانية إلى المسجد قُبيل الفصح وخلاله.
ولا يمكن ذكر عيد الفصح في رمضان 2022 دون التطرق إلى الاقتحام الأقسى الذي نفذته قوات الاحتلال للمسجد الأقصى بُعيد صلاة فجر الجمعة 15 نيسان، واعتدت على 30 ألف مصلّ بشكل وحشي، مما أسفر عن وقوع 158 إصابة واعتقال 476 من المعتكفين داخل المصلى القبلي بعد اقتحامه، وتسلم جميع هؤلاء أوامر بالإبعاد عن المسجد المقدس لفترات متفاوتة.
المصادر:
1- https://cuts.top/D8mc
2- https://cuts.top/F3wL
3- https://cuts.top/F3x6