مخطط الحلف الغربي للسيطرة على اليمن

في الأسابيع الأخيرة وبعد وقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة الذي أدى إلى تراجع حدة النزاعات في المنطقة مؤقتاً، يسعى التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبمساعدة دولة الإمارات إلى تنفيذ مخطط جديد يهدف إلى تجهيز بعض الجزر الصغيرة في خليج عدن لمنع الهجمات الصاروخية المحتملة من اليمن في المستقبل. 

فبرایر 7, 2025 - 05:35
مخطط الحلف الغربي للسيطرة على اليمن
مخطط الحلف الغربي للسيطرة على اليمن

في الأسابيع الأخيرة وبعد وقف إطلاق النار في فلسطين المحتلة الذي أدى إلى تراجع حدة النزاعات في المنطقة مؤقتاً(1)، يسعى التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبمساعدة دولة الإمارات إلى تنفيذ مخطط جديد يهدف إلى تجهيز بعض الجزر الصغيرة في خليج عدن لمنع الهجمات الصاروخية المحتملة من اليمن في المستقبل. 

يسعى الكيان الصهيوني بالضغط على الولايات المتحدة إلى تقليل الضغوط التي ربما تتعرض لها جراء النزاعات المقبلة. وقد نفذت اليمن في الأشهر الماضية دفاعاً عن الشعب الفلسطيني العديد من الهجمات على أهداف اقتصادية وعسكرية للكيان باستخدام صواريخها. إن هذا المخطط الجديد للدول الغربية يدل على استعدادها للمرحلة التالية من التوترات في منطقة غرب آسيا. وفيما يلي سنتناول أبعاد المسألة المذكورة وأهداف الدول الإقليمية في هذا المشروع الجديد.

تمثل جزر سقطرى التي تقع على السواحل الجنوبية لليمن في البحر الأحمر نقطة استراتيجية قريبة من إحدى أكثر خطوط الشحن ازدحاماً في العالم وهي بذلك ضمن  دائرة اهتمام الغرب(2). في 21 يونيو 2020 احتل التحالف الإماراتي-السعودي هذه الجزيرة. تتكون هذه المجموعة من أربع جزر رئيسية: سقطرى (3796 كيلومتر مربع)، عبدالكوري (130.2 كيلومتر مربع)، سُمُهى (39.6 كيلومتر مربع)، ودَرْسَا (7.5 كيلومتر مربع)، بالإضافة إلى ثلاث جزر صغيرة. 

تقع سقطرى وهي أكبر الجزر على بُعد 350 كيلومتراً جنوب شبه الجزيرة العربية و95 كيلومتراً من الصومال. وتحيط بهذه الجزيرة مياه خليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب، وتنتهي من الغرب بشبه القارة الإفريقية. يمر حوالي 20,000 سفينة شحن سنوياً بالقرب من سقطرى وهو ما يمثل 9% من إمدادات النفط العالمية السنوية. في المخطط الغربي ستكون هذه المجموعة من الجزر مفعلة بأنظمة عسكرية ومطارات للحد من هجمات اليمن تجاه الكيان.

أما بالنسبة لدور الإمارات فهي نظراً لموقعها الجغرافي والجيوسياسي قلقة من قوة اليمن المتزايدة. وقد أظهرت اليمن أنها قادرة على توجيه الضربات إلى مصالح أعدائها بكامل قوتها وهذا يشكل تهديداً كبيراً للإمارات التي تعتمد على السياحة والمستثمرين الأجانب في دخلها(3). 

قد يؤدي صاروخ يمني واحد إلى أزمة هروب المستثمرين الدوليين من الإمارات. هذه الحقيقة واضحة لقيادة الإمارات ولذلك فإنها تتعاون بشكل مكثف مع الجيش الأمريكي للسيطرة على اليمن. سيتم تنفيذ الخطة الأخيرة لتقليص استخدام الصواريخ في الأراضي اليمنية من خلال تحركات ميدانية من قبل الإمارات وإشراف القيادة الأمريكية القتالية المشتركة(ستانكوم). كما تم تصميم تمركز المرتزقة الإماراتيين في أجزاء من الأراضي اليمنية للتغلغل في المناطق الاستراتيجية.  

أما بالنسبة للأهداف الأمريكية فإن حكومة الكيان الصهيوني نظراً للهجمات التي تلقتها من اليمن تسعى إلى الضغط على الولايات المتحدة لتعطيل الأنظمة الصاروخية اليمنية. مع جدول الأعمال هذا. وتسعى القوات الأمريكية إلى إيجاد طرق متنوعة لتحقيق هذا الهدف. إن التعاون المشترك بين الإمارات والولايات المتحدة يعتمد على تسليح بعض الجزر في خليج عدن وجيبوتي لمراقبة ومنع هجمات الصواريخ اليمنية على الكيان الصهيوني والأسطول الدولي في ممر البحر الأحمر من أجل نفس الغرض. 

بشكل عام، يمكن القول إن واحدة من القضايا التي يسعى التحالف الغربي وحلفاء الكيان الصهيوني إلى تحقيقها بجدية هي نزع سلاح اليمن. العمليات اليمنية خلال الأسابيع الأخيرة لاستعادة المناطق المحتلة من المرتزقة الإماراتيين تُظهر استعداداً كاملاً للقتال ضد أعداء الأمة الإسلامية وفي هذا السياق حتى إذا تدخلت الجيوش الغربية فإنها لن تكون بمنأى عن التهديد. تسعى الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة إلى تقليل قوة اليمن وسلاحه في النزاعات المستقبلية في منطقة غرب آسيا، ولذا فإنها تتابع خطة التحكم بالصواريخ اليمنية من خلال التعاون مع الإمارات ويتعين علينا أن نرى ما هي الخطوات التي ستتخذها اليمن لمواجهة هذه الخطط في المستقبل.


أمير علي يگانه 

1. https://www.fairplanet.org/editors-pick/with-a-ceasefire-in-gaza-israel-turns-its-arms-to-the-west-bank 
2. https://thecradle.co/articles-id/916 
3.https://www.trtworld.com/magazine/how-access-to-missiles-gives-an-edge-to-non-state-actors-in-the-middle-east-54321